حفل تأبين لأبناء الانتفاضة الشعبانية السيد المرحوم محسن آل مكوطر والمرحوم مرتضى عبد العباس العلي

شهدت قاعة موكب الجمهور الحسيني في مدينة ديترويت حفلا ً تأبينيا ً لروح فقيدي الجالية العراقية وأبناء إنتفاضة العام 1991 المرحومين السيد محسن آل مكوطر ، المرحوم مرتضى عبد العباس العلي ، اللذين وافاه الاجل في غضون الايام القليلة الماضية ، وقد أستهلت فعالية التأبين بكلمة ترحيب قصيرة لعريف الحفل السيد يحيى الناصري ، بعدها تلاوة لآيات من الذكر الحكيم للقارئ أبي زهراء ، ثم ألقى الشيخ كامل البغدادي كلمة عبر خلالها عن تعازيه الحارة لذوي الفقيدين ولأبناء الجالية العراقية سائلا ً الله تعالى أن يتغمد الفقيدين بواسع رحمته ، كما تطرق الى سيرتهما العطرة والمكانة الطيبة التي يتمتعان بهما بين ابناء الجالية العراقية لاسيما اولئك الذين عرفوا المرحومين منذ أيام مخيم رفحاء في أعقاب إندلاع إنتفاضة العام 1991 ضد النظام البائد ومن ثم قدومهما الى المهجر الامريكي منذ تسعينيات القرن الماضي ، حتى أصبح من وجهاء الجالية العراقية كما إستذكر الشيخ البغدادي المواقف النبيلة لهما ، ثم القى الشاعر ظافر العتابي قصيدة عمودية بالمناسبة عبرت عن رثائه لهما وتقديره لها ولمسيرتهما المتميزة ، كما ألقى الكاتب العراقي حميد شاكر الراشد كلمة بالمناسبة عبر خلالها عن تعازيه لهذا الفقدان مسلطا ً الضوء على مسيرة المرحومين السيد محسن آل مكوطر الذي يعتبر من وجهاء الجالية العراقية المعروف بمواقفه المؤثرة والمرحوم مرتضى عبد العباس العلي الغنية بالمواقف المبدئية ، كما ألقى الناشط طالب النيار كلمة بالمناسبة تحدث عن انتفاضة العام 1991 ورجالاتها الذين تبنوا مبدأ الثورة وناضلوا من اجل عراق تعددي قائم على المساواة وفق مبدأ الحقوق والواجبات ، وقدم السيد باقر البعاج فقرة عزاء ومنبر حسيني بالمناسبة ، وقبل ذلك ألقى السيد صالح المحنه كلمة بالمناسبة جاء فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم

بإسم الانتفاضة الشعبانية لعام 1991 نتقدم بأحر التعازي والمواساة لعائلة الفقيد السيد محسن المكوطر سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويُلهم أهله وأبناءه الصبر والسلوان والى روحه نهدي ثواب سورة الفاتحة .

ودع أبناء الانتفاضة الشعبانية وخصوصا ً أبناء محتجز رفحاء أحد رجالات الانتفاضة الابطال الذي كان له الدور الرائد في محاربة النظام البعثي في إنتفاضة العام 1991 وكان أحد قياداتها في محافظة الديوانية ، ولقد تفانى في العطاء والجهاد حتى قدم ولده شهيدا ً دفاعا ً عن وطنه وعقيدته أنه المجاهد السيد محسن آل المكوطر رحمه الله تعالى ويقينا ً أن رحيله ورحيل من سبقه من ابطال الانتفاضة قد ترك فراغًا معنويا ً في نفوسنا جميعا ً لقد كنا نرى في وجوههم الاصالة والطيبة العراقية وكانت كلماتهم البسيطة بنكهتها الابوية تثير في نفوسنا الحنين الى الوطن والاهل ومع كل ما أصابهم من الضعف والوهن في اجسادهم إلا أن قلوبهم كانت عامرة بالامل والتفاؤل وعندما تحدثهم لا تجد إلا العزيمة والهمة في أحاديثهم … ولا تسمع منهم إلا الدعاء والرجاء بتعافي الوطن من الحروب والمحن .. لقد تميز السيد محسن رحمه الله بإندفاعه الشديد وحماسه الثوري في الدفاع عن العراق ونصرة الشعب العراقي ولم يتأخر عن أي نشاط أو مؤتمر أو تظاهرة فيها دعم لحقوق العراقيين . إلا إذا كان هناك مانعا ً صحيا ً كان غيوراً جدا ً ويتفاعل مع جميع الاحداث خصوصا ً التي ترتبط بالعراق والعراقيين وكان رحمه الله حاد المشاعر والاحاسيس لما يحمل من صدق وإخلاص فتارة يرفع صوته من الاعماق ليسمع الآخرين عندما ينتفض للحق وتارة أخرى يغلبه الوجد والحنين الى الديار والاهل فتنهمر دموعه هكذا كانت إنفعالاته وردود أفعاله في المواقف التي تمس الوطن وأما على المستوى الاجتماعي فمن لا يعرف مواقف السيد محسن مع جميع أبناء الجالية ؟ كان حريصا ً على دوام التواصل وحضور كافة المناسبات بأفراحها وأتراحها بالرغم من معاناته الصحية وضغوط المرض عليه .. والحديث عن المواقف النبيلة لهذه الشخصية العراقية الوطنية حديث طويل وإن شاء الله ستحفظ له في وجدان الذين شاركوه في مسيرته الجهادية من ابنائه وأخوانه تغمد الله الفقيد بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة وبركاته ، وبعد الانتهاء من إلقاء الكلمات قام الجميع بتأدية صلاتي المغرب والعشاء ، ثم تناولوا طعام العشاء ترحما ً على روح الفقيدين تغمدهما الله تعالى بواسع رحمته وألهم ذويهما الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون .

قاسم ماضي – ديترويت

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here