نیچیرڤان بارزاني: مشاكل أربيل وبغداد ستحل على أساس الدستور العراقي

بعد اجتماعات اليوم الثالث والأخير من مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، أدلى نیچیرڤان بارزاني رئيس وزراء إقليم كوردستان بتصريح صحفي لعدد من القنوات الإعلامية الكوردستانية، تحدث خلاله عن اجتماعات الأيام الثلاثة الأخيرة مع كبار مسؤولي مختلف دول العالم وعن أوضاع المنطقة والعراق وإقليم كوردستان.

وبدأ أولا بالإجابة على سؤال عن مضمون اجتماعاته في هذه الأيام الثلاثة وحوار أربيل-بغداد، حيث قال: “كان مؤتمر ميونيخ فرصة استطعنا من خلالها عقد سلسلة من اللقاءات. ففي الأيام الماضية كانت لنا عدة لقاءات منها مع الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء العراق الاتحادي، وزير خارجية إيران، وزير خارجية تركيا، ماك ماستر مستشار الأمن القومي الأمريكي، ووزراء دفاع السويد وألمانيا وعدد من الدول. وكما نوهت فقد كانت هذه فرصة سهلت لنا الالتقاء ببعضنا البعض للتباحث والحوار. والأمر الذي يهمني أن أقوله هنا هو أن اجتماعنا مع حيدر العبادي كان جيدا، لكنه لم يكن الاجتماع الذي نستطيع أن نقول بأننا توصلنا فيه إلى حل لجميع المشاكل، والذي يهم الآن هو أن باب الحوار بين أربيل وبغداد بات مفتوحا ومن المقرر أن تستمر اجتماعاتنا لكي نتمكن على الأقل من إيجاد الحلول الفنية لبعض المشاكل القائمة قبل موعد الانتخابات القادمة، ومنها مسألة رواتب الموظفين وإعادة فتح المطارات، وسنستمر لحين التوصل إلى حل معهم”.

وعن اجتماعه مع محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران، أعلن : “ما بحثناه مع وزير الخارجية الإيراني كان ضمن إطار المواضيع التي بحثناها مع الأطراف الأخرى، ومع إيران بصفتها جارة لنا بحثنا مسألة العلاقات الثنائية بين الجانبين. وقد كان مقررا أن نلتقيه في إيران، لكن الفرصة لم تكن سانحة فقررنا هناك أن نلتقي في ميونيخ”.

وعن مضمون اجتماعه مع جو بايدن النائب السابق للرئيس الأمريكي وموقف الولايات المتحدة من المشاكل بين أربيل وبغداد، قال : “ليست للسيد جو بايدن وظيفة رسمية في الحكومة الأمريكية، وكان لقاؤنا معه بصفته صديقا للشعب الكوردي يريد حل المشاكل بين أربيل وبغداد، كما أنه يتمتع بنفوذ داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي. وقد شرحنا له الوضع ووعد بأن يعرض هذه المشاكل على الحزب الديمقراطي الأمريكي وأكد أن حزبه سيساعد في حل المشاكل بين أربيل وبغداد”.

وفي معرض رده على سؤال يتعلق بالوعود التي يطلقها حيدر العبادي في الخارج والتي تتعلق بحل المشاكل مع إقليم كوردستان، ويسكت عنها حين يعود، وهل أن إقليم كوردستان لديه أوراق ضغط؟ أشار نیچیرڤان بارزاني إلى أن “المشاكل التي بيننا وبين بغداد لا تحل من خلال اللعب بأوراق ضغط، بل يجب أن تحل المشاكل التي بيننا على أساس الدستور العراقي، وقد حدد الدستور طرق حل المشاكل، ونأمل أن تحل المشاكل التي بيننا وبين بغداد ضمن إطار الدستور العراقي الذي صوتت له شعوب العراق. ونحن إلى الآن نأمل أن نتمكن من التوصل إلى تلك الحلول”.

وعن الوضع في عفرين، قال : “موضوع عفرين موضوع شائك يرتبط بالعديد من الأطراف، ومنها أمريكا، روسيا، تركيا وإيران، وقد تطرقنا إلى هذه المسألة مع ديمستورا ونأمل أن يجد حلا لهذه المسألة بالصورة التي لا تلحق الضرر بأهالي عفرين”.

وفيما يتعلق باستمرار المشاكل بين أربيل وبغداد وعدم حلها، كشف “أنا لا أعتقد أن المشاكل كبيرة لدرجة عدم التمكن من حلها في حال تقدمت بغداد باتجاه الحل. وقد أكد إقليم كوردستان مرارا على أنه يريد حل مشاكله مع بغداد في إطار الدستور العراقي، وسيستمر في تمسكه بهذا الموقف”.

وحول قراءة لأوضاع إقليم كوردستان قبل وبعد مؤتمر ميونيخ الأمني، ومهام حكومة إقليم كوردستان بعد عودتهم، أعلن نیچیرڤان بارزاني: “إن مهامنا في حكومة إقليم كوردستان هي نفسها كما في السابق، وسيستمر عمل الحكومة كما هو، والأمر الهام هو تحديد موعد لإجراء انتخابات إقليم كوردستان بعد الالتقاء والاجتماع مع الأحزاب. وقد كان مؤتمر ميونيخ وكذلك منتدى داڤوس فرصة لإخراج إقليم كوردستان من العزلة السياسية، وما نجده اليوم ويدعو للارتياح هو أن إقليم كوردستان قد خرج، على الصعيدين الدولي والإقليمي، من حالة العزلة السياسية التي حاصرته بعد الاستفتاء وعادت الدول كما في الماضي ترغب في إقامة علاقات دائمة مع إقليم كوردستان. وأعتقد أن هذا مكسب كبير جدا لإقليم كوردستان ككيان سياسي ضمن العراق، ويرتبط الآن بعلاقات جيدة مع جميع الدول في المنطقة وخارجها. وقد ساهمت مشاركتنا في منتدى دافوس، مؤتمر ميونيخ، وزياراتنا إلى ألمانيا، وقداسة بابا الفاتيكان وإلى فرنسا، في استعادة الدور السياسي لإقليم كوردستان في الخارج. والمهمة التي تنتظر منا العمل عليها الآن هي أن نتمكن من حل المشاكل مع بغداد وحل المشاكل الداخلية في إقليم كوردستان، ولا شك أننا بعد اليوم سنصب تركيزنا عليها”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here