شيوخ الدعوة يحاولون موازنة الكفّة بين قائمتي العبادي والمالكي وضمان صعود 17 داعية

بغداد/ وائل نعمة

قبل انتهاء المدة المقررة التي منحتها مفوضية الانتخابات إلى الأحزاب والتحالفات السياسية لتسليم قوائم مرشحيها للانتخابات، كُشف عن تغييرات كبيرة في حركة المرشحين وانتقالاتهم بين القوائم، كما تفاجأ بعض المرشحين بحجب أسمائهم في القوائم المقدمة للمفوضية، وهو ما فسره البعض بأنه محاولة لإقصاء شخصيات معينة.

وكان الخميس الماضي الموعد النهائي لتسلم مفوضية الانتخابات أسماء المرشحين. وتسببت تنقلات المرشحين بين التحالفات الى تمديد الفترة 5 أيام عن الموعد السابق الذي كان من المفترض أن ينتهي يوم 10 شباط الجاري.
ورغم ذلك فإن التغييرات لم تتوقف. وكشف مرشح غادر مؤخراً تحالف النصر في تصريح لـ(المدى)، أمس، قائلاً إن اللحظات الأخيرة التي سبقت إغلاق باب تسلم قوائم المرشحين جرى فيها”إبعاد مرشّحين عن المؤتمر الوطني في محافظتي بابل وصلاح الدين”.
وأعلن المؤتمر، الذي يتزعمه آراس حبيب، الشهر الماضي تحالفه مع قائمة رئيس الحكومة، متزامناً مع قرار تحالف الفتح، الذي يضم قوى الحشد الشعبي بمغادرة تحالف العبادي.
ويؤكد المرشح الذي طلب عدم نشر اسمه أن”خطة تحالف النصر لخوض الانتخابات كانت تهدف في البداية الى جمع ثلاثة من أصل 5 أقطاب ممثلة للشيعة”.
وكان التحالف يخطط للحصول على أكثر من 100 مقعد من مجموع عدد أعضاء البرلمان الكلي، بالتحالف مع مقتدى الصدر، والحكيم، وهو ما سيدفع بالنهاية قائمة الحشد أو المالكي للانضمام إليهم.
كما كانت الخطة، أنّ القوى السُنية والكردية ستجبرعلى الانضمام الى التحالف الكبير، لتكوين الكتلة الاكبر في البرلمان التي ستختار الحكومة الجديدة.
لكنّ المرشح المطلع على جولات تفاوض تحالف النصر، أوضح أن ما حدث هو”إبعاد تحالف الحشد والحكيم، بعد فشل ضم زعيم التيار الصدري”.
وبعد 24 ساعة من إعلان تحالف النصر، الشهر الماضي، الذي كان يضم نحو 50 كياناً، انسحب 18 حزباً من ضمنها 9 أحزاب من تحالف الحشد، ثم تلاه انسحاب 8 أحزاب جاءت مع تيار الحكمة (عمار الحكيم) وعدد من الشخصيات.

الخطة ب
وانتهى التحالف الكبير إلى 21 حزباً فقط. وكخطة بديلة، اتفق ائتلاف العبادي، بحسب المرشح السابق عن التحالف، الى تعويض تل الاحزاب بشخصيات قوية، وهو لم يحدث أيضا.
ويكشف المصدر”لم يجر أي تحرك على أي شخصية مهمة في المحافظات، كما أبعدت الشخصيات التي كانت مقربة من رئيس الوزراء وهي من خارج حزب الدعوة”.
ويتهم المرشح، فريق”النصر”التفاوضي الذي يضم شيوخ حزب الدعوة، بالتعمدعلى إفشال الخطة الأصلية والبديلة، لأسباب تتعلق بعزل المنافسين وإعادة توحيد الحزب.
وكان تيار الحكمة، قد انتقد فريق العبادي بعد قراره الانسحاب من التحالف. وقال قيادات فيه لـ(المدى) الشهر الماضي، بأن الفريق الاخير بدأ يتهرّب من عقد اللقاءت وتجاهل الحلفاء وحاول تهميشهم.
ويكشف المصدر أنّ”شيوخ حزب الدعوة يحاولون ضمان صعود 17 داعية قرروا البقاء في تحالف العبادي، إلى البرلمان بسبب تراجع شعبيتهم”.
ويعتقد المرشح السابق في”النصر”أن الشيوخ يطمحون لإبقاء حظوظ العبادي متقاربة مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، لضمان توحد الحزب مرّة أخرى بعد الانتخابات.
وكان”الدعوة”قد قرر الشهر الماضي، الانسحاب لأول مرة من الانتخابات، ليحسم الخلاف الذي حدث بعد منع المفوضية خوض الحزب الواحد الانتخابات في قائمتين منفصلتين.
ويرى المرشح أن تلك الخطة، ستضمن حصول حزب الدعوة بعد اعادة الوحدة على 60 مقعداً (30 مقعداً لكل من العبادي والمالكي على أقل تقدير) ثم تبدأ بعد ذلك عملية التفاوض لضم كتلة الحكيم أو الحشد.
ويستدل المصدر في كلامه، على وضع حزب الدعوة أبرز قياداته على رأس القوائم الانتخابية في المحافظات، حيث يقول بأن”تلك الشخصيات ليست لديها جماهيرية، لكنها ستعتمد على (عاملات النحل) التي وضعت من إسفل القائمة الى الرقم 3″.
وسيعمل المرشحون الصغار، الذين وصفهم المصدر بـ”عاملات النحل”بجمع ما بين 500 الى 1000 صوت، ليزيد بالنهاية رصيد القائمة.
ويعتقد المرشح السابق عن ائتلاف العبادي، أنّ رئيس الوزراء ليس جزءاً من الترتيبات الاخيرة، مؤكداً أن”الاخير غير مهتم بالانتخابات وكان حتى وقت قريب لايفكر بالترشّح”!
ويحتل العبادي الرقم واحد في قائمة النصر في بغداد، تليه النائبة الحالية عن دولة القانون هناء تركي الطائي، وفي الرقم 3 النائب التركماني عن الكتلة ذاتها عباس البياتي، فيما كانت المفاجأة انتقال النائبة عن كتلة تغيير الكردية سروة عبد الواحد إلى التحالف، وحصلت على الرقم 6.

