العراق.. 241 حالة إصابة مُسجلة بالإيدز ومخاوف من تفشي المرض

يبلغ عدد المصابين المسلجين رسميا في العراق بمرض نقص المناعة البشري (الإيدز) 241 مصابا، لكن ثمة مخاوف من تفشي المرض؛ بسبب التقاليد الاجتماعية، التي تمنع بعض المرضى من إجراء الفحوصات الطبية.

وعلى مدى الأسابيع الماضية تحدثت تقارير صحفية، نقلا عن مصادر مُجهلة في وزارة الصحة العراقية، عن تفشي واسع للمرض، خاصة في بغداد، مرجعة السبب الرئيسي إلى ضعف الرقابة الصحية.

وكان العراق استودر أكياس دم من شركة “ماريو” الفرنسية، عام 1986، لعلاج مرضى “الهيموفيليا” (نقص الدم الوراثي)، وهم 238 مريضا، وبعد عامين توفى 199 منهم، وتبين لاحقا أن الدم كان ملوثا بفيروس الإيدز.

وتشدد وزارة الصحة العراقية على أن عدد المصابين المسجل رسميا في قواعد بيانات الوزارة لا يزال أدنى بكثير من المستوى المحدد عالميا.

مراكز للفحص والمشورة

وقال مدير عام المركز الوطني للإيدز التابع لوزارة الصحة، بهجت السعيدي، إن “الأرقام المسلجلة في بيانات وزارة الصحية هي 241 مصابا بالمرض في عموم البلاد (حوالي 37 مليون نسمة)، بينها 95 حالة إصابة تم اكتشافها العام الماضي”.

وشدد على أن “العراق لايزال خارج الدول المصنفة على أنها تعاني من تفشي مرض الإيدز، فعدد الإصابات لا يزال منخفضا عن إصابة واحدة بين 100 شخص، كما أن الإصابات الموجودة في العراق أقل من نظيرتها المسلجة في دول الجوار”.

وأوضح السعيدي أن “الإصابات الجديدة بمرض الإيدز لا يكمن الجزم بأنها إصابة مؤكدة، ما لم يتم إنجاز تقرير من جانب فريق التحري الوبائي، والذي يؤكد وجود إصابة بالمرض من عدمها”.

ولفت إلى أن “وزارة الصحة افتتحت في جميع المحافظات مراكز للفص والخدمة والمشورة، وهي مراكز تقدم خدمات مجانية للجميع”.

ودعا المسؤول العراقي المواطنين إلى “التوجه إلى مراكز الفحص والخدمة والمشورة لإجراء فحوصات مرض الإيدز، لضمان عدم انتقال المرض إلى أفراد عائلة المصاب، ومنح المصاب تعليمات صحية بصورة متواصلة”.

وقرر البرلمان العراقي، عام 2012، منح راتب شهري لمريض الإيدز يبلغ 500 ألف دينار شهريا (نحو 400 دولار).

وبلغ عدد المصابين بالإيدز حوالي 35 مليون شخص في العالم بنهاية عام 2013، بحسب المنظمة الدولية.

إصابات جديدة

فيما كشف مدير عام صحة منطقة الكرخ في بغداد، جاسب الحجامي، عن تسجيل حالات إصابة جديدة، وأعرب عن تخوفه من خطورة وجود حالات إصابة غير مشخصة من جانب الوزارة.

وقال الحجامي إن “ست حالات مصابة بمرض الإيدز تمم رصدها منذ بدء العام الجاري، هي: أربع حالات لعراقيين، وحالتان لأجنبيين”.

وأضاف أنه “يتم في الغالب اكتشاف المصابين بالإيدز مصادفة، خلال التبرع بالدم.. وأغلب أسباب الإصابة يعود إلى الاتصال الجنسي، والأدوات الطبية الملوثة”.

وأوضح الحجامي أن “خطوة مرض الإيدز تكمن في أنه ليس له علاج، ويمكن أن يهدم البنية الاجتماعية”.

ووفق منظمة الصحة العالمية تسبب فيروس الإيدز في وفاة ما يزدي عن 39 مليون شخص في العالم، منذ اكتشافه في يونيو/ حزيران 1981.

ولم يتم حتى الآن اكتشاف علاج يشفي من العدوى بفيروس الإيدز، لكن بإمكان المرضى به أن يسيطروا على الفيروس، ويتمتعوا بحياة صحية ومنتجة، بفضل استعمال العلاج الفعال بالأدوية المضادة للفيروسات من أجل مكافحته.

فحوصات الوفدين

وضمن إجراءاتها للوقاية من ومكافحة الإيدز، فرضت وزارة الصحة العراقية على جميع الوافدين إجراء فحص الإيدز، للتأكد من سلامتهم من المرض.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، إن “كل وافد إلى العراق أمضى 10 أيام في البلاد يجبر على إجراء فحص السلامة من الأمراض الانتقالية، ومنها الإيدز.. والوزارة تعمل وفق خطة للتوعية من مخاطر المرض”.

وأوضح البدر أنه “في حال اكتشاف إصابة بمرض الإيدز فإن فريقا طبيا يتوجه إلى مكان المصاب، ويجري فحصا دقيقا، ويحصل على المعلومات الكاملة عن المصاب، وتتعهد الوزارة بسرية البيانات الشخصية لجميع، فلا يمكن لأحد الإطلاع عليها”.

ومراعاة للتقاليد الاجتماعية وخوفا من نظرة المجتمع يرفض بعض المصابين بالإيدز إجراء فحوصات طبيعة، تمهيدا لبدء مرحلة المتابعة الصحية.

وفي الأول من ديسمبر/ كانون أول سنويا تحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز، للتوعية بمخاطر انتقاله وسبل الوقاية منه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here