شعيرة عزاء الشور ..غوص واقعي بأعماق ألم المصيبة

أحمد الركابـــــي

شباب الأمة عصب الحياة وقيوم المجتمع، فبصلاح هذا النشء تصلُح الأمة، وبفساده وسوء تربيته يعم الفساد للناس أجمعين. مرحلة الشباب من أعظم المراحل شأنا، لماذا؟ لما يتمتع به الشاب من وقوة وذكاء، وصبر وتحمل، الشباب هم عماد النهضات، وهم أهل العزائم والشجاعة والإقدام والتضحيات
ولهذا أمر الشارع بالاهتمام بالشباب وتهيئتهم لتحمل مسئوليتهم ورسالتهم في هذه الحياة، وإن الاعتناء بالشباب وتربيتهم مسلك الأخيار وخلق الأبرار من هذه الأمة، وإن تضيعهم وإهمالهم خطر عظيم، فالأمة تفسد بفساد أجيالها، وما يتمكن الأعداء منها إلا بالتأثير على صغارها ونشأها. وإن الاهتمام بتربية الشباب وصلاح قلوبهم خُلُق أنبياء الله المرسلين.
قال الله جلَّ وعلا عن إبراهيم عليه السلام أنه قال:
(وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) فسأل الله أن يجنّبه وابنه عبادة الأصنام، مع أنه كسر الأصنام ودعا إلى توحيد الله جلَّ وعلا، لكن من باب التضرع إلى الله والالتجاء إليه وعدم الثقة بالنفس قال:
(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).
عزيزي المسلم، إن الإسلام اهتم بشأن الشباب، وأرشد الأمة إلى المحافظة على هذا النشء وإعداده إعدادا صالحًا لتحمله مسئوليته المناطة له ، وليعرف وظيفته وشأنه،
إن مسألة الاهتمام بالنشئ الجديد من ناحية زرع مفاهيم روحية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقضية المجالس الحسينية عن طريق إشراك الشباب في برامج تربوية لا تقتصر على محرم وإنما تمتد على طول السنة بحيث يستشعر الشباب روح النهضة الحسينية ويعملون على تجسيدها بممارسات إنسانية وتعايش سلمي وتصرفات سويّة بناءة

فحقيقة الأمر أن شعيرة عزاء الشور والبندرية من الشعائر التي تعطي الغوص في معرفة واقعية الشعور الأليم حول مصائب أهل البيت ( سلام الله عليهم أجمعين ) وهذا ما أكد عليه المحقق الأستاذ الصرخي حول إقامة شعيرة عزاء الشور وحث الشباب الى حضور هذه المجالس وإقامتها كونها تأثر على مشاعرهم تجاه الثورة الحسينية وتشدهم الى التمسك بدينهم القويم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here