حرب داعش في العراق هي حرب من الجيل الرابع للحروب

غازي لعيبي

قبل ايام كنت اقرأ في موضوع ولفت انتباهي أسلحة حروب الجيل الخامس التي لم تبدأ بعد وانما بدأت مقدماتها عند بعض الدول المتقدمة فأحببت ان أتعرف وبأختصار على اجيال هذه الحروب وأسلحتها

أن أجيال الحروب خمسة مع العلم أن الغرب يستخدم الآن الجيل الرابع ، وهي:

الجيل الأول: القتال بالسلاح الأبيض كالسيف والرمح ووسيلة التنقل هي الدواب وهي حرب تعتمد على ذكاء القائد ومهارة المقاتلين والقادة

الجيل الثاني: الأسلحة النارية…وبدأت باستخدام الأسلحة النارية كالمسدس والبندقية والمدفع ووسيلتها السيارات والمدرعات والدبابات وحتى الطائرات والسفن الحربيه والغواصات

الجيل الثالث: وهي حرب استباقيه وقائية يستخدم فيها عنصر المفاجأة والحرب وراء خطوط العدو وتجنب مواجهة العدو وابرز أسلحة هذا الجيل السلاح النووي والذي بدأوا باستخدامه في نهاية الحرب العالمية الثانية على اليابان واقتصر امتلاكه على عدد من الدول المتقدمة

الجيل الرابع: الحرب باستخدام الطابور الخامس (الخونة والجواسيس) ، وباستثمار الصراعات الفكرية اوالدينية او العنصرية وتأجيجها. وان تترك عدوك يحارب نفسه بنفسه ويقتل نفسه بل يدفع ثمن السلاح وقال روجيه غارودي عن الجيل الرابع من الحروب (الآن يقاتل الغرب بالتكلفة الصفرية ) والتكلفة الصفرية تعني أن الغرب لا يخسر شيئا في الحرب من الأموال والأنفس وقد يطلب منك ألمساعده فلا يجدها وتعتبر من الحروب الخطيره والخبيثة والرخيصة لإخضاع اي دولة لتحقيق الأهداف المرسومة لها بأقل ثمن مادي او بشري

الجيل الخامس: وهي الحرب على تحويل الطبيعية المستقرة في الارض والجو الى حالة غير طبيعية ومضطربة بأحداث الزلازل والبراكين والطوفان بصنع من الانسان وقد تؤدي الى تدمير كامل للبيئة او المنطقة المستهدفة وقد قطع الأمريكان والروس شوطاً كبيراً في تطوير هذا السلاح وأبرزها البرنامج الامريكي (هارب) باستخدام الأشعة الكهرومغناطيسية وقوة الصدمة في تغيير المناخ.

والبرنامج الروسي (نقار الخشب) في تطوير القنبلة الهيدروجينية الى نيوترونية وهذه القنابل عبارة عن قنابل هيدروجينية صغيرة يتم إطلاقها من ارتفاعات عالية للحصول على تدمير وقتل للقوى البشرية والكائنات الحية فقط. أي دون تعرض للمباني

كما يعد غاز الكيمتريل أحد هذه الأسلحة التي يستخدم لإستحداث الظواهر الطبيعية واحداث الأضرار البشعة بالدول والأماكن “غير المرغوب فيه

وهذا السلاح عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها على ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية معينة تؤدي الى تغيرات في مسارات الرياح المعتادة وتغيرات أخرى غير مألوفة في الطقس تنتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار. وكذلك القنبلة الكهرومغناطيسية من خلال النبضة الكهرومغناطيسية

التي يمكنها التداخل مع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية ونظم تشغيلها لإلحاق أضرار فيها وإصابتها بالتلف

