الانتخابات تثير الخلافات بين المكونات والأحزاب في كركوك

شالاو محمد

قسمت الصراعات حول الانتخابات العراقية المقبلة المكونات والأحزاب المختلفة في كركوك بعد أن جمعتها الحرب ضد داعش، إذ نشب بينها العديد من الخلافات بعد قرار مشاركتها في الانتخابات.

الانتخابات في كركوك هي دائما ذات أبعاد مختلفة مقارنة بالمحافظات العراقية الأخرى، لأنها مدينة متنوعة قوميا ودينيا وتعتبر أهم مناطق الصراع بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان.

وقال رزكار الحاج حمه نائب رئيس المفوضية العليا للانتخابات في العراق لـ”نقاش” إن “انتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها في الثاني عشر من أيار (مايو) المقبل تأتي للحصول على (328) مقعدا في البرلمان موزعة على المحافظات.

الانتخابات ستجري باعتماد الدوائر المتعددة إذ يحق لـ(24) مليون و(400) ألف شخص التصويت في كافة انحاء العراق، كما ان عدد من يحق لهم التصويت في محافظة كركوك هو (952) ألف ناخب وتتنافس فيها الأحزاب والمكونات من اجل الحصول على 12 مقعدا مخصصة للمحافظة في مجلس النواب المقبل”.

بعد أحداث السادس عشر من تشرين الأول (أكتوبر) حدت القومية الكردية وهي المكون الرئيس في محافظة كركوك من فعالياتها وهي تخشى انخفاض نسبة أصواتها بسبب سيطرة القوات العراقية على المحافظة بعد انسحاب البيشمركة منها، رغم ان الكرد عقدوا ستة اجتماعات داخل وخارج كركوك ولكنهم لم يتمكنوا من تجاوز خلافاتهم لتشكيل تحالف مشترك.

وقال آسو مامند عضو المكتب السياسي ومسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك لـ”نقاش”: لقد “قدمنا مشروعا لجميع الأحزاب الكردستانية من اجل توحيد صوت الكرد في المدينة والمشاركة في الانتخابات العراقية بقائمة واحدة ولكن يبدو ان الخلافات منعت الكرد من تشكيل قائمة موحدة في المناطق المتنازع عليها”.

وأضاف “هناك مخاوف من انخفاض أصوات الكرد إذ لم يشاركوا بقائمة واحدة لذلك بدأ الاتحاد الوطني كحزب متنفذ ومسؤول عن المحافظة ببذل جميع مساعيه لتشكيل قائمة موحدة”.

وتفيد المعلومات التي حصلت عليها “نقاش” من مصدر في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، ان آخر اجتماع للأحزاب الكردستانية والذي عقد في السابع من شباط (فبراير) من هذا العام في مدينة اربيل لم يتخذ فيه قرار بتشكيل قائمة واحدة في المناطق المتنازع عليها وإنما نتج عنه فقط تراجع الحزب الديمقراطي عن قراره عدم المشاركة في الانتخابات في المناطق المتنازع عليها.

الاجتماع المذكور شارك فيه ممثلو الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والجماعة الإسلامية والاتحاد الإسلامي والتحالف من اجل العدالة والديمقراطية والحزب الاشتراكي وحزب المستقبل.

وقال خسرو كوران مسؤول مؤسسة الانتخابات التابعة للحزب الديمقراطي لـ”نقاش”: حول قرار الحزب “كنا قررنا عدم المشاركة في الانتخابات العراقية في المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم لأننا نعتقد ان كركوك هي مدينة محتلة بعد السادس عشر من تشرين الأول (اكتوبر) ولكن عندما قررت الأحزاب المشاركة بقائمة واحدة فنحن مستعدون للتراجع عن قرارنا لان مصير تلك المناطق فوق القرارات الحزبية بالنسبة للكرد”.

