بودابست تصعد من لهجتها ضد اللاجئين مع قرب موعد الانتخابات في المجر

تصعد دولة المجر الأوروبية من لهجتها حيال ملف اللاجئين، مع قرب موعد الانتخابات فيها، وتحاول بودابست تبرير استخدام الجيش، العام المنصرم؛ لضبط دخول اللاجئين من حدودها الجنوبية مع صربيا، بالخوف من أن تصبح مدن أوروبا الكبرى ذات غالبية مسلمة.

وحث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، اليوم (18 شباط 2018)، الناخبين المجريين على إعادة انتخابه لولاية ثالثة، معتبرا أن المعارضة منفصلة عن الواقع وميؤوس منها، في إشارة إلى دور المعارضة في ملف اللاجئين.

وقال أوربان في خطابه السنوي عن حالة الأمة في بودابست إن “الغيوم السوداء تتلبد في اجواء اوروبا بسبب الهجرة”، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

وتابع أن “الأمم ستندثر، الغرب سيسقط، فيما اوروبا غافلة وغير مدركة بانها تعرضت للغزو”، زاعما أن المدن الأوروبية الكبرى ستصبح ذات غالبية مسلمة قريبا.

ومنذ العام 2015، اتخذ أوربان اإجراءات صارمة ضد الهجرة بما فيها بناء سياج حدودي من الأسلاك الشائكة، وانتقاده سياسات الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة ومجالات أخرى.

كما دخل في خلاف مع المليونير الأميركي ذي الأصول المجرية جورج سوروس، الذي اتهمه بتنظيم عمليات الهجرة من الشرق الأوسط وأفريقيا باتجاه أوروبا.

وأضاف أوربان أن احزاب المعارضة المجرية لم تدعم قراره ببناء سياج حدودي، وعارضت الحكومة في خلافها مع الاتحاد الأوروبي حول حصص اللاجئين، وأيدت “المليونير سوروس”.

وتابع “لذا فالمعارضة في وضع ميؤوس منه، لا أتفهم كيف يطلبون ثقة الناس”، فيما كتب على المنصة التي ألقى منها خطابه “بالنسبة إلينا، المجر أولا”.

وعزز موقف أوربان المتشدد حيال الهجرة من شعبيته في المجر رغم اتهامات منتقديه من أن سياساته القومية قادت المجر بعيدا عن الديمقراطية ونحو الحكم السلطوي.

لكن مناصريه يعتبرون أنه يقوم بحملة إصلاحات بعد عقود من التباطؤ الاقتصادي، خصوصا خلال الحكم الشيوعي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية.

وتجرى الانتخابات التشريعية في 8 نيسان المقبل، ومن المتوقع أن يفوز أوربان بولاية ثالثة.

ويقول المحللون إن حجم الغالبية التي سيفوز بها حزب “فيدس” الذي ينتمي إليه أوربان هو الرهان الأكبر في هذه الانتخابات، إذا أن أي تراجع عن غالبية الثلثين التي حصل عليها قبل أربع سنين ستعني تراجع سلطته.

وكانت الحكومة المجرية، بدأت في (28 آذار 2017)، احتجاز طالبي اللجوء إليها في معسكرات أشبه بالحاويات، وذلك لحين البتِّ في طلباتهم، متجاهلة بذلك إدانات حقوقية للخطوة التي تتعارض مع القوانين الدولية.

أ.أ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here