تاء الحكمةِ المربوطة، تُلامس تاء الإنجازات

حسين نعمة الكرعاوي

وِجدت التاء المربوطة للتفريق بين الإناث والذكور، ولكن تاء الحكمةِ المربوطة، جاءت عنوانًا للتحرر والتمكين، والإيمان الصادق والبصيرة الواضحة بمبدأ الاستحقاقات، وأبت أن تكون علامة تفريق بين الأثنين، فلكل فئة حق التمثيل الانتخابي والمشاركة الوطنية الواسعة، وضمن النسب المُحددةِ لها، ولا يختلف أثنان على تِلك الأستحقاقات، خصوصًا اذا كانت وسط اجواءٍ تيارية تؤمن بمبدأ التغيير.

تاء الأنتخابات، 90% نسبة الوجوه الجديدة، الخطوةُ التي لم يتجرأ على فعلها أي توجه أخر، النسبةِ التي كسرت الحواجز التيارية، وأوصلت رسالة واضحة وصريحة، أن تيار الحكمة هو المحتوي الأكبر للكفاءات المستقلة، وأن قواعده الوطنية الرصينة، لا يمكن كسرها لانها ليست مجرد حبرًا على ورق، فالترجمة الفعلية بالأرقام والأفعال تجاوزت كل الحدود المتعارف عليها في الاحتواء.

نسبة مشاركة الشباب التي وصلت 40% في قائمة الحكمة الوطنية ما هي الا البرهان الأكبر، والمشروع الأعظم للتمكين الذي لم نشهده مُسبقًا، ذلك التمكين الذي تغنى بهِ الكثيرون، وأعتلى منصات العديد من الأحزاب والتيارات، ولكنه ظل يلوح في أفق أحلام الشباب فقط، ولم يجد مستقرًا لهُ طيلة السنواتِ السابقة.

تاء الوحدة المُنفصلة، جاءت بنكهةٍ وطنيةٍ بأمتياز لتكون متصلة في هذا التيار، فالخليط المُنوع لِكُلِ الوانِ الطيف العراقي، هو ما يُميز تيار الحكمة، عكس التوجهات البقية التي نجدها تتميز بلغة الانغلاق على فئة أو طائفةٍ معينة.

تاء المرأة التي جاءت في نهاية الكلمة، تتقدم للأمام بنسبةِ 25% مرفوعة الرأس بتمثيلها المُستحق، خصوصًا في ظِل النخبة الأكاديمية المُعبرة عن إرادة المرأة وأستحقاقها النصف مجتمعي.

أتركوا تاءات التمكين ودعونا نتكلم بتاء الحسابات، لو سخرنا كُل تِلك الإمكانيات المذكورةِ أنفًا، ومزجناها ببرنامجًا إنتخابيًا تنمويًا شاملًا لكل القطاعات، يضم أولويات المرحلة القادمة ومتطلباتها، وضمن الأستحقاقات المعهودة لِكُلِ شبرًا من هذا البلد، ما هي حظوظ السير بهكذا مشروع، وبهكذا طاقات في ظل كل ذلك التمكين؟

الجواب يكمُن في وضع أسس السلطةِ في الزمكانية المناسبة، ووضع الثقةِ بالأشخاص الحافظين لها، فالوضع لا يتطلب نُسخًا مكررة من الحكومات السابقة، ولا يقبل القسمة على أثنين في مسألة ضرورة التعايش السلمي ونبذ كل مظاهر التطرف والكراهية.

من نختلف معه بالرأي نلجأ معه للغة الحوار ونعتمده أساسًا واضحًا وصريحًا في حل مشاكلنا وأختلافاتنا، ولا نُسير العملية السياسية بمنهجية فاقدةٍ للمهنية والعمل الكفوء، والتغاضي عن اخطاء المراحل السابقة مهم جدًا في رسم سياسة التعاطي مع المرحلة المقبلة.

تيار المئة سنة، يُداعب أحلام الإنجازات، وسيتمكن منها، لانهُ يثق بمشروعهِ البناء، وبرجاله القادرين على أدارته، وبالتمكين المناسب للسير فيه بخطواتٍ واثقةٍ وعملية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here