الإستثمار المطري!!

أن تُستثمر مياه الأمطار في مشاريع إروائية وإنتاجية ذات قيمة إقتصادية!!

فمجتمعاتنا لا تعرف مهارات الإستثمار المطري , وإنما تجيد الإستغاثة من المطر لما يجلبه من الأضرار على البيوت , ولعدم توفر البنى التحتية اللازمة لتصريفه وإستيعابه , وتحقيق الفائدة منه.

فعندنا مياه المطر ثروات مهدورة , وفي المجتمعات الغربية , كانوا يبنون خزانات لمياه الأمطار في البيوت , فتجد البيوت القديمة في أوربا وأمريكا ذات خزانات كبيرة للمطر , حيث يتم الإستفادة من هذا الماء لقضاء الحاجات المنزلية والإرواء , ولا تزال البيوت المبنية في القرن التاسع عشر ذات خزانات لمياه المطر في طابقها السفلي.

والعديد من الدول الأوربية تستثمر في المطر لتزويد البيوت بحاجاتها من المياه , وذلك بجمعها وفقا لنظام تصريفي وتجميعي لها في خزانات تغذي المنزل بالماء بعد أن تمر بأجهزة تنقية وتعقيم.

وفي منطقتنا التي نشكو فيها من التصحر والجفاف , ينزل المطر بغزارة بين آونة وأخرى , لكننا لا نمتلك الأفكار والمشاريع التي تؤهلنا للإستثمار في المطر.

فعلى سبيل المثال من الأفضل أن نقوم بحفر الخزانات المائية في المناطق الصحراوية (الجزيرة) , أو إقامة البحيرات الإصطناعية , التي يغذيها ماء المطر , أو يمكننا توريد الماء إليها من النهر عبر الأنابيب.

ويمكن لصاحب أي حقل أن يحفر بركة ذات حجم معقول يتجمع فيها ماء المطر.

وبإنتشار البحيرات الإصطناعية والبرك المائية , ستتأثر البيئة وتفاعلاتها , فتتعود على تواصل دورات تساقط المطر.

ذلك أن العلاقة ما بين الأرض المخضرة والمطر , علاقة وثيقة , ولا يمكن للإخضرار إلا أن يجلب المطر , ولا بد للماء أن يصنع المطر , وبإنتشار البرك والبحيرات الإصطناعية واللون الأخضر في أراضينا , فأننا سنساهم في دعوة المطر , ومدرار الغيوم المتواصل في بلداننا.

أما إذا تصحرت الأرض , وغاب اللون الأخضر , فأن المطر سيكون نادرا , ومحكوما بالأعاصير والزوابع التي قد تزورنا.

ويبدو أن التغييرات البيئية الحاصلة في الأرض , ربما ستكون ذات تأثيرات إيجابية على قدوم المطر لبلداننا , وما علينا إلا أن نستحضر الأفكار والمشاريع اللازمة لبناء علاقة إقتصادية زراعية جمالية مع المطر , لكي يتعود على زيارتنا ولا ينسانا.

فهل من مشاريع إقتصادية تستثمر بالمطر؟!!

فكروا بذلك , فأنها حقيقة بيئية , وقوانين فيزيائية تستدعي الغيوم للمطر!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here