الحرب بعد سقوط العراق

من خلال دراسة مراحل الحرب التي دارت على الاراضي العراقية يتضح انها من نوع حرب الجيل الرابع والتي هي من ابتكارات السياسة الامريكية التي عرفها البروفيسور الامريكي فاكس مايورانگ في معهد الأمن القومي الاسرائيلي بنقاط مختصره (الحرب بالاكراه وافشال الدوله بزعزعة استقرار الدولة ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الامريكية) اما عناصر هذه الحرب:
1. قيام العدو باستخدام عملاء (أفراد وجماعات) من الدولة الهدف مسلحة او غير مسلحة وتوجيههم للقيام بأعمال عدائية هدامة (عنيفة او غير عنيفة) ضد عناصر وأركان قوى الدولة السياسية والاقتصادية والأجتماعية والعسكرية بهدوء واصرار للوصول الى مرحلة الأنهيار ثم فرض الإرادة والسيطرة
2. خلق صراع أيدلوجي مثل الصراعات الدينية او الطائفية او العنصرية بأستخدام أخبث وسائل الحرب النفسية المتطورة والتلاعب السياسي باستخدام كل الضغوط المتاحة السياسية والأقتصادية والأجتماعية والعسكرية
3. استخدام جميع تكتيكات حرب العصابات والتمرد ببناء جيش من الاشرار من ابناء. تلك الدولة ومن خارجها ليكونوا اداة قتل دون أدنى تفكير بلا رحمة او شفقة وهذا الجيش هو الذي يكون بديلا عن جيش الاحتلال مستقبلاً واستخدام كل الضغوط المتاحة السياسية والأقتصادية والأجتماعية والعسكرية
4. محاربة التعليم والثقافة وتجهيل المجتمع باستخدام الشباب والأطفال والزج بهم في القتال حتى ينشأ جيلاً معبئاً بثقافة القتل والتدمير وليس بثقافة البناء والتحضر
5. في الأخير خلق الدولة الفاشلةالتي يسهل السيطرة عليها وإخضاعها لأي قرار تريده دولة الاحتلال على الصعيد السياسي او الاقتصادي او العسكري وبالتالي الاستيلاء على جميع مواردها المالية والاقتصادية

وبذلك لايسعنا إلاّ ان نعرف ان الانسان قد يصنع هلاكه بنفسه لنفسه اذا كان لايملك وعياً ثاقباً وقيماً دينية واخلاقية وانسانية تمنعه من ارتكاب أساليب القتل الجماعي التي لايقرها دين ولا عرف ولا مبدأ ولايقودها سوى الحقد والجهل والمرض المتفشي في بعض النفوس والعقول المريضة

تشخيص العدو :

بعد ان عرفنا ان الساحة العراقية شهدت حرباً ضروس خلال السنوات الماضية وأنها لم تكن من انواع حرب العصابات التي تقوم بها تنظيمات مسلحة تحارب لتحرير الارض من الاحتلال او تحارب الحكومات الظالمة والفاسدة لتحقيق الأهداف الوطنية او الدينية او القومية بل هي احد انواع حروب الجيل الرابع حسب ماعرفنا سابقاً واذا كانت كذلك فلابد من دولة او دول هي من تصدت لهذه الحرب وادارتها بمهارة عالية ابتداءاً من مقرات القيادة والسيطرة وليس انتهاءاً بالدعم اللوجستيكي والاعلامي فمن هو العدو الحقيقي الذي ادار هذه الحرب وليس صعباً على اللبيب ان يعرف ان الدواعش ماهم الا اداة من أدوات هذه اللعبة كجنود رقعة الشطرنج فمن هو العدو الحقيقي الذي يكمن خلف داعش ويقود الحرب بمهارة عالية والكل ينادي

بمعاداة الدواعش والحرب عليهم بل والمشاركة في الحرب ضد الارهاب والدعم العلني للعراق في محاربة الارهاب ؟ الحقيقة المعادلة صعبة جداً لانه لاتوجد دولة تجاهر علناً بأنها من يدعم داعش وتقف بالضد من العراق في محاربة العدو الداعشي ولايمكن ان ندس رؤوسنا في التراب ونقول لايوجد من يدعم داعش وهي بنفسها التي تدير الصراع على مستوى التخطيط والقتال والدعم اللوجستي والاعلامي . فمن هو العدو الحقيقي الذي لايريد بالعراق خيرا ويجعل منه دولة فاشله فاسدة ضعيفة مستباحه من الجميع تشبة حالة اللادولة ؟

لمعرفة العدو لابد ان نعرف أولاً من هو المستفيد من اغراق العراق في هذه الحرب وحالة الفوضى والتخبط التي يعيشها ؟ من الواضح ان هناك اسباب حقيقة وراء اكثر الحروب في العالم في الماضي والحاضر التي من أهمها
1. الطمع في الثروات الطبيعية
2. الرغبة التوسيعية خارج الحدود وفرض السيطرة على المواقع الاستراتيجية والحيوية
3. حماية الأمن القومي للبلاد
4. النزاعات الدينية والعنصرية والطائفيةوالأيدولوجيات الفكرية

وفِي زمن المحاور لايجب ان يكون العدو دولة واحدة وانما يمكن لعدد من الدول يشكلون محوراً لمحاربة دولة او عدد من الدول لتحقيق احد او جميع الأهداف التي من اجلها تشن الحروب وليس من الصعب ان الحرب مع الدواعش كان وراءها عدد من الدول من خلال نقاط التجمع والانطلاق وكذلك الدعم اللوجستي والاعلامي وبنظرة دقيقة وفاحصة نجد ان احدى نقاط التجمع والانطلاق هي تركيا والأردن كذلك ليس خافياً الدعم اللوجستي والاعلامي من قطر والسعودية والإمارات من مراقبة القنوات الإعلامية لهذه البلدان وكذلك التراشق الاعلامي بين السعودية وقطر وكذلك الاعترافات الكثيره عند التحقيق مع عدد من قادة الدواعش ووسائل مخابراتية وطرق اخرى كما لايخفى ان اي من هذه الدول ذات العقلية البدوية لايمكنها اتخاذ قرار الحرب بدون أوامر أمريكية مباشرة او غير مباشرة وبما يضمن او يساعد في تحقيق الأمن القومي الاسرائيلي

وقلنا سابقاً ان هذه الحرب هي احد ان انواع الحرب الحديثة التي هي حرب الجيل الرابع والتي هي من مبتكرات العقل الامريكي الذي يملك جميع خيوط اللعبه

لذلك لابد ان تكون امريكا هي التي تدير هذه الحرب بمهارة مفكريها ومراكز القرار الاستراتيجي السياسي والعسكري

وبالتالي لابد ان نعرف ان هذه الحرب أمريكية بدعم خليجي (سعودي قطري اماراتي) ونقاط انطلاق ومراكز قيادة وسيطره في تركيا والاردن ومباركه اسرائيلة صهيونية وسكوت عربي مطبق

القانون الدولي

ضمن توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3314 تاريخ 14/12/1974، لتعريف العدوان على الوجه

الآتي: «هو استخدام القوة المسلحة من قبل دولة ضد السيادة أو الوحدة الإقليمية أوالاستقلال السياسي لدولة أخرى وبأي طريقة أخرى لا تتفق مع ميثاق الأمم المتحدة»، ثم عدَّدَت المادة الثالثة من هذه التوصية

مجموعة من الأفعال تعدّ عدواناً، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، ويعدّ احتلال أراض تابعة لدولة ما من دون
وجه حق جريمة عدوان مستمر، ولا ينتج من هذا الاحتلال نقل السيادة من الدولة المُحتلة إلى المحتل، بل يحق للمحتل أن يمارس ما هو ضروري فقط لإدارة الخدمات العامة وأدائها. ونص الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على مجموعة من التدابير والأعمال التي يقرر مجلس الأمن أنها تخل، أو تهدد السلم والأمن الدوليين أو تعدّ عملاً من أعمال العدوان.

ويبدأ المجلس عادة باتخاذ تدابير مؤقتة كوقف إطلاق النار أو وقف القتال (م40)، ومن ثم للمجلس أن يتخذ ما يراه مناسباً من تدابير قسرية سواء دون اللجوء إلى القوة المسلحة كوقف «الصلات الاقتصادية
والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفاً جزئياً أو كلياً وقطع العلاقات الدبلوماسية» (م41)، أم
باللجوء إلى القوات المسلحة البرية والجوية والبحرية (م42) التابعة للأمم المتحدة والموضوعة من الدول تحت تصرف المنظمة وبإدارة لجنة أركان الحرب (م47)، وذلك إن لم تفِ التدابير القسرية غير المسلحة بالغرض المطلوب.

من ذلك يتضح انه توجد تدابير ضرورية تتخذها المنظمات الدولية لوقف العدوان على الدول المستقلة وكذلك توجد عقوبات صارمة على البلد المعتدي وتحمله كافة الخسائر المادية والبشرية التي لحقت بالبلد المعتدى عليه وليس بعيداً العقوبات والخسائر والتعويضات التي فرضت على العراق بعد احتلال دولة الكويت والتي مازال العراق يئن من تبعاتها الى يومنا هذا.

وفِي الختام بعد ان عرفنا ان مادار على الاراضي العراقية هو احد انواع العدوان والدي كان مدعوماً من عدد من الدول فلابد ان يعمل العراق بقوة وبكل شجاعة على تشخيص الدول التي شاركت ودعمت العدوان والتوجه بالشكوى الى المنظمات الدولية لتعويض العراق عن جميع الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت ببلدنا العزيز وكما يجب على الحكومة العراقية ان لاتتساهل بالدم العراقي وتدوس بإقدامها على تضحيات هذا الشعب العظيم الذي سجل بدماءه اروع صور البطولة والاباء وتفكر فقط في مؤتمرات الاستجداء والتباكي على تعمير ماخربه الاعداء وتقبل اكتاف وجباه بعض المتصدقين الذي كان طرفاً فاعلا في المشاركة بهذه الحرب الظالمة ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شىءٍ قدرا)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here