بغداد تُبلغ مؤتمر الكويت ضمانها الاستثمارات الأجنبيّة

حثّت الحكومة العراقية أمس دول العالم الغنية والشركات الكبرى الى الاستثمار في العراق ودخول سوقه والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها ، بما في ذلك قطاع النفط والغاز الحيوي مؤكدة أنها تضمن كل الاستثمارت، فيما أكدت الولايات المتحدة عزمها على مواصلة الحرب ضد داعش والعمل على عودة الاستقرار في العراق وإعادة جميع النازحين إلى مناطقهم.

وقال وزير التخطيط سلمان الجميلي في كلمته في اليوم الثاني لمؤتمر إعادة الإعمار في العراق المنعقد في الكويت إنّ الحكومة العراقية شرّعت القوانين التي تمنح ضمانات للاستثمار وتسهيل إجراءات الاستثمار، واعتبر أنّ الانخراط في عملية إعادة الإعمار عن طريق الدخول في الاستثمارات العراقية يمثل رسالة محبة وسلام واستقرار.
من ناحيته دعا وزیر النفط جبار اللعیبي الى الاستثمار في قطاع الغاز، مشیراً الى أن الاحتیاط الحالي للغاز في العراق يبلغ 135 ملیار قدم مكعب، وقال في جلسة قطاعات الاستثمار الرئیسیة في العراق ضمن برنامج ((استثمر في العراق)) إنّ الاستثمار في هذا المجال سیضع العراق في مصاف الدول المتقدمة في إنتاج الغاز، واضاف أن العراق یأتي رابعاً على مستوى العالم من حیث الاحتیاط النفطي.
وأوضح اللعیبي أن وزارته لدیها خطط عملاقة لتطویر القطاع النفطي ،منها المصافي النفطیة وإنشاء وتطویر الخزانات النفطیة وأنابیب النفط وكل ما یتعلق بالمجال النفطي نظراً لأهمیته وحیویته ومساهمته في نهوض العراق، ولفت الى وجود 73 حقلا نفطیا مكتشفا نسبة 30 في المئة منها قید التطویر.
وأكد وزير النفط وجود فرص استثماریة كبیرة وكثیرة في العراق نظراً لتمتعه بموارد كبیرة من حیث الطاقة الطبیعیة والبشریة.
وقال مسؤول الاستثمار في مؤسسة التمویل الدولیة التابعة للبنك الدولي، زیشان شیخ، في كلمة له إن قطاع الطاقة، وخاصة الكهرباء، هو الفرصة الاستثماریة الاولى في العراق نظراً لتشجیع الحكومة العراقیة على الاستثمار في هذا القطاع، وأضاف إن الحاجة الى الكهرباء تقدر بـ20 ألف میغا واط وقد تصل الى 40 ألف میغا واط مع انطلاق عجلة إعادة الإعمار في العراق. واضاف ان تحویل الغاز الى طاقة هو مشروع مهم في العراق ، موضحاً أن الحكومة العراقیة بدأت باستخدام موارد الغاز في تولید الطاقة ما یعد نقطة مهمة، وشدد على ضرورة جذب استثمارات القطاع الخاص الى قطاعات الطاقة.
وبرنامج “استثمر في العراق” نظمته غرفة تجارة وصناعة الكويت ضمن فعاليات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، وجرى فيه بحث موضوعات عدة، منها بيئة الاستثمار في العراق وبرنامج الإصلاح وسبل إعادة الإعمار، الى جانب استعراض فرص القطاع الخاص من خلال عرض تجارب استثمارية ناجحة والفرص الرئيسة الاستثمارية في العراق ودور مؤسسة التمويل الدولية بهذا الشأن. كما ناقش المؤتمر أشكال التمويل المحلي والاجنبي وشراكة القطاعين العام والخاص ومشاريع التمويل في العراق الخاصة بمؤسسة التمويل الدولية الى جانب الضمانات المتعلقة بالاستثمار.
وعلى هذا الصعيد استعرض محافظ البنك المركزي العراقي علي العلّاق في جلسة نقاشية بعنوان ((تمويل إعادة الإعمار)) النظرة العامة على إطار الاقتصاد العراقي الكلي ولاسيما على القطاع المصرفي وسبل دعم القطاع الخاص من أجل تحقيق السلام المرن.
وخصص المؤتمر جلسة نقاشية بعنوان ((النافذة الواحدة: دعم المستثمرين في العراق)) شارك فيها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.
وفي افتتاح فعاليات اليوم الثاني أمس أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت علي الغانم أن مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق هو بداية لمرحلة الأمن والتنمية في المنطقة.
واعتبر الغانم المؤتمر تظاهرة استثمارية تضم ما يناهز 1500 شركة من 50 دولة، وقال إن الشركات أقبلت بتفاؤل وحماسة للمشاركة في هذه الفرصة الاقتصادية والسياسية والإنسانية في آن معاً، وأكد أن دولة الكويت لا تنظر الى المؤتمر باعتباره تعبئة تنموية عالمية فحسب بل ترى فيه إعلاناً عراقياً وإقليمياً بانتهاء مرحلة عدم الاستقرار وبداية لمرحلة الامن والتنمية في المنطقة كلها”.
وبموازاة مؤتمر الإعمار عقد أمس ايضا الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش بمشاركة دولية واسعة تمثلت بحضور 74 عضواً من الدول والمنظمات الدولية المساندة للتحالف.
وجرى تنظيم الاجتماع في إطار مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق ضمن الجهود الدولية المستمرة والتنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهاب ومتابعة الاستراتيجية التي رسمها التحالف لمحاربة تنظيم داعش. ويضم التحالف ضد داعش 68 دولة والعديد من المنظمات الدولية المتخصصة.
وأكد نائب رئیس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجیة أمس الثلاثاء الشیخ صباح خالد الصباح في افتتاح الاجتماع على ضرورة خلق آفاق جديدة وتنسیق مشترك للتحالف الدولي ضد داعش لوضع استراتیجیة محاربة التنظیم الإرهابي.
وفي كلمته أعلن وزير الخارجیة الامريكي ريكس تیلرسون عن تقديم بلاده 200 ملیون دولار أمريكي لدعم جهود التحالف الدولي ضد داعش في سوريا، وقال إن التحالف الدولي نجح بتحرير نسبة 98 في المئة من الأراضي العراقیة و السورية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here