إذا خرّب البلاد بنوها!!

نتحدث عن خراب ألمانيا واليابان وفرنسا وبولندا ولندن وغيرها من الدول , وكيف أن أهلها تمكنوا من إعادة بنائها وتطويرها والوصول بها إلى ما هي عليه اليوم في غضون بضعة عقود , ونقارن بين خراب بلداننا ونتساءل لماذا لم يتحقق بناؤها , والمثل الواضح هو العراق الذي تمضي فيه دوامات الخراب والفساد.
والفرق بين الحالتين أن الدول التي أعادت بناء نفسها قد خربها أعداء الشعب والوطن , ودولنا العربية قد خربها أبناؤها بمسمياتهم المتنوعة ومناصبهم المتعددة , فالبلاد العربية تبدو وكأن ألد أعدائها هم العرب , بأنظمة حكمهم وأحزابهم.
فمن خرّب العراق وسوريا واليمن وليبيا؟
قد يقول قائل أن العدوان من قبل الدول الكبرى وهذا صحيح , لكن مَن الذي شارك وساهم بالعدوان على الدول العربية معهم , ومَن الذي جلبهم إلى ديار العرب وفتح لهم الأبواب والشبابيك وتوسل بهم بالعدوان على الدولة العربية تلو الأخرى؟
مَن جلب وساهم بالعدوان على العراق؟
مَن جلب وساهم بالعدوان على ليبيا؟
مَن جلب وساهم بالعدوان على سوريا؟
مَن جلب وساهم بالعدوان على اليمن؟
إنهم العرب بأموالهم وثرواتهم وتبعيتهم وخنوعهم , وتلذذهم بخراب العراق وسوريا وليبيا واليمن ويحسبون ذلك نصرا وفخرا , وساهم معهم من أبناء تلك الدول طوابير مؤلفة من الذين يحطمون وجودهم ويرسمون خارطة مصيرهم السوداء.
إن الذي خرب بلاد العرب هم العرب أنفسهم , وكأنهم يجيدون الخراب والدمار , ولا يخبرون البناء والإعمار والتفاعل الإيجابي البنّاء.
فإذا تعهد البلاد بنوها بالخراب فكيف بربك سيتحقق البناء؟!!
فهل من قدرة على محو أمية البناء والعمران وتهذيب سلوك الخراب؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here