ما لم يُذكر عن سقوط بغداد

سالم سمسم مهدي

صدر عن دار ومكتبة السنهوري في بيروت كتابي الموسوم ( ما لم يُذكر عن سقوط بغداد ) يتناول بعضا من سير العمليات العسكرية التي سبقت سقوط عاصمة الرافدين بأيدي القوات الأمريكية وما رافق ذلك من أعمال موجعة كعمليات السلب والنهب الجشعة على أيدي الحواسم والمخاطر التي تعرضت لها دار السلام الحبيبة …

قامت اللجنة التطوعية المدنية لإدارة مدينة بغداد التي شكلها ابناء الداخل بعد يومين من السقوط والذين عايشوا تلك الأزمة المرعبة ولم يخرجوا من بغداد رغم القصف العنيف والقسوة المبالغ فيها على البنية التحتية للبلد فهبوا للحفاظ على ما يمكن الحفاظ علية بعد أن دمر الاحتلال كل شيء ليأتي بعد ذلك الحواسم الأراذل ليجهزوا على ما تبقى من مرتكزات وتهريب تراث وثروة البلد الى خارج الحدود ….

باشرت اللجنة عملها يوم 12 /4 / 2003 بعد مفاوضات مريرة مع ضباط فرقة المارينز الأولى التي احتلت بغداد واتخذت من فندق المرديان حيث المركز الإعلامي مقرا لها وهذا ما سيتم الاطلاع على تفاصيله بين سطور الكتاب وقد حققت اللجنة اعمال رائعة منها على سبيل المثال وليس الحصر : –

أولا / تجنيب بغداد كارثة نووية نتيجة عبث الجهلة في الفرن الذري حيث أنبرى عدد من العلماء العاملين فيه والواردة أسمائهم بالكتاب إلى تنبيه اللجنة عن التهديد بحصول كارثة وكيف تم التنسيق بين اللجنة والجانب الأمريكي على دفع الخطر بفضل الله ….

ثانيا / معالجة ما حصل من تلاعب وبعثرة في معهد المصول واللقاحات من قبل اللصوص كادت أن تؤدي الى كارثة جرثومية وانتشار الكثير من الأوبئة كالجدري وداء الكلب … وغيرها حيث نبه عدد من منسوبي المعهد المذكور الذين التحقوا في اللجنة الى تلك المخاطر ومن ثم اتخاذ الاجراءات السريعة لاحتوائها ودفع البلاء ….

ثالثا / تدارك فيضان بغداد بعد أن أرتفع منسوب المياه في دجلة إلى حوالي 28 مترا وهذا رقم مثبت في سجلات امانة بغداد ووزارة الري في حينه ولولا الإجراءات السريعة التي اتخذتها اللجنة لحصل فيضان لا يعلم إلا الله عواقبه …

رابعا / قام المتطوعون بتشغيل الإذاعة التي كانت في الطابق السابع عشر من فندق الشيراتون ويستخدمها عدي لأغراضه الخاصة وتوليت كتابة بيانات تمت أذاعتها على الشعب للحد من اعمال النهب والحرق وكانت الاذاعة تسمع في بغداد …

تم توجيه رسائل الى سماحة السيد السيستاني وغيره من المراجع لغرض مباركة عمل اللجنة …

يتضمن الكتاب المحاولات الحثيثة التي بُذلت من اجل عدم مضي الأمريكان قدما في إجراءات حل الجيش بل طالبنا بالسماح له بالعودة إلى معسكراته والسيطرة على السلاح ولكن العناد الأمريكي أجهض كل شيء فأنتشر السلاح في كل الأنحاء وهذا ما يعاني منه العراق حتى يومنا هذا …

أن ما جاء في الكتاب هو نقل حي لما حصل في تلك الايام العصيبة والمفاوضات الصعبة التي بذلها أبناء الداخل مع قوات الاحتلال التي أثمرت عن موافقتهم على إعادة تأسيس قيادة جديدة للشرطة وتم الاتفاق على أن تكون كلية الشرطة مقرها الجديد …

هناك تفاصيل كثيرة سيتم الاطلاع عليها بين سطور الكتاب إيمانا بالحقيقة ولأن للتأريخ علينا حق قول الكلمة الصادقة والله على ما كتبت شهيد …

كما أو أن أتقدم بالشكر للأستاذين الفاضلين الدكتور القاضي وائل عبد اللطيف والموسوعي الدكتور علي النشمي اللذان تحملا جهد كتابة المقدمة مع الاعتزاز، علما أن الكتاب متوفر في مكتبة السنهوري في شارع المثقف العراقي ( المتنبي ) .

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here