ارتفاع معدلات الحرمان من الخدمات والحاجات الأساسية إلى 42 بالمئة في ذي قار

ذي قار/ حسين العامل

كشف مركز “تمكين للمشاركة والمساواة”، امس الأربعاء، عن تراجع مستوى الخدمات وارتفاع في معدلات الحرمان إلى أكثر من 42 بالمئة، في محافظة ذي قار، وفيما أشار إلى تدني مستوى الخدمات التي تقدّمها دوائر البلدية والكهرباء والصحة والتربية، وتباين مستوى رضا المواطنين عنها، أكد أن قدرة تلك الدوائر على إنجاز المعاملات في الموعد المحدّد، باتت تتفاوت ما بين 12 – 22 بالمئة، وذلك بحسب الاستبيان الميداني الذي أعدّه المركز في الدوائر المذكورة.

وقالت مديرة مركز “تمكين للمشاركة والمساواة” علياء الشويلي، لـ(المدى) إن “الخطة الوطنية للتنمية 2013 – 2017، كشفت عن التدهور الحاصل في القطاعات الخدمية كافة، وأشارت إلى ضعف تطبيقات إدارة الجودة وانخفاض مستواها في الدوائر الحكومية”، مؤكدةً أن “محافظة ذي قار تُعد من المحافظات الأشد حرماناً، حيث بلغت درجة الحرمان من الحاجات الأساسية 42,1 بالمئة، بحسب وثيقة السكان ودرجة المحرومية في المحافظات، الذي أعدّها قسم الدراسات والبحوث في وزارة التخطيط “.
وأوضحت الشويلي، أن “نسب الحرمان في قطاع البنى التحتية بالمحافظة، بلغت 74,7 بالمئة، وفي السكن 45,2 بالمئة، وفي الصحة 26,4 بالمئة، والتعليم 35,8 بالمئة، وفي الحماية والضمان الاجتماعي 33,6 بالمئة، وفي وضع الأسرة الاقتصادي 48,7 بالمئة”.
وأضافت مديرة مركز “تمكين للمشاركة والمساواة”، إلى أن “المحافظة بأمسّ الحاجة إلى تضافر الجهود وعلى مختلف المستويات لانتشالها من الوضع الحالي إلى وضع أفضل”.
وأشارت الشويلي، إلى أن “نتائج الاستبيان الميداني الذي أجراه مركز تمكين للمشاركة والمساواة، حول جودة الأداء الاداري في أربع دوائر حكومية في المحافظة (البلدية والكهرباء والصحة والتربية) أظهر تبايناً واضحاً في مستوى رضا المواطنين عن الأداء الإداري لتلك الدوائر، حيث تبيّن تدني قدرة تلك الدوائر على إنجاز معاملات المواطنين بالموعد المحدّد الى 12 بالمئة، في دائرة البلدية و 20 بالمئة في التربية، و19 بالمئة في الكهرباء، و 22 بالمئة دائرة الصحة”.
منوهةً إلى أن “عدم رضا المواطنين على الأداء الاداري وفقاً لنتائج الاستبيان، يدل على تدني الحرص على تقديم الخدمة في المواعيد التي تم تحديدها، وتجاهل معاناة المواطن، والهدر الحاصل في الوقت جراء تأخير تقديم الخدمة، كما يؤكد السلوك البيروقراطي لبعض الموظفين في الأداء الوظيفي”.
وتابعت الشويلي، كما أظهر الاستبيان الميداني الذي شمل 200 مراجع في كل دائرة من الدوائر الأربع، تبايناً واضحاً في مستوى رضا المراجعين عن تعامل وسلوك الموظفين في تلك الدوائر، حيث بلغت نسبة الرضا عن سلوك الموظفين في دائرة البلدية 18 بالمئة، وفي التربية 60 بالمئة، والكهرباء 55 بالمئة، والصحة 38 بالمئة”.لافتةً إلى أن “هذه النتائج تعكس حاجة الدوائر الى تحسين أساليب التعامل مع المراجعين، وضرورة الاستجابة لمطالبهم، وإظهار المزيد من الشفافية في عمل الموظفين والأجهزة الإدارية”، مشددةً على ضرورة رفع كفاءة أداء العاملين، واعتماد برامج تهدف الى تطوير طرق وأساليب خدمة المواطن، وكشف الظواهر السلبية ومعالجة أسبابها.
وأضافت الشويلي “كما أظهر الاستبيان، مدى حاجة المراجعين للواسطة في إنجاز المعاملات، حيث بلغت نسبة المراجعين الذين لا يحتاجون إلى واسطة في إنجاز معاملاتهم، في دائرة البلدية 36 بالمئة، وفي التربية 70 بالمئة، والكهرباء 61 بالمئة، والصحة 52 بالمئة”.مشيرةً إلى أن “بعض القيم الاجتماعية وتشابك المصالح وأمور أخرى، مازالت تتحكم بالأداء الوظيفي، وما لجوء المواطن إليها، إلاّ لتحاشي الابتزاز الممكن، ويختصر الجهود لإنجاز حاجاته من الخدمة”.
وأشارت الشويلي، إلى أن “مركز تمكين” عقد عدّة طاولات حوارية لمناقشة نتائج الاستبيان مع عدد من أعضاء مجلس المحافظة والمسؤولين المحليين والموظفين المعنيين في الدوائر المذكورة، لغرض ايجاد الحلول المناسبة للمشكلات المطروحة وتحسين الأداء الإداري والنهوض بالخدمات. وقد تمخضت تلك المناقشات عن عدد من التوصيات إلى مجلس المحافظة ومكاتب المفتشين العموميين وإدارات الدوائر وشعب إدارة الجودة في الدوائر المذكورة من بينها :
“متابعة تفعيل إدارة الجودة وإبراز دورها التقويمي، واعتماد تقاريرها في متابعة أداء دوائر الدولة الخدمية، وجعل تطبيق نظام إدارة الجودة أحد معايير تقييم إدارات الدوائر والاهتمام بشعب إدارة الجودة برفدها بالموظفين الذين يتمتعون بتأهيل مناسب، والسماح لشعب إدارة الجودة بنشر تقاريرها ونشاطاتها على مواقع الدوائر الحكومية واعتماد تقارير الجودة في تطوير الأداء الوظيفي وتحسين الخدمة المقدّمة للمواطن، وتقييم الموظفين وإصدار دليل إجراءات العمل والتقييم الفصلي وفق معايير معينة لجميع الموظفين العاملين في الدائرة على اختلاف مستويات المسؤولية، وإقامة دورات لجميع الموظفين تتعلق بجودة الخدمة وإجراء استبيانات فصلية تظهر رضا المواطن أو عدمه عن مستوى أداء الخدمة”.
وكانت إدارة مركز “تمكين للمشاركة والمساواة” في ذي قار، قد أعلنت يوم الجمعة ( 22 ايلول 2017 ) تبني حملة مدافعة ميدانية لمواجهة ظاهرة ارتفاع تسرب الطلبة من المدارس، وفيما أشارت إلى دراسة تداعيات هذه الظاهرة في 10 مدارس بالمحافظة، أكدت عقد ندوات للمختصين بهذا الشأن ورفع توصياتها إلى إدارة المحافظة ومجلس المحافظة ومديرية التربية وإدارات المدارس.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here