أنقذوا “مروان “قبل فوات اﻷوان ﻷنه ..مواطن !!

احمد الحاج

مروان.. طفل عراقي وسيم يسكن واحدة من مناطق بغداد الشعبية الفقيرة ، ولما يبلغ من العمر الـ 13 ربيعا بعد ، كان على موعد مع القدر لحظة سقوط صاروخ قرب منزله عام 2007 فأطاره العصف لخفة وزنه آنذاك ليرتطم رأسه بالجدار وتشل ساقاه فورا ، إطلعت على حالته أول مرة عام 2009 وكان والده حينئذ يبكي بحرقة وهو يحمل فلذة كبده على كتفه ﻻيلوي على شيء وقد أعيته الحيل ، وعلامات الإحباط بادية على وجهه المثقل بالهموم في العراق – النفطي – المأكول كشعبه على قصعة المتآمرين من دول الجوار وما وراء البحار والمذموم كتأريخه من قبلهم أيضا يوم كان للعراق تأريخ عريق ترتعد له فرائصهم وتنحني بذل لرفعته قاماتهم ، قبل أن تتوقف عجلته كليا مع موجات الجراد الغربية والشرقية التي إجتاحته مع رياح الحقد الصفراء ، وﻻزلت أذكر أنه أخبرني حين سألته سؤالا محددا : ” ألم تعرضه على منظمة إنسانية ، جمعية خيرية ، مؤسسة صحية ، مخلوق سياسي ، كائن بررررلماني، شبح وزاري، قيادي فضائي في أحد أحزاب – الكبة – بالدهن قراطي الحر من جراثيم آخر زمان وفايروساتها وطفيلياتها ومايكروباتها التي تفتك بالمواطنين فتكا بلا رحمة ثم ترشح نفسها ثانية بكل دورة إنتخابية نيابية أو محلية تباركها التابوهات مقابل نسبة من الغنائم يتم الإتفاق عليها سلفا لتجدد الفتك بالجماهير بسوء طوية مع سبق الإصرار والترصد ؟!”.

فقال لي وبالحرف ، كلهم وعدوني خيرا ثم ” تي تي ، مثل ما رحتي جيتي ” مع أن بعض من عرضتهم عليه يتقاضون راتبا تقاعديا يعادل 100 مليون دينار شهريا ، وبعضهم 85 مليون دينار شهريا ، واﻵخر 70 مليون دينار شهريا، لقد عرضته عليهم فردا فردا من كبيرهم الذي علمهم السحر والضحك على ذقون القوم ، نزولا الى أخسهم هيأة وخلقا ،صغير القوم !!”

سأستدين وأذهب به الى الهند إذ لاعلاج له إلا هناك !!

تركته وأنا أستعيد شريطا لاينتهي ﻷطفال معاقين ومعذبين أمثال مروان ، مريم ، جنات ، ابراهيم الخليل وووو…ومرت اﻷيام سراعا وكنت أظنه قد إستدان وذهب به الى الهند وعالجه وإنتهت القصة على خير كما في اﻷفلام الهندية والمصرية – ولو بيتكم قريب ، كان جبنالكم حمص وزبيب – لتصيح بطلة الفيلم قبل النهاية من بعيد وهي تهرول بالتصوير البطيء ، مرووووان ، فيجيبها بحسب أوامر المخرج …ليلى !!

اليوم وبعد صلاة العشاء وأنا مار بالسوق الشعبي لبعض شأني صاح علي رجل كهل تغيرت ملامحه كثيرا وضعف جسده بشكل عجيب والى جانبه كرسي للمشلولين يجلس عليه مروان …صدمت ..صعقت ..ذهلت ..لولا أن دموعه جعلتني أكبح جماح مشاعري لكي وكما قال الرصافي في اليتيم صبيحة العيد ، لا أزيد المحزون حزنا فيجزع !!

قلت والعبرة تخنقني ” أبو مروان ألم تذهب به الى الهند حتى الان ؟ !

قال: أي سند وأي هند تلك التي أذهب اليها وعلاجه فيها يكلف 30 الف $ بعملية خطيرة للخلايا الدماغية !!

وماذا عن علاجه هاهنا في العراق – قلتها بإستحياء وأنا أتصبب عرقا مع ارتفاع نسبة الضغط والسكري مستعيدا صور أوسخ مستشفيات عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية اﻷولى بجرذانها وصراصيرها وحماماتها التي تعادل في خطرها القنابل البايولوجية ولو فرض على الزعيم الكوري الشمالي المخبول ، كيم جونغ أون ، حصارا يمنعه من إنتاج اﻷسلحة الجرثومية فأنا على يقين بأن بعض مستشاريه سينصحونه بإستيراد تواليت شرقي أو غربي واحد فقط من إحدى المستشفيات العراقية لنشر الطاعون والكبد الفايروسي في الهند الصينية والاميركيتين بملح البصر !!

واستطرد : في العراق قالوا لي إن بالإمكان علاجه وترميم خلاياه الدماغية عبر حقنه بأبر خاصة بمعدل 25 حقنة دوريا !

قلت ايييييييييه بشرك الله بالخير ..لنأتي بها فورا !!

قال : على بختك حجي ..ﻻ تعجل إذ أن سعر الحقنة الواحدة مليون و600 الف دينار، بمعنى أن مجموعها 40 مليون دينار ، ولم يبق أمامي غير حل مؤقت جدا يتمثل بأقدام ولوح ساند للظهر لتقوية اعصاب الساقين بـ مليون ونصف المليون دينار !!!!

وتابع باللهجة العامية ” والله آني مايخايف إلا لا روح أموت ويظل مروان لوحده ..هذا منو يداري ، منو يشطفه، منو يعالجه ، منو ينظفه ، منو يتحمله ، منو يودي للمدرسة ويظل كاعد الى نهاية الدوام بالباب كما أفعل أنا يوميا ..من بعدي ؟!!”

هنااااااااااا بكى مروان فصمت اﻷب حتى لايجرح مشاعره أكثر ، أما أنا فقد دارت بي الدنيا و أسقط في يدي ولم أحر جوابا على الإطلاق ولم أنبس ببنت شفة ولكن عصف الموقف الذهني فجر في رأسي سطورا لن أترك جدارا وﻻ رصيفا وﻻ مرفأ ولامحطة تمر بها الضمائر الحية إلا وسأخطها عليه ﻷجل هؤلاء وأمثالهم ، ليسمع المتخمون والمعافون والقانطون والمتأفئفون والمرشحون والناخبون والسياسيون وأبواقهم وتابوهاتهم التي تباركهم وتطبل لهم قبل الإنتخابات ثم تتنصل عن سرقاتهم بعدما تفوح روائحها الكريهة – ان لم تفح أي مشكلة ماكو بالنسبة لهم – ومادرت أن كل دينار يسرقه من طبلوا لهم وشجعوا الناخبين للتصويت لصالحهم سيتحول الى نيران مسعرة في بطونهم وستسجل في صحائف أعمالهم حيث لاخطوط حمر هناك وﻻحمايات وﻻ حصانة وﻻ بقية ألوان الطيف الشمسي ، لعل ضميرا يصحو قبل أن يقلبها بنا الباري عز وجل ويحيل عاليها سافلها ، وﻻت حين مندم ، وأنوه الى أنني لن أنشر صورته لحين شفائه التام حتى لا يتباكى عليه الكترونيا الفيسبوكيون والتويتريون والانستغراميون والفايبريون والواتس آبيون كما فعلوا مع مئات من أمثاله نشرت صورهم من قبل وستنشر من بعد ، من دون أن يرفع عنهم ظلمهم أو تحل مأساتهم قط ، ولكي ﻻيتاجر بمأساته عشاق اللايكات والشيرات نحو ( اذا وصلتك الصورة فضع علامة لايك تحتها وإنشرها لـ 10 أشخاص من معارفك، ﻷنك إن لم تفعل فستصاب بالجذام والبرص والبارانويا ، وإن فعلت فستأتيك البشائر من كل حدب وصوب ) ، سأنشرها حين تسترد لمروان حقوقه كاملة وأمثاله وهو يرفع كأس النصر بعيدا عن كرسي المشلولين في عراق النفط الحزين !! اودعناكم اغاتي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here