وكانت حركة التغيير والجماعة الإسلامية والتحالف من اجل العدالة والديمقراطية قد شكلت تحالفا لخوض الانتخابات في المناطق المتنازع عليها إلا أن الحزب الديمقراطي قرر مقاطعة الانتخابات في كركوك فيما شكل الاتحاد الوطني قائمة باسم “كركوك مصيرنا” هذا فضلا عن تسجيل تحالف للجيل الجديد من قبل ثلاثة أحزاب.

في المقابل فأن المكونين العربي والتركماني منقسمان على مذاهب وانتماءات القادة العراقيين ما حال دون نجاح تشكيل قائمة واحدة داخل المكونين رغم أنهما وبخلاف القومية الكردية يدافعان عن عراقية كركوك وبقائها تحت سلطة الحكومة المركزية.

راكان سعيد محافظ كركوك وكالة ورئيس المجلس السياسي العربي دعا الاسبوع الماضي المكون العربي جميعا الى خوض الانتخابات بقائمة واحدة “لأن النصر الذي حققناه كان بسبب وحدتنا القومية”، حسب قوله.

ومع دعوة الزعيم العربي السني البارز في محافظة كركوك إلا أن الكتل العربية منقسمة على سبعة كيانات مختلفة معظمها منضوية في قائمة رئيس الوزراء العراقي ورئيس حزب الدعوة وقائمة إياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق.

المكون التركماني أيضاً منقسم على قوائم ذات أغلبية شيعية وسنية الأمر الذي أدى الى انقسام تركمان كركوك حتى انه أثر على الكتلة التركمانية الموحدة داخل مجلس محافظة كركوك.

وانشق عضوان شيعيان في مجلس محافظة كركوك عن كتلة الجبهة التركمانية الأسبوع الماضي وشكلا قائمة الخدمة التركمانية برغم ان احد العضوين المنشقين قال ان “انشقاقنا هو بهدف الخدمة”.

نجات حسين عضو مجلس المحافظة وممثل تيار الحكمة في محافظة كركوك قال لـ”نقاش” ان “تشكيل القائمة الجديدة هو لخدمة أهالي كركوك وليس للدعاية الانتخابية”.

وقال محمد جاسم رئيس الحركة التركمانية القومية لـ”نقاش”: “كان لابد من مشاركة كافة الاحزاب التركمانية في الانتخابات بقائمة واحدة من اجل ضمان اكبر عدد من أصوات اهالي كركوك الا ان الخلافات كانت عائقا أمام القائمة الواحدة”.

ومع أن حملة الدعاية الانتخابية لم تبدأ رسمياً بعد، إلا انك تلاحظ أن الحديث يدور حول الحصول على مقاعد المحافظة الاثني عشر حين تزور مقرات الأحزاب السياسية المختلفة في كركوك الأمر الذي أدى الى تسمية هذه الانتخابات عند معظم الأحزاب بالانتخابات الحمراء ولاسيما أن الأسبوع الماضي شهد اغتيال اول مرشح للانتخابات في كركوك وهو علي الماس غائب المرشح عن قائمة حيدر العبادي.

وقال المحامي هاوري زنكنة والخبير في مجال الانتخابات لـ”نقاش”: ان ” هذه الانتخابات ستكون مختلفة عن سابقاتها لان أكثر أدوات الحملة الانتخابية هي عسكرية بدءا من انتهاء الحرب ضد داعش ووصولا الى هيمنة القوات العراقية وجرائم الميليشيات، لذلك فان هذه الانتخابات ستصبح حمراء بدل ان تكون بيضاء”.

تم تخصيص (12) مقعدا لمحافظة كركوك، في الانتخابات الماضية حصلت الأحزاب الكردية على ثمانية مقاعد، كانت ستة منها لصالح الاتحاد الوطني الكردستاني واثنان للحزب الديمقراطي، كما حصل التجمع العربي على مقعدين والجبهة التركمانية أيضاً ضمنت المقعدين المتبقيين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here