إلى الإعلام مد الجهل كفا

إلى الإعلام مد الجهل كفا

قفا نُزجِ الثناءَ مسلمينا ** على الإعلام بل ومعظمينا

جلالتَه فإن هي قد تسامت ** تسامى الصدقُ والإنصاف فينا

فما الإعلامُ إلا نهجُ وعيٍ **بنور الوعي من جهل يقينا

إلى حسن الحديث به انتسابٌ **وليس بلاغُهُ إلا مبينا

خصيصتُه سدادُ القول حقا ً **سوى صورِ المباهج لا يرينا

هو المحراب للألباب أمسى ** إذا ولجته يزجي لها يقينا

وما هو للنفوس سوى انشراحٍ ** وإن ظمأت لها يغدو مَعينا

تعاضدُه الحقيقةُ باعتدال ** لتبطلَ دعوةً للمدعينا

وذاكرةُ الزمان به استضاءت ** وما أبلته بل أبلى السنينا

كما اللألاءِ أسفر في الدياجي ** أخا العقلاءِ ليس الغافلينا

كأنَّ صهيلَ مهرته ابتهالٌ ** يغازل شدوُهُ المتهجدينا

لعمري إن أغارت في نزال **ستلجم باليراع مراوغينا

فلولا يقظةُ الإعلامِ ساخت ** بنا ارض الثقافة وابتلينا

يموج بفيض باطنه جمال ٌ ** وظاهرُه يَسرُ المبصرينا

تآخى مع الصراحة باقتران ** اصطفته لصونها درعا حصينا

وراودت الخديعةُ فيه قدسا ** ليألفَها وتحسبُه مُعينا

وودت أن يعاشرَها فيُغوى ** أبى إلا لأنْ يبدو رصينا

ومن صدق النزاهة صاغ عقدا ** لجيده زاهيا غضا ثمينا

ولكن غفلةً مُدّت أيادٍ ** إلى الإعلام كي يضحى رهينا

وتنزع منه ثوبَ النسكِ عمدا ** وتَسلبُه عفاف الصادقينا

غزته جهالة ٌفي جوف ليل **وليلُ الجهل صيره هجينا

بتابوت التنازع قد تسجى *** وسَعَّرَه لظى المتطفلينا

وسيق إلى المتاهة والدياجي ** ولم ينفعْه ندبُ مثقفينا

وشيعه التمادي من ولاة ** قد انتخبوا لسوقه جاهلينا

وللأمراء والملاك أضحى ** سفينتَهم وصاروا الراكبينا

ببحر غرورهم كي تسري بغيا **ويوهموا بالوعود الغارقينا

هم اتخذوا الضلال لهم خليلا ** ليطعنوا بالخليل المتقينا

ألا ويحَ الزمانُ بكفِّ قبحٍ ** يصافح من يمدُّ له يمينا

يقلب في سجله طيَّ حُمْقٍ** ويطوي صفحةً للمبدعينا

ويخذل صاحبَ العلم المعلى * *وينصرُ جاهلا نصرا مبينا

حسن كاظم الفتال

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here