في البدء كان الكلمة/ رد على الدكتور جعفر الحكيم

تعود مرة أخرى الى أسلوبك في طمس الحقائق الثابتة من دون أن تشير إلى المصادر التي تستقي منها معلوماتك المفبركة.

أنجيل يوحنا كتبه تلميذ المسيح يوحنا الحبيب نفسه في أواخر عمره ولم يكتبه كتبة مجهولون كما تدعي وكان يوحنا أصغر التلاميذ عمراً وكان واقفاً تحت صليب السيد المسيح يوم صلبه وقد أوكله برعاية والدته مريم العذراء حين قال لها ” يا امرأة هذا ابنك ” وقال له ” هذه أمك” وأخذها يوحنا عنده من ذلك اليوم وبقت معه إلى يوم انتقالها.

التلميذ يوحنا يذكر وقائع كثيرة كشاهد عيان لما كتب عنه ومنها الآية التي نقلت أنت نصها وهي واحدة من كثير غيرها لا مجال لذكرها والتي تقول:

وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا) يوحنا 1/14

فعندما يقول “ورأينا مجده ” فان ذلك يدل على كونه شاهد عيان؟

إن كنت تتصوّر بأنك قادر على تضليل القراء في محاولتك التشكيك بما ورد في الانجيل من وقائع ثابتة عن كون ” الكلمة ” ترمز الى السيد المسيح فإنّك تدحض وبصورة مباشرة ما جاء في القرآن الذي يقول في سورة النساء آية 171 :

إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖ

أما قولك بأن مفهوم “الكلمة ” يختلف في الإسلام عن المعنى المقصود في المسيحية فهذا قول مردود عليك ودليل آخر للتضليل الفاشل لأن كلمة الله واحدة لا تقبل أي تفسير ومبادئ الدين الإسلامي الذي من المفروض أنك تؤمن به تقول ” لا تبديل في كلام الله.

الأبيونية كانت بدعة مشوهة ومخالفة للمسيحية وكانت منتشرة في الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام بسبب رفضها في الدول المسيحية آنذاك وكان من أتباعها المشهورين كاهنها ورقة بن نوفل والسيدة خديجة بنت خويلد بن أسد القرشي وهي الزوجة الأولى لنبي الإسلام محمد بن عبدالله الذي كان يتبع في بداية حياته نفس بدعة الابيونيين الذين كانوا يسمون (نصارى) والدليل على ذلك زواجه على طريقة النصارى اولائك وعدم تزوجه على زوجته خديجة إلا بعد وفاتها وهذا الأمر يؤكده التاريخ الإسلامي.

لقد أخذ الإسلام من تعاليم الابيونية كل الأوصاف التي يتحلى بها عيسى بن مريم الواردة في القرآن والمسيحية لا تقبل بتلك الأوصاف ولا تعترف بعيسى بن مريم الذي يختلف كلياً عن السيد المسيح في المعتقدات والنصوص المسيحية.

الطعن في الغير لإثبات الذات أسلوب فاشل وقد حاول غيرك من قبل الانتقاص من مبادئ الدين المسيحي من دون أن يتمكنوا من التأثير عليه قيد شعرة لذلك أنصحك بأن تتوقف عن تكرار آرائك الشخصية غير الموثقة الداعية إلى زرع الأحقاد والعالم المتحضر يتجه اليوم نحو ما يزرع الألفة والتقارب واحترام حرية الرأي بين البشر .
عبدالاحد سليمان بولص

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here