الشجاعة ومفهومها

احمد الحسينلوي

الشجاعة صفة نفسانية تتمظهر لدى البشر بشتى الاساليب و الطرق و كلاً بحسب واقعه و ظروفه و آلياته و لكنها تبقى كما هي …
و لعل البعض يعتبر بعض الاساليب الدنيئة من الشجاعة و ليست من الشجاعة في شيء ابدا لان الشجاعة صفة شريفة و محمودة عرفا و شرعا و لا يمكن ان يتصف بها ذوو العاهات و الاساليب المنحطة و ان توهم البعض بذلك او هو نفسه يتوهم بذلك و يخدع نفسه او نفسه تخدعه ..
فليس كل من حمل سلاحا و تباهى به هو شجاع … و ليس كل خطب خطبة رنانة فهو شجاع و ليس كل من اساء الادب بالقول و الفعل فهو شجاع و ليس كل من صمت اتقاء الفتنة فهو جبان و ليس كل من تحمل الاساءة فهو جبان و ليس كل راعى التقية فهو جبان …
فشجاعة المقاتل في سوح النزال و شجاعة الكاتب في كلمته الحرة الابية و شجاعة السياسي في عقله و حنكته و شجاعة القائد في قراراته و شجاعة الاتباع في الصبر على قرارات القائد و طاعته و قهر النفس الامارة بالسوء في اجابته ..
لاحظت في الآونة الاخيرة بعض الاعتراضات على المرشحين لقيادة البلد في المرحلة القادمة آلمتني كثيرا هذه الاعتراضات من بعض الاتباع و هي تعلم علم الفطن ان الترشيحات ليست بمعزل عن ذوق القائد مهما حاولوا ان ينؤا به و يحملوها على اللجان المختصة…
انا اعترف لكم و امامكم ان الامتحان هذه المرة اقوى بكثير من الامتحانات السابقة و الابتلاءات السالفة فهنا تظهر شجاعتكم الحقيقية في الانتصار على النفس الامارة بالسوء كما انتصرتم عليها في سوح الجهاد في الانتفاضتين و مقارعة الاحتلال و الانتصار على داعش فلا تضيعوا ما استجلبتموه من حظوة عند قائدكم و عند شعبكم و عند امامكم و عند بارئكم …
مهمة الاصلاح ايها الاخوة و الاخوات مهمة عسيرة اقلها هو الانتصار على النفس الامارة بالسوء و الثقة كل الثقة بقائدكم الذي جربتموه و هو ليس بحاحة الى تجربة و لله الحمد… شجاعته باتخاذ القرار الصعب و المصيري و شجاعتكم بالطاعة و التسليم له.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here