لماذا رهنوا ألعراق؟

ألأحزاب ألجاهليّة ألفاسدة ألتي تحاصصت حقوق العباد و البلاد بسرقتهم لأكثر من ترليون دولار خلال 15 عاماً؛ تُريد آلآن و بعد فشلهم في إدارة و بناء العراق ألتّمهيد لرهن حاضر و مستقبل العراق بآلكامل و لقرن على الأقل لأمريكا بل الاحرى للمنظمة الأقتصادية العالمية .. و للأبد لأنّ البترول الذي هو عماد الأقتصاد العراقي لا وجود له بعد نصف قرن من الآن, و سيتم إستعمال بدائل الطاقة كما بيّنا سابقاً!

لقد نبّهنا لذلك منذ عام 2006 م وحذّرنا من هذا المصير و مغبّة الوقوع في أسر ألدّيون الأستكباريّة؛ لكنّ دعاة السّلطة آلجّهلاء و معهم المتحاصصين الفاسدين و رغم نشرهم لسنة كاملة للموضوع(1) في موقع مجلة الدعوة والأضواء, لكن لا أحد منهم قرأهُ و ربما فرأهُ لكن لم يفهمه كآلمعتاد لأنّ الفكر عدوّ دعاة السلطة(2) و حين إعترضتُ على جهلهم بمقال لاحق بعد سنتين تقريباً بسبب إستدانتهم لعدّة مليارات من البنك الدّولي أيّام وزير المالية جبر صولاغ و مباركة رئيس الحكومة معتبرين حصولهم على الدَّين نصراً لهم, ثمّ ركزت على جهل و ثقافة رئيس الوزراء و لجانهُ و مستشاريه وعدم معرفتهم حتى بتعريف صحيح للسياسة و الأقتصاد والفكر الستراتيجي؛ لكنهم إغتاضوا و حذفوا حتى ذلك المقال من مواقعهم ظناً منهم محاربة الفكر و دفن الحقائق سيشفع لهم جهلهم و رفضت النشر معهم ثانية بعد ما طلبوا ذلك, لأنه لا فائدة بعد ما أنزلوا (الفأس برأس العراق) و (الدّعوة المسكينة التي كانت تحتضر في ردهات المستكبرين) بعد ما إستُنزِفت بآلكامل بعد إستيزارها.

وأستطيع القول ألآن بأن الدعوة ماتتْ بعد أن كانت مُسجّاة على سرير الموت و دُفنت اليوم في مثواها الأخير في محلّ ولادتها في النّجف و للأبد و لم يبق داعية حقّ سوى المنافقين من النطائح و المتردين الذين يُحلّلون الكذب و الغيبة و النميمة و أكل مال الناس بالحرام و بلا حياء أو ضمير حيّ, بسبب حالة المسخ التي أصابت دعاة السّلطة لفسادهم و إستنزافهم لتأريخ و إعتبار الشهداء و على رأسهم الشهيد الصدر(قدس) الذي ضحى لأجل آلمحبة و الصدق و العدالة لا لأجل النفاق و الكذب و الخراب و هدر حرمة و حقوق المؤمنين و آلمفكرين و الفلاسفة لأجل قصورهم و رواتبهم و حماياتهم و جمع التبرعات من المغفلين لصرفها لشؤونهم الخاصة باسم الفقراء.

و كذلك من مُفارقات ألزّمن و جَهل ألأحزاب الأسلاميّة لهبوط ثقافتها العقائدية و الفكريّة كما هو حال العلمانيّة و القوميّة و العشائريّة؛ فقد إنبرى إئتلاف (الوطنية) بزعامة ألبعثي الأصيل اياد علاوي ألّذي صَرّحَ بكون مؤتمر الكويت للدّول المانحة ضمن الفرص (الضائعة الكثيرة) التي كان يمكن أن تُساهم في إعادة الإعمار و تحريك عجلة المال و الاقتصاد و آلبناء للأمام لأنقاذ العراق المسروق, لكن فشل المؤتمر بقيادة رئيس ألوزراء خيّبَ الظنون و لم ينجح ألبته في تحقيق المطلوب.

و أضاف (آلائتلاف) في بيان له؛ [إنّهُ و بدلاً من آلذّهاب الى ذلك المؤتمر بمطالب و التزامات واضحة و مُحدّدة تخدم إعمار المناطق المحرّرة من الأرهاب و آلظلم مع حزمة من آلقوانين وآلشروط ألوافية لتحديد وضعيّة ألمنح حتّى لا تكونَ دَيْناً على الأقل؛ نراها قبلتها كديون مع شرائط مؤسفة أخطر من شروط قروض البنك الدولي].

