“هي كائن رقيق كالبلور”

مرام سعيد أبو عشيبة
ماجستير في تفسير القرآن الكريم
كاتبة وباحثة
“هي كائن رقيق كالبلور”
هي كائن رقيق لين كالبلور المضيء….
إذا تكلمت أحسنت….
وإذا صمتت أنصتت….
وإذا أعطت لم تأخذ….
وإذا اجتهدت لم تشتكي….
وإذا تكلمت معها كانت بلسماً شافياً للجروح….
وإذا أهُينت سامحت….
هي الطبيب المداوي….
هي الجبل الصامد الصامت القوي الشامخ شموخ الجبال الباسقات….
ثابتة كثبات أوتادِ البيوت والخيام
هي العرق الأخضر اللين المشرق الناضج ….
هي التي لا تضمر حقداً ولا شراً….
هي التي ضمت وجمعت مع الرقة القوة….
هي كنبة الإستيفيا حساسة للصقيع لا تعيش إلا في جو هادئ ملائم….
في حياتها العديد من الروايات بداخلها ألف قصة وقصة ما كفتها الصفحات البيضاء المزركشة لسردها….
هي شمس ساطعة في كبد السماء….
ترى في أعماق قلبها النضال والكفاح والإبداع والصبر والسلام….
هائلة هي في انجازاتها تتحدث الأماكن عنها….
تهيمُ في حب أطفالها….
مولعةٌ هي بمن هم حولها….
هي النجم المضيء في دجى الليل المظلم….
أصيلة حكيمة فطنة ….
دستورها لم الشمل….
هي التي تلتمس في مشاعرها الجياشة الفياضة الهائجة الحب والصفاء….
هي قارورة من القوارير إذا كُسرت جُرحها لا يلتئم….
هي اللؤلؤ والمرجان في أعماق البحر بأمواجه الرزينة الوقورة….
هي الزبرجد والزمرد…..
هي التي تحمل طفلها بعد سماع صرخته بين صدرها….
هي التي ترسم أحلام أولادها على رمال خامدة….
هي التي تسبح في فضاء التفكير ….
هي التي ذاق قلبها حرارة ومرارة الشوق….
هي التي يُعتصر كَبدها لفقدان من تحب….
هي الأم والأخت والابنة والجدة التي أُمرَ برحمتها والإحسان إليها وإعالتها والمحافظة على حقوقها ….
هي المرأة التي تنحني الأقلام تواضعاً لها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here