مواقع التواصل الاجتماعي ….. الغاية والهدف

من احدى صور تطور الحضارة ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وبما ان لكل صناعة جديدة اهداف وغايات فهذا يعطي انطباعا ايجابيا لعقل الفرد كونه يعيش ضمن منظومة الحضارة فالتطور في ميدان ومجال ما بالتأكيد سيولد حالة من الوعي والادراك تضاف الى خانة العقل الانساني فمواقع التواصل الاجتماعي وجدت من اجل خدمة الانسان اذن فعاملي الهدف والغاية ثابتان لكن ما ليس ثابتا هو ان يستخدم الانسان هذه المحركات الالكترونية العملاقة لاهداف وغايات اخرى اولها الارهاب والدعوة الى التخريب والتدمير والتطرف والعداء والضغينة بشكل غير مباشر عبر طرح افكار شيطانية بالمقابل فان الفيس بوك او تويتر وغيرها تعتبر واحة للعمل والتضامن الانساني فهو مرآة لنشر الثقافة والفكر وفتح جسور التواصل الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والاعلامي والرياضي والسياحي … الخ من المجالات التي تقدم خدماتها من اجل رقي العقل الانساني لكن في بعض مجتمعات الشرق تختلف التوجهات في استخدام هذه المواقع فالشرقي كجزء وليس ككل يستخدمها لصالح اهداف وغايات خاصة به دون وضع اي اعتبار لقيمتها الخدمية العالمية فمن يملك شيئا ماديا ومعنويا ذو شان كالثراء او الوظيفة واالشهادة او الانتماء لجهة او شركة او مؤسسة هنا يمكن القول كل عمل دون الابداع الانساني بمفهومه الشامل تنهال على منشوراته مئات الاعجابات وتقف التعليقات في طوابير اسفل منشوره هنا يطرح السؤال نفسه ما هو فحوى المنشور وهنا تكمن العقدة فثواني معدودة تكفي لرؤية لشيء لا قيمة ولا اثر له فعلاقة الشرقي بمواقع التواصل الاجتماعي تعتمد على المظاهر المادية التي تنتج عن دوافع اما متصلة بالعشيرة او العلاقات او المصالح المشتركة او الانبهار بحجم الاعجابات والتعليقات وهذا ما يثير فضوله المبني على اللاشيء والانجرار مع القطيع دون معرفة الوجهة او كتعبير مباشر عن الصداقة المزيفة التي تأخذ من التملق وحب الظهور والحاجة الى تسوية امر ما كل هذه الامور وغيرها تصنع فجوة من اللاوعي واللادراك في المجتمع فالاناث اكثر حظا من الرجال على هذه المواقع بل لا توجد هناك مقارنة ومن يكرر نشر الاشياء المنسوبة للمبدعين بمعنى المشاركة من موقع اخر يكون متصدرا من حيث الاعجابات والتعليقات ومن ينشر صورة يقف فيها بجانب سيارة فارهة او في المتاجر ذات الماركات العالمية او على مائدة مكتظة بالتكة والكباب برفقة اصدقائه او اقربائه ويكتب اعلى الصورة كلمة او عبارة تشيد بنقاء الحسب والنسب هنا يظهر المعلقون وهم يحملون علامات التمجيد والتبجيل للعشيرة التي ينتمي لها او للعائلة التي ينحدر منها كدليل على القوة او المال او المكانة في المجتمع اي الهاجس هوالانسياق وراء المظاهر والتقليد وهوامش الامور وفواصل الاشياء بينما ينسى الشرقي ان هذه المواقع وجدت لمثل عليا وقيم انسانية فهي ممتلئة بصخب المبدعين وثراء نتاجهم الادبي والفكري اضافة الى كم هائل من العلوم والمعلومات والمعرفة فالمبدع لا يلقى الاهتمام والرعاية من جمهور هذه المواقع والسبب ان لا قيمة للثقافة والمثقفين في المجتمع الشرقي والدليل واضح فمن بين مائة فرد بالكاد يمكن رؤية احدهم يحمل كتابا وربما تقاس الامور بمعايير اخرى تتعدى الحقد والكراهية والحسد والشعور بالنقص والحرمان والكبت النفسي لكل ما هو صائب وصحيح وحقيقي وواقعي لكونهم لا يحملون ما يحمله المبدع من فكر وفلسفة وثقافة .

ايفان علي عثمان

شاعر وكاتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here