و قد حذّرنا في مقال سابق من جانبنا أنّهُ يجب أن تُخضع الأموال ألأستثمارية لِلُّجان العراقيّة المختصّة المخلصة و آلمُجرّبة تحدّد الأهداف ألمنظورة بحسب الأولويات وطبق القوانين العادلة؛ لكننا رأينا هذه المرة أيضاً تحقق العكس .. بدل ذلك حيث حضر العراق للمؤتمر الذي أنهى أعماله اليوم بوفد ضمّ 150 عضواً أكثرهم لا يفقه شيئا عن الأعمار و البنى التحتية و الأولويات, بل ضمّ أطرافاً لا علاقة لها بالموضوع .. بضمنهم مجموعة(7 أعضاء) من الناشطين ألمدنيين، و فوق هذا كلّه قدّمَ آلوفد مطالب مبعثرة غير مدروسة أضاعتْ حقوقه و استنفدت قدرة الدول الصديقة على مدّ يد العون، فتحولت (المنح) الى (ديون) و شروط الشركات إلى قوانين تلزم الحكومة العراقية بتنفيذها بدل القوانين العراقية ألتي أساساً لم تكن موجودة بسبب جهل رئاسة مجلس ألوزراء العبادي و مجلس النواب الجبوري و من حولهم ألذين لا يفهموا و لا يفهموا شيئا عن مبادئ الأدارة الحديثة و الأقتصاد وآلفكر الأسلامي رغم عرضنا لذلك .. كما بقية الأحزاب الفاقدة للفكر و الثقافة, لنخسر العراق كلّه بعد ما رهنوا سيادتها و مستقبلها و تفاصيل القوانين لصالح المستكبرين في (المنظمة الأقتصادية), مقابل كلّ هذا تثبيت أجر رؤساء الأحزاب المتحاصصة في الحكومة لتأمين مُستقبل عوائلهم و أطفالهم داخل و خارج العراق و عسى نار الفقر و الفقراء تأكل حطبهم وتقطع نسلهم كما يقول المثل العراقي!

إنّ مُحافظ البنك المركزي ألمدعو ألعلاق يتحمّل ألوزر ألأكبر لهذا الفساد و لسرقاته المليارية بسبب التحويلات المشبوهة لمليارات الدولارات للأردن و تركيا و غيرها و التي حصل من ورائها على أموال و رشاوى و عمولات كثيرة و هو أول من يتحمل مع رئيس الوزراء؛ ألوزر ألأكبر في إفشال مؤتمر الكويت و رهن مستقبل العراق, بالموافقة على إغراقه بالدّيون ألسّيادية, بدلاً من آلمنح التي تُعطى بلا عوض وفوائد و شروط, لذلك على مجلس النواب و القضاء و إن كانا فاسدين أيضاً؛ فتح صفحة للتحقيق و إستجواب المعنيين للوصول الى من تسبب بفشل هذا المؤتمر ألذي كان الأمل الوحيد لأعادة الأعمار و البنى التحية.

حيث تمّ مع قرب إنتهاء مؤتمر الكويت رصد مبلغ 30 مليار دولار لا كمنح .. بل كقروض والتزامات استثمارية بإشراف أمريكا بشروط خاصة مفروضة و كما نبّهنا في مقالنا السابق؛[ الأستثمار القذر في العراق](3).
و كانت لجان عراقية مُختصّة قد حدّدت أكثر من 100 مليار دولار مطلوبة لإعمار المناطق المتضررة من غير البنى التحتية التي تحتاج لأضعاف ذلك, لذلك لا إعمار و لا أعمال و لا عمران و لا حتى بُنى تحتية و لا مستقبل للعراق, و هكذا دمّرت الأحزاب المتحاصصة الفاسدة واقع العراق و آلعراقيين و حتى مستقبلهم بسبب جهلهم و تكبّرهم على آلحقّ و أهل آلحقّ.
و إنّما رهنوا (العراق) بسبب ألمسخ ألذي شملهم بعد ما خُليتْ وجودهم من آلحياء, (و إذا كنت لا تستحي فكل شيئ حلال)!
ملاحظة أخيرة: و الله العراق لا يحتاج لمؤتمر ولا قرض, يكفي محاسبة 5 فاسيدن كبار للحصول على عشرات المليارات!
ألفيلسوف الكونيّ/عزيز ألخزرجي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here