بغداد والصبات والصور……..والأسلاك الشائكة.

عباس العرداوي.
وكل إناء بالذي فيه ينضح، هكذا قالها الشاعر إبن الصيفي، ماتكتنزه سريرتك يظهر على سطح أفعالك، فإن كنت شريفا فلن يصدر منك إلا الخير، وإن كنت فاسدا، فأنت مصدر الشرور كلها، وإن كنت عسكريا وبيدك الملف الأمني للعاصمة بغداد فلن ننتظر منك سوى قطع الطرق والكتل الكونكريتية والأسلاك الشائكة والمواضع القتالية والقاذفات آر..بي..جي7 في قلب بغداد.
كيف لعاقل أن يشاهد بغداد وقد ملئت بالكتل الخرسانية والأسلاك الشائكة والخوذ العسكرية والسيطرات والعسكر ويطمئن على قرار أتخذه ليستثمر أمواله فيها، وكيف لعاقل يتجول في شوارع العاصمة ويشهد لها بالأستقرار والهدوء، ماهي الرسالة الموجهة للعالم عن بغداد، وماذا نتوقع من الأعلاميين من غير العراقيين أن يكتبوا عن عاصمة العراق وهم يشاهدو هذا الكم الهائل من السيطرات والحواجز العسكرية، وكيف لمواطن أن يستجيب لدعوات نزع الأسلحة من البيوت والأعتماد على الاجهزة الأمنية وهو يشاهد بغداد عبارة عن معسكر كبير.
ما يدعو للكتابة عن هذا الموضوع هو مايلاحظ اليوم في احد المناطق المهمة في العاصمة وبالتحديد في حي القادسية، حيث أوقف أحد الأشخاص سيارته قرب أحد المحال التجارية وراح في بعض شؤونه في المنطقة القريبة للمحل التجاري، وبعد لحظات بدأ التساؤل عن تلك السيارة الصفراء التاكسي نوع كيا سيراتو لمن تعود وهذا إجراء طبيعي من قبل الأجهزة الامنية، غير طبيعي هو الأجراءآت المتبعة بعد أن وصل صاحب السيارة.
شفل نوع كاوسكي يحمل كتلة كونكريتية وأسلاك شائكة تحل محل توقف السيارة …..هذا هو الحل بنظر ضباط الجيش التابعين لعمليات بغداد؟! لمصلحة من أصبحت بغداد هكذا؟ أنها أفكار وأساليب الفكر العسكري، ألم يكن من الأحرى أن يدار الملف الأمني بيد وزارة الداخلية التي من بديهيات عملها هو الملف الداخلي للمدن وليس ضباط الأركان أصحاب الفكر العسكري المعتمد أساسا على أساليب الحربية.
كيف تستطيع أمانة بغداد ان تعمل، وكيف تستطيع الوزارات المدنية الأخرى أن تدير شؤنها بهكذا قوة عسكرية لها من النفوذ والسلطة على الشارع، وكيف يتم التخطيط العمراني وكيف يتم علاج الازدحامات في شوارعنا إذا كانت عمليات بغداد يترأسها ضباط الجيش، ألم يكن من المفروض تعزيز الجهد الأستخباري لمعالجة المشاكل الأمنية كما في كل بلدان العالم، ألم يتحسن الأمن في عموم العراق وبشكل ملحوظ، ألم نعلن أنتهاء صفحة داعش يا أصحاب القرار، فلماذا لايحال الملف الأمني للعاصمة الى أصحاب الأختصاص وهم من وزارة الداخلية.
إذا أردنا أن نرسل رسائلنا للعالم بأن العراق بلد آمن فعلينا تخفيف أو إنهاء المظاهر المسلحة المفرطة من قبل الأجهزة الأمنية، وإذا أردنا تكون أرصفتنا وشوارعنا جميلة فعلينا التخلص من آلاف الكتل الكونكريتية، وإذا راودنا حلم التخلص من الأزدحامات فعلينا فتح الطرق المغلقة، وتقليل السيطرات في شوارع العاصمة، ولن يتحقق ذلك إلا بأحالة عمليات بغداد على التقاعد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here