بسم الله الرحمن الرحيم
في تعليق لاحد المواطنين الشيعة بمنطقة العراق.. على انسحاب القوات الامريكية .. مع بقاء الوجود الايراني بدون ان يطالب احد بتحيده.. قال (امريكا بالقواعد.. ولكن المشكلة ان ايران ابيتي وابيتك) .. وهنا مكمن الكارثة..
بمعنى امريكا وجودها العسكري ليس فيه اي مشكلة.. ولا يحتاج لعملية بتر .. فهي بالقواعد.. ومحددين ومعروفين.. ولا يمس سيادة (منطقة الرافدين).. فلا (توضع صور الرؤساء الامريكان بالساحات العامة ببغداد والعراق)، ولا تعلن امريكا بان العراق ضمن (ولاية امريكا العامة).. (ولا يعلن الرئيس الامريكي نفسه ولي امر العراقيين كافة واجب الطاعة عقائديا).. ولا تعلن امريكا (بان الجيش العراقي امتداد لامريكا).. (ولا يوجد مليشيات تجهر بولاءها لامريكا.. وتهدد الحكومة والنظام برفع السلاح ضد هذه الجهة او تلك.. في وقت تدعي هي جزء من هيئة حكومية).. ولكن الخطورة بان الوجود الايراني يحتاج (لاستصال بعملية جراحية.. مع علاج كيمياوي لقتل الخلايا السرطانية المتمثله بشرائح محسوبة شيعيا عراقيا متواطئين مع ايران وشرعوا عمالتهم عقائديا.. والعقيدة براء منهم)..
لذلك من الخطورة ان تنسحب امريكا بدون اجتثاث هؤلاء الموالين لايران ومليشياتهم (الايرانية الولاء العراقية التمويل والمشرعة من النظام السياسي الحاكم بالخضراء المقرب من ايران).. فاستراتيجية امريكا السابقة.. (اضعاف القاعدة بالعراق ثم انسحاب امريكا عام 2011.. بدون اجتثاث المليشيات وقياداتها بالكامل) كان خطئا استراتيجيا.. كان وراءه (من وضعوا العقبات امام بقاء قواعد امريكية بالعراق)…. غير حاسبين بان (تنظيم داعش).. نتاج (البيئة السياسية المتهرئة.. والحواضن المتمردة) ولدتا داعش..
(بمعنى يجب ان تقوم استراتيجية امريكا ليس فقط اضعاف داعش.. ولكن بنفس الوقت اجتثاث المليشيات الموالية لايران باصدار قوانين فعالة.. بتفعيل قانون الخيانة العظمى وتجريم التخابر مع جهات اجنبية اقليمية.. بتفعيل عقوبة الاعدام لمن يثبت ادانته بذلك.. ومنها اعلان الولاء لزعيم دولة اجنبية ونظام اجنبي اقليمي.. ورفع صور زعماء اجانب داخل العراق بالمناطق العامة.. زج شباب العراق بتنظيمات مسلحة بالمستنقعات الاقليمية..الخ) كلها يجب ان تخضع لقانون المحاسبة والعقاب باقصى العقوبات.
ويذكر لو قورت مخاطر (الوجود الايراني مع التركي) يكون الخطر الاكبر (ايران).. (فايران وتركيا كلاهما ينظرون للعراق كحديقة خلفية لهما.. ويصرحون باطماعهما).. (لكن ايران تنظر للعراق كله كضيعة ايرانية تحت حكم ولاية الفقيه.. وممر بري لايران من طهران للمتوسط.. وسلة لمليشيات مسلحة تجهر بولاءها لايران مجندة ايرانيا، وسوق استهلاكية لبضائع ايران على حساب الصناعة والزراعة العراقية المهملة بفعل قوى سياسية مقربة من ايران ببغدا).. اما تركيا فتنظر تحديدا فقط لولاية الموصل تابعة لها..
ثانيا (النفوذ التركي) ليس بقوة (النفوذ الايراني).. فالنفوذ الايراني يمكن الحد منه بشمال منطقة العراق.. ولكن النفوذ الايراني (هو احتلالي بابشع صوره).. باعتراف المسؤولين الايرانيين انفسهم (بان الجيش العراقي امتداد لايران.. وان ايران تقاتل خارج حدودها مع خصومها بالعراق).. بكل تحدي لمشاعر شعوب الرافدين.
لذلك نجد رغم الخلاف السعودي الاماراتي من جهة مع تركيا من جهة ثانية.. ولكن الموقف السعودي الاماراتي معارضا للنفوذ الايراني بقطر اكثر من النفوذ التركي.. ليس لان تركيا سنية والسعودية والامارات سنة.. فهذا مردود عليه .. فدول الخليج قبلت بنزول قوات يرانية شيعية بزمن الشاه بعمان.. وكانت لديهم علاقات قوية مع ايران الشاه.. ولكن نظام الخميني رفع شعارات العداء والدعوة لاسقاط انظمة دول المنطقة وتصدير الثورة الاديولوجية الايرانية.. في حين تركيا اردوغان رغم تبنيها للاخوانية المرفوضة من السعودية والامارات.. ولكن تركيا لا تدعو لتصدير اديولوجياتها الحاكمة لدول المنطقة..
وهنا نطرح تساؤلنا ايضا.. (هل سمعنا يوما قائد فرقة بالجيش، او ضابط بالداخلية) يهدد الحكومة ببغداد او برفع السلاح.. ضد هذه الجهة او تلك.. كما تفعل قيادات بهيئة الحشد كبدر والكتائب والعصائب والنجباء.. الخ برفع السلاح ضد القوات الامريكية التي دخولها تم عبر القنوات الحكومية الرسمية لدعم بغداد ضد داعش والارهاب، وكذلك تدريب وتجهيز الجيش المركزي بالعراق.. (هل هذه هيئة حشد حكومية؟؟ ام واجهة قذرة ايرانية تنفذ اجندات ايران.. بارسال رسائل للعالم بان اي قرار سياسي يمر من طهران وليس من بغداد، وان اي اجراء يحصل بالعراق يجب ان يكون بمساومات لمصالح ايران القومية العليا).. وهذا ما يحصل مع الاسف الشديد..
………..
واخير يتأكد لشيعة منطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
………………………
سجاد تقي كاظم
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط