بالأرقام.. لهذا أخفق داعش في اختراق المجتمع الأميركي

رسم لجانب من محاكمة أحد المتهمين بالإرهاب أمام محكمة أميركية

وأوردت الدراسة التي أعدها برنامج الجامعة الأكاديمي حول التطرف، أن شبكات التواصل الاجتماعي كان لها دور أساسي في تجنيد الأميركيين وسفرهم إلى سورية أو العراق، إذ غالبا ما تكون علاقاتهم الشخصية محدودة، مشيرة إلى أنهم غالبا ما شعروا بخيبة الأمل وبصدمة إزاء الثقافات المختلفة عندما يلتحقون فعلا بالجماعات المتطرفة، ويحاولون العودة بشكل سريع إلى بلادهم رغم أنهم يواجهون احتمالا شبه مؤكد بإيداعهم السجن.

وجاء في الدراسة الواقعة في 116 صفحة بعنوان “المسافرون” أن “الحياة في الأماكن الخاضعة لسيطرة المتشددين لم تكن بمستوى توقعات عدد كبير من العائدين”، مضيفة أن “ظروف العيش كانت أكثر قسوة مما شاهدوه على الإنترنت وتسجيلات الفيديو، كما أن وعود الأخوة والصداقة نادرا ما تحققت”، إذ “يسود على العكس صدام حضارات وخلافات داخلية شرسة وشكوك بين المجندين والقيادة. كما أن العديد من الأميركيين لم تكن لديهم خبرات ميدانية وبالتالي أوكلت إليهم مهام أقل شأنا كتنظيف المخابئ أو الطهي أو العناية بالجرحى والمرضى”.

ووصل عدد الأفراد الذين وجهت إليهم تهم في الولايات المتحدة في جرائم متصلة بداعش إلى 157، حسب الدراسة. وفي ما يلي بعض المعلومات عنهم:

  • متوسط عمر المتهمين كان 28 عاما.
  • الاعتقالات وقعت في 28 ولاية والعاصمة واشنطن.
  • متوسط فترة السجن التي حكم بها هؤلاء بعد إدانتهم كان 13.6 سنوات.
  • 41 في المئة منهم اتهموا بالسفر أو محاولة السفر.
  • 33 في المئة اتهموا بالتدبير لأعمال إرهابية داخل الولايات المتحدة.
  • 57 في المئة اعتقلوا ضمن عمليات أمنية شارك فيها مخبرون أو عملاء سريون.
  • 95 من المتهمين إما اعترفوا بذنبهم أو أدانهم القضاء.

وتتناولت الدراسة تجربة 64 من أصل 300 أميركي توجهوا إلى سورية والعراق للقتال في صفوف جماعات متشددة في البلدين. وفي ما يلي بعض المعلومات عنهم:

  • متوسط عمر هؤلاء عندما سافروا كان 27 عاما.
  • 89 في المئة منهم من الرجال.
  • 70 في المئة منهم يحملون الجنسية الأميركية أو يقيمون بشكل دائم في الولايات المتحدة (لديهم بطاقة غرين كارد).
  • قدموا من 16 ولاية لكن النسبة الأعلى من مينيسوتا وفرجينيا وأوهايو.
  • لدى وصولهم إلى سورية 82.8 في المئة انضموا إلى داعش و17.2 في المئة إلى جماعات أخرى.
  • 22 من هؤلاء قتلوا على الأرجح في سورية، فيما اعتقلت السلطات 12 داخل الولايات المتحدة أو في الخارج، بينما عاد ثلاثة إلى الأراضي الأميركية من دون مواجهة تهم.
  • 28 من هؤلاء لا يعلم مكانهم.
  • 12 منهم عادوا إلى الأراضي الأميركية حيث اعتقلوا ووجهت إليهم تهم.

وتستند الدراسة إلى وثائق قضائية ومقابلات وقاعدة بيانات ضخمة من تعليقات على الإنترنت ونحو مليون تغريدة لمتشددين. وبالكاد عثرت على روابط بين الأميركيين أنفسهم، فهم من بيئات مختلفة وولايات مختلفة وبشكل عام أبناء أسر مسلمة أفضل اندماجا ومن مستوى اجتماعي أفضل مقارنة مع نظرائهم الأوروبيين.

ثلاثة أنواع من المجندين

ميّز معدو الدراسة بين ثلاثة أنواع من المجندين: “الرواد” الذين تطوعوا مبكرا وبدوافع شخصية بعد اطلاع، و”المسافرون ذوو الروابط” الذين لديهم دعم من أسر أو أصدقاء، و”المنفردون” الذين تم تجنيدهم عبر التواصل الإلكتروني.

وحسب الدراسة، فإن أحد أسباب العدد المتدني نسبيا من “المقاتلين الأجانب الأميركيين” يعود إلى القوانين الأميركية التي تسهل تدخل الشرطة في مرحلة مبكرة بمجرد التعبير عن تأييد مجموعة متطرفة محظورة.

وأضافت أن السبب الآخر يتمثل في صعوبة إقامة علاقات شخصية بالمقارنة مع أوروبا. فقد عثرت على “خلية” واحدة في مينيسوتا رغم العدد الكبير من المسلمين المقيمين في الولاية. وكان 15 مسلما أميركيا تجمعهم روابط شخصية، يحاولون من خلالها الانضمام إلى داعش.

في الأماكن الأخرى، كان هؤلاء يواجهون صعوبات ولا يتلقون المساعدة سوى من صديق أو قريب واحد ويعتمدون بشكل أكبر على أشخاص آخرين عبر الإنترنت.

بعد انتقالهم إلى سورية نجح بعض المجندين الأميركيين في الصعود في مراتب التنظيم، خصوصا “الرواد” منهم. لكن القسم الأكبر كان مصيره أشبه بمحمد جمال خويس الذي جند عبر الإنترنت، وبعد قدومه سئم الأعمال الوضيعة وخاب أمله ما دفعه في النهاية إلى الهرب والعودة إلى الولايات المتحدة حيث حكم عليه بالسجن 20 عاما.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here