كوريتان وعرب أضغان!!

الكوريتان الشمالية والجنوبية يتفاعلان بإيجابية بخصوص الدورة الأولمبية الجارية في كوريا الجنوبية , ويضعان الخلافات الكبرى والصغرى جانبا ويستعرضان كفريق واحد , كإشارة إلى وحدة الشعب وإرادة التضامن والإتحاد.
فالشعوب الحية مهما فعلت بها القوى الأخرى فأنها لا تنسى جوهرها , وتعود إلى أصلها وتسترد عافيتها وتعتني بجذورها , وتمضي في رحلة التواصل والبقاء والتحدي والنماء.
وهذا السلوك يُجبر أقوى القوى على الرضوخ والتفكر وتقديم الإحترام , والنظر إلى الهيبة والكبرياء الذي تتحلى به أمثال هذه الشعوب الحية الطافحة بإرادة الحياة.
وفي عالمنا العربي المتشرذم يتحول الأخوة إلى أعداء أشداء ومناوئين لدولة قطر التي تسعى لإقامة أولمبياد 2020 , ففي لحظة زمنية خانعة وبأمر القوة التي تفترس ما تشتهيه من أوطان أمة العطب , وبضغط ظاهر ومستور , تحول الأخوة المتعاونون إلى أعداء متصارعين , وإجتمعوا على دولة قطر يريدون إفتراسها وتدميرها ومنع دورة الألعاب الأولمبية من القيام فيها.
وتمضي مسيرة التخاصم والحصار والعداء والإجراءات المخجلة على أشدها تحت إدّعاءات وإتهامات تشترك فيها جميع الدول التي تعاديها , وكأنها تريد أن تبريئ نفسها بتقديم كبش فداء , متوهمة بأن ذبح الكبش سيحقن دماءها ويعصمها من الغرق , وكأنها ما تعلمت من تجربتها مع العراق وما حلّ به وإنتقلت تداعياته إلى ما حوله وأبعد.
إن أمة العطب تهين وجودها وتحتقر ذاتها وموضوعها وتدمر هويتها وتلغي قيمتها ودورها الحضاري , بهذا السلوك المعبر عن التبعية والإذعانية وتنفيذ أجندات الآخرين , والذي يكشف عن هشاشة الكيان العربي وميوعته وعدم إمتلاكه قدرات الإعتصام والقوة على العمل المشترك.
وهذا يعني أن العرب في منزلق الخسران , عكس شعوب الدنيا الأخرى المتلاحمة المتحالفة المتعاونة المتنافسة للوصول إلى آفاق حضارية إنسانية مشرقة , ولهذا تجد العرب يتناحرون ويدمرون وجودهم , والدنيا تضحك على مهازلهم وتغمض عيونها عن جرائمهم الهمجية ضد بعضهم , وهم الفاعلون والمفعول بهم وهم الخاسرون أجمعين وكأنهم لا يعقلون!!
فهل من نفحات عربية جامعة مانعة تمنح العزة والكرامة والإفتخار؟!!
د- صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here