انتقالات الساعة الأخيرة
كذلك تشير تسريبات الى انتقال وزير النفط جبار اللعيبي إلى التحالف، مقابل انضمام وزير النقل كاظم فنجان الحمامي الى ائتلاف المالكي، والاثنان معروفان بقربهما من المجلس الأعلى قبل انشقاق تيار الحكمة في الصيف الماضي، فيما قرر القيادي في المجلس ووزير المالية السابق باقر الزبيدي عدم الترشح لأسباب لم يعلنها.
كذلك ترسبت أنباء غير مؤكدة عن انتقال النائبة عن التيار الصدري ماجدة التميمي الى تحالف العبادي، فيما مُنع النائب المخضرم حاكم الزاملي من الترشح في هذه الدورة.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قد وجه العام الماضي، النواب في تيار الأحرار بالاستراحة للسنوات الاربع المقبلة وعدم الترشح، فيما أعلن القيادي السابق بهاء الأعرجي عدم التزامه بأمر الصدر.
ويدعم الصدر تحالف سائرون الذي يضم حزب الاستقامة القريب من الصدريين والحزب الشيوعي، وعدداً من القوى والشخصيات المستقلة.
بدورها تكشف هيفاء الأمين، مرشحة الحزب الشيوعي في ذي قار في اتصال مع (المدى) أمس عن حجب اسمها في قوائم الترشح التي قدمت الى المفوضية.
والأمين هي مرشحة من ضمن 8 أسماء للحزب الشيوعي في المحافظة، ضمن تحالف سائرون الذي لديه 25 مرشحاً، بما يساوي الثلثين من مجموع مرشحي التحالف في ذي قار.
وتقول المرشحة:”لقد تفاجأت بعدم وجود اسمي، رغم أن هناك قراراً من الحزب الشيوعي بترشّحي”، متهمة الهيئة السياسية للتيار الصدري بذلك وتؤكد أنه”يقود إدارة تحالف سائرون”على الرغم من نفي الصدريين ذلك.
وكانت الامين قد حصلت على 8 آلاف و500 صوت في انتخابات 2014، لكنها لم تحصل على مقعد بسبب النظام الانتخابي، فيما تقول إن”التيار الصدري حصل في الانتخابات السابقة على 3 مقاعد بالمحافظة، وهو يخشى شعبيتي،لأنه في حالة فوزي سأقلل من حصته”.
وكانت حالات مشابهة للأمين حدثت مع مرشحي الحزب في النجف، والبصرة، والسماوة، وديالى، لكن تم تداركها في اللحظات الاخيرة، فيما تأمل أن”يصحح الخطأ في فترة استبدال الأعضاء التي تبقى مفتوحة في المفوضية بعد أسبوعين من تقديم أسماء المرشحين”.
في غضون ذلك كادت الخلافات على تسلسل المرشحين، أن تؤدي الى انسحاب 8 أحزاب أساسية من تحالف القرار، بزعامة أسامة النجيفي.
ويؤكد شلال الحلبوسي، عضو حزب الهيبة الوطنية، أحد مكونات التحالف الـ11 في اتصال مع (المدى)، أمس، أن”الخلافات قد تم تلافيها ولايوجد أية انسحابات في التحالف”.
ويحتل النجيفي الرقم 1 في تسلسل التحالف في نينوى، بينما يقود وزير التخطيط سلمان الجميلي القائمة في الأنبار، وأحمد المساري في بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here