تواشيح عند باب الرحمة الجزء الأول

طلب مني أن أكتب تعليقا لفلم صُوِّر بطريقة التصوير الموسع ( البانوراما ) للعتبة الحسينية المقدسة فابتدأت القول بدعاء الإمام الحسين صلوات الله عليه ثم انطلقت

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم أنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كُرْبٍّ ورَجائي في كُلِّ شِدَّةٍ وَأنْتَ لي في كُلِّ أمْرٍ نَزَلَ بي ثقةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هم يَضْعُفُ فيه الفؤادُ وتَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ وَيَخْذُلُ فيه الصديق وَيَشْمَتُ فيهِ العَدُوُ أنْزَلْتُهُ بِكَ وشَكَوْتُهُ إلَيْكَ رغبة ًمني إليك عَمّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفْتَهُ ، فَأنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصاحِبُ كُلِّ حسنة وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ فَلَكَ الحَمْدُ .

** منطقةُ بين الحرمين الشريفين **

موطنٌ بزغ منه فجر الهدى وشع منه وهجُ الفداء للعقيدة وتفجر يَنبوع القربان المحمدي لدين الله لينزف نورا وآيا .. منطقة بين الحرمين الشريفين بقعة لا مكانَ شبيهًا لها..لقد منحتها الزهو والعنفوان والمجد والكرامة عقيلة ُبني هاشم زينبُ الكبرى سلام الله عليها وأحالتها أختا للصفا والمروة… يوم سعت فيها كلبوة تدافع عن أشبالها وقطعت شوطا لم يقطعه من قبلها أحد.. حتى انحنت على أقدس وأشرف وأطهر جسد وهو جسدُ سيد شباب أهل الجنة سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليه. انحنت تظلله مؤازرة ً بظلالها هذا جهاده القدسي وتبارك له قبول السماء .. باسطة كفي حنينها مخاطبة السماء َبقولها : اللهم تقبل هذا القربان .هنا في هذه البقعة قدمت الرسالة المحمدية قربانها . فحق لهذه البقعة المباركة أن تزهو بالقداسة والشرف والعنفوان والكبرياء

**الروضة الحسينية المقدسة **

ليست إلا بقعة ًمن أطهر البقاع .. موطنا ًتحف به الملائكة … وتحج إليه الأفئدة حين تستطيع سبيلا .. قلوب تهوي على عتبات القدس فالملائكة المرفوفون تمسد بفيئ أجنحتها تلك القلوب لتمسح عنها غبار الهم والغم ودرن الحزن .

كانت أرضا قاحلة .. وراحت تبتهل إلى الله ليشرفها بزهو تنفرد به .. فاستجاب لها الله وأرسل لها حسينا صلوات الله عليه الذائد بروحه والمدافع عن دين الله . كان ذلك عام واحد وستين للهجرة الشريفة . حين قدم عليه السلام مع فتية آمنوا بربهم فزادهم الله هدى.. فتدرعوا بإيمان حقيقي صادق .. وقد وقف صلوات الله عليه على هذه البقعة ورواها بدمه الطاهر المقدس فاعشوشبت بالعز والفخر .

كانت تضحية الإمام الحسين صلوات الله عليه اكبر من أن توصف .

سُفِكَ دمُه الطاهر الزكي في هذا المكان .. فأزهر لتنتصب قبة يستجاب تحتها الدعاء ومنائر يرفع عليها ذكر الله . تشرئب لها الرقاب ليشع في العيون بريق التبر المستقر على القبة والمنائر .. وتنحني أمامها الهامات حتى تسقط منها التيجان مهما كبرت وثقلت وعظمت وغلت .

حول سيدُ شباب أهل الجنة الإمامُ الحسين صلوات الله عليه تلك الأرض الجرداء إلى جنة لا ترقى إليها الجنان .

هذه الروضة المقدسة عانت من الإهمال المتعمد لإبقائها دون أي تغيير من ترميم أو تعمير أو تجميل بل عكس ذلك تعرضت للتدمير يوم تسلقت السلطة فئة باغية وجثمت على صدر كل متمنٍ للعيش الرغيد وآلت على نفسها أن تجرد الإنسان من فطرته وتحارب مجبوليته على الخير وما يرنو إليه من كرامة وسعادة .

كاد دخول هذه الجنة في أحايين كثيرة أن يكلف الوافد إليها حياتَه أو ما دونها

حتى أذن الله أن يبرح أولئك الطغاة الأرضَ ويساقوا إلى سقر وبئس المصير وتعودَ الأيادي البيض إلى عهدها فتتشرف مخلصة لخدمة خالصة لوجه الله تعالى في هذه الروضة المقدسة . تلك هي يد المرجعية الرشيدة . وكانت قد بسطت من قبل لكن حاول الطغاة العتاة سلب تاج كرامتها ولم يفلحوا والحمد لله إذ هي أحق أن تكون يدها مبسوطة في هذه الجنة .

فأضافت على جمال معالمها جمالا يليق بجلالها وقدسها .

وقد وضعت أول عمارة

للحديث صلة

حسن كاظم الفتال

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here