بسم الله الرحمن الرحيم
من المفارقات العجيبة .. (بان من يحب العراق) هم اساس مشكلتنا .. وسبب كوارثنا.. وهم (الخطر الاكبر).. ومن يجب (الحذر منهم).. وليس من (يكره العراق او يضوج منه) فهؤلاء (هاجروا من العراق .. واقاموا خارجه ولم يرجعوا).. (لانهم انزعجوا من كوارثه وعدم امانه).. (وهناك من ضاج من العراق من كثرة ازماته المتطايره داخل حدوده ولخارج حدوده.. فوضع الاسلاك الشائكة والخنادق مع حدوده.. كالسعودية والكويت)..
فصدام، ونوري المالكي، وابراهيم الجعفري، واياد علاوي، وعبد السلام عارف ، وعلي حسن المجيد، وعزة الدوري، ومحمد حمزة الزبيدي.. وعبد الفلاح السوداني، وماجد النصراوي.. ومقتدى الصدر، وعمار الحكيم، والزرقاوي واسامة بن لادن والخامنئي وسليماني.. الخ.. بل حتى (الانتحاريين).. وامثال هؤلاء .. (مخطئ من يضن انهم لا يحبون العراق، بل يحبونه ويعشقونه).. ولكن تكمن الكارثة بان لكل منهم (نظرة خاصة للعراق الذي يحبه.. فعمل على ان يكون العراق كما يحب هو.. وليس كما يحب الاخرين)..
علما هناك نوعين من محبي العراق (هناك من يحب العراق كارض وثروات .. ما بباطنه وما على سطحه).. (والنوع الثاني.. من يحب العراق كارض .. ولا يحب ما فوقه.. سكانه).. فهؤلاء كليهما ..حكموا العراق .. وهم وراء الفساد بالارض، والدماء التي سفكت، والدمار الذي لحق به..
بصورة ادق (فهناك من يحب العراق.. ولكن بلا كورد ولا سنة).. (وهناك من يحب العراق ولكن بلا شيعة ولا كورد).. (وهناك من يحب العراق ولكن بلا مسيحيين ولا يزيديين ولا شيعة ولا صائبة).. وهناك من يحب العراق (بعربه دون القوميات الاخرى).. (وهناك من يحب العراق بمسلميه وليس باديانه الاخرى.. على ان يحكمه طائفة من المسلمين دون اخرى).. (وهناك من يحب العراق ولكن خاضع لولاية الفقيه، وهناك من يحب العراق ولكن خاضع لدولة الخلافة الاسلامية، وهناك من يحب العراق كاقليم تابع للامة العربية، وهناك من يحب العراق ولكن بلا كوردستان).. وهكذا..
وهذا يرتبط بان من يحب العراق يرفع شعار (نموت ويحيى العراق).. اي (عراقهم لا يحيى الا بالدماء) ولا نعلم لماذا ليس (نموت يموت العراق، نحيى يحيى العراق).. (لماذا عراقهم لا يحيى الا بالدماء) كدراكولا (مصاص الدم).. فعراقهم بالنسبة لهم (وثن) يجب ان (تستنزف الدماء كقرابين لا تنقطع له) لان (وثنهم لا يشبع من الدماء).. والاصح (وكلاء الوثن، حكامه وسياسييه وقادته ورموز كتله السياسية ومعمميه.. تعتبر الارض اقدس من الدم.. وليس الدم اقدس من الارض).. رغم (ان الدماء اقدس من الكعبة.. و لكن لديهم وهم الاوطان اقدس من الدماء.. للموت ذودا عنه الى ما لا نهاية.. ليحيى المعممين الكبار، والقادة السياسيين الحاكمين وعوائلم بالامان وبحبوحة العيش والسيارات المصحفة وارتال الحمايات).
فاليس هم (للجنة جسر، وذاك مختار العصر، وذاك قائد الامة العربية، وذاك خليفة المسلمين في ما يسمونه حاضرة الخلافة العراق، وذاك ولي امر المسلمين في عاصمة.. امبراطورية ولي