غياب الدولة عن جنازة (( قدوري ) تنكّر لأبنائها المبدعين ,,, وفاته تفتح ملف علاقة الحكومة بالمشجع العراقي الكبير

د . خالد القره غولي
حين رحل المشجع العراقي الكبير(( قدوري )) اليوم عن هذه الحياة لم يمش في جنازته سوى ابناء مدينته العاشقين له ، فيما غابت الحكومة تماماً وكأن الراحل لم يكن شيئاً في سلالة الابداع العراقي ولم تقف الحكومة امام هذا الرحيل لرجل يعد من كبار مشجعى العراق طيلة اكثر من 50 عاماً , رجل له تاريخه الذي التصق بتاريخ العراق الرياضي من مختلف جوانبه ، وابدى العديدون عن خيبة املهم من ان الحكومة غابت عن تشييع الراحل وهم الذين توقعوا ان وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية واتحاد كرة القدم العراقي المركزي كما تفعل على رحيل السياسيين , فهناك العديد من كبار المشاهير يعانون من شظف العيش وعدم الاهتمام بأوضاعهم المعاشية والصحية بعدما بلغوا من العمر حالة عدم القدرة على تكاليف العلاج والعيش الكريم ، فيما راح البعض يقارن بين ما يحصل عليه السياسيون من مكاسب لا يستحقونها وبين ما يحصل عليه المشع العراقي المبدع الذي يظل طوال عمره يقدم للناس ابداعات من عصارة روحه وقلبه ويبث السرور فيهم ، فالبرلماني العراقي الذي يخدم لمدة اربع سنوات يتقاضى راتباً تقاعدياً بالملايين بينما المبدع الذي يخدم العراق طول عمره لا يحظى الا بالمنحة البسيطة جداً , لقد كان قدوري كريماً مع الوطن والناس حين أعطى الكثير من التشجيع الرائع الراقي وكل هذا من اجل هذا المتر من الأرض ، ايها الراحل الكبير قدوري ستنهال عليك الاوصاف برحيلك وانت اعظم واكبر من كل ما سيقولون ابداعك كان يشمخ بشموخ العراق وبحضارته لا بانظمته التي تنتظر رحيل مبدعيه لتعلن اهتمامها واسفها وتقديرها في الوقت الذي كانت معاناتك يتحدثون بها في التلفزيون والصحافة والمقابلات واخرها مقابلة الشرقية قبل ايام عديدة ، من الذي بادر ليشفيك او يهتم بمتطلبات حياتك وانت احد العناوين البارزة لعراق الحضارة… لا اْحد كالعادة يكفيك فخراً ان اسمك محفور في ذاكرة المشجعين العراقيين الآن وأمس والى الاف السنين، نم قرير العين وانعم بجنات الخلد فكل حرف من اسمك ثمر نخيل العراق وزورق يتهادى في دجلة والفرات ومسقط رأسك سيعرف بك وستنضم بفخر إلى الأسماء الخالدة يا كبير المشجعين ,
غياب المسؤولين الحكوميين عن تشييع جنازة قدوري يعود لأنه والتشجيع العراقي الرياضي .. اكبر منهم في وقت هم يشعرون أن احجامهم صغيرة، ثم انهم قد يكونوا مرفوضين ويطالهم العقاب في الدنيا من قبل قيادات احزابهم ان هم ساهموا مع الناس في فعالية لها علاقة بالرياضة العراقية حتى لو كانت تشيعاً مشجع كبير مات والكل موقن ان الموت حق !
واخيراً أنا لن ألومهم فمشاغلهم كبيرة وكثيرة لأنهم منشغلون الآن بتقاسم المناصب التي لم يتلذذ أحدهم بغيرها، ولكن سيبقى التشجيع الرياضي العراقي أكبر منهم حتماً وهم في زوال , وان الحكومة مشغولة بوجودها الفيزيائي ، فلم تنتبه لجنازة مشجع مبدع مثل قدوري جنازة قدوري فقيرة رسميا وكبيرة بمن حضروا ، وكان ينبغي على الحكومة ان تحاول ترميم صورتها المهلهلة بحضور فاعل في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة ، لكنها مع الأسف مازالت مشغولة بوجودها الفيزيائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here