اقضوا على الفاسدين اولاً.. ثم ادعوا الى قيام الانتخابات !

محمد الشجيري

يحاول البعض ممن لا زال يعيش صدمة الخراب والدمار الذي عم البلد وخيّم على كافة مرافق الحياة فيه بسبب الفساد والتعدي على المال العام وحقوق الناس وبسبب نشوء طبقة فاسدة اصبح لها كيان ومصالح وارتباطات بل واجندات مقدمة على مصالح البلد وبناءه وتنميته. هذا البعض كان قد صدع رؤوسنا في الدعاية الى هذه الطفيليات السياسية من اجل تسنمها قيادة البلد لا لشيء سوى انه يعيش عقد البعث وصدام وهلم جرا من الامور التي اكل وشرب عليها الدهر واصبحت من الماضي البغيض.

ان الدعوة لمقاطعة الانتخابات هي دعوة حقة وصادقة وبناءة اذا كانت ستعيد تدوير هذه الطفيليات وتمنحها الشرعية للتسلط من جديد على رقاب العراقيين وسرقة ثرواتهم ونفطهم فما الذي حدا مما بدا ثلاث دورات انتخابية كلفت العراق تريليون دولار كان لها عظيم الاهمية في تحسين احوال العراقيين ووضع نقطة الصفر للشروع في بداية خط التنمية التصاعدي والذي لو قدر له ايادٍ امينة وكفاءات مخلصة لكنا الان في وضع مختلف تماما الا ان هذه الطفيليات قضت على احلام العراقيين مرة اخرى بعدما قضى عليها بعث صدام سابقاً.

من يريد قيام الانتخابات عليه ان يقضي اولاً على هذه الطبقة الفاسدة قضاءاً حقيقياً باحالتهم على القضاء ومحاكمتهم محاكمة حقيقية ومجدية وتؤتي بثمارها عبر استرجاع اموال العراقيين وليس عبر احكام مثيرة للسخرية من حبس سنتين او اكثر فهذه الاحكام ضحك على ذقون العراقيين.

وثانياً وجود برامج سياسية واقعية بعيدة عن المبالغة والتهويل وسهلة التنفيذ تبعاً لحجم الموازنة وتبعاً لامكانيات العراق المالية الحالية وتركز على قضايا تقديم الخدمات للمواطن العراقي وتوفير الوظائف والنهوض بالقطاع الخاص ودعم اصحاب الدخل المحدود ومعالجة مشاكل المهجرين والنازحين واللاجئين واعادة توطينهم في مدنهم والعمل على توفير اسس الاستقرار لهم.

هذه الاسس المنطقية والصحيحة للدعوة لقيام ديمقراطية ونشوء نظام حكم مسؤول وملتزم يعبر عن تطلعات الشعب وحقوقه المشروعة في العيش الكريم والتمتع بثروات الوطن تلك التي اقتصرت على اللصوص والمجرمين والقتلة وابناء الشوارع وحرموا منها ملايين العراقيين اسوة بشعوب المنطقة .

اما الانتخابات فلا اهمية لها ان كانت ستؤسس لنظام حاكم فاسد ويعاد تدوير نفس هذه الطفيليات كل اربع سنوات فما حاجة الناس الى هكذا جريمة نعم انها جريمة عندما تسلم السلطة الى اناس فاسدين وغير مسؤولين ولنذهب الى المجهول فاي مجهول اكثر من الذي عشناه ونعايشه على ايدي لصوص وفاسدي النظام الحالي !!!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here