الصوت للمالكي حصانة وطن

بقلم : قتيبة اللامي
لاسقفَ يحتضن مستقبل العراقيين سوى وطنهم اذا توفر على شروط هذا الاحتضان الحميمي المتبادل فيما يحتل صدارة هذه الشروط حصانة الوطن من مغبة الانخفاض السياسي والامني والاقتصادي الذي يجعل منه مسرحاً لصراع الارادات على حساب الوطن وأهله.
العراق اليوم رغم كل الادعاءات العريضة والمزيفة قد أصبح في دوامات هي الاخطر علينا نحن العراقيين مما يتوهم الراغبون في المضي بالمزاعم التي لاتلبث طويلاً .
كانت حكومة السيد نوري المالكي قد رفضت بشدة اعطاء قوات الاحتلال حصانة لها في البقاء على أرض العراق فما كان امام تلك القوات سوى الرحيل بعد ان دخلت براية الاحتلال المغطى من الامم المتحدة .
عمليا ً أصر المالكي على جلاء المحتل مثلما كان قد أصر على إعدام عدو العراق صدام حسين لينال ما يستحق .
فكما دخلت قوات الاحتلال من بوابات العراق بارادة دولية خرجت من تلك البوابات بارادة المالكي ذي الحساسية المفرطة من التعدي على السيادة الوطنية مع ايمانه العميق في بناء العلاقات المتوازنة مع دول العالم على أسس المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشأن الداخلي .
وفي زمن المالكي أيضا رغم الهجمات الارهابية التي تضرب المدن العراقية لاسيما العاصمة بغداد يشعر المواطن العراقي في الوقت ذاته بهيبة السلطة وحضور القانون ، ناهيك عما قدمت حكومته من خدمات كبيرة على صعيد البناء والاعمار برغم العصي التي وضعها شركاؤه في الحكم في دواليب عجلته الماضية نحو خدمة الناس .
وحتى يتبين جبين الحقيقة واضحاً تعالوا نلحظ ما حل في العراق عقب ازاحة المالكي عن حقه الانتخابي الديمقراطي والذي يعني ازاحة العراقيين عن صوتهم الذي هو أعز ،وأغلى ممن أزاحوه لأسباب ضيقة الأفق ، رديئة الأداء في وضع الحسابات السياسية في نصابها السليم .
رئيس الوزراء حيدر العبادي اكد في خطاباته وتصريحاته الكثيرة عدم وجود قوات قتالية اجنبية على أرض العراق في الحرب على داعش ، وكنا نصدق هذا الكلام لأننا لا نتوقع خلافه بنحو يسئ اليه شخصيا ً ولسمعة العراق أيضاً بصورة فاضحة ، لأن التجارب تقول أن الحاكم اذا صدق مع شعبه فقد كان أميناً على مصالحه الوطنية العليا .
وهنا اتذكر واقعة تستحق التأمل حيث عمد المالكي الى إطلاق تصريح اعتبر في وقته خطراً على حساب موقعه ومستقبله السياسي. لكنه أصر على مصارحة العراقيين بوضوح حين قال (( انني لا استطيع تحريك سرية في الجيش العراقي )) لما حاصرت القوات الامريكية مدينة الصدر ليسجل بذلك ادانة صارخة لذاك الحصار ، الأمر الذي أحرج في حينه ادارة البيت الابيض فسارعت الى الايعاز لقواتها بفك الحصار عن نحو ثلاثة ملايين نسمة .
وماذا بعد المالكي ؟
بكل عبارات الصدق اتضح ان تاكيد العبادي على عدم وجود قوات قتالية اجنبية لاصحة له، والصحيح ايضا ان زمن العبادي وبفترة قياسية كان شكل عودة لقوات احتلال وبناء قواعد احتلال على المكشوف ، وهو امر سيدفع العبادي ثمنه باهضاً في الساحة الانتخابية ؟
في زمن المالكي لاسطوة للعشيرة على الدولة فيما لاحظنا قبل ايام معدودة معركة بالرصاص الحي بين عشيرتين كانت ساحتها جامعة بغداد !
لست في وارد المقارنة بين زمنين لأن هذا الموضوع طويل ،بقدر ما اردت ايضاح السبب الحقيقي الذي يدعوني كمواطن عراقي الى أن أضع صوتي أمانة فيمن يصون الأمانة بصدق وشجاعة وإخلاص لأن في ذلك حصانة وطن .
————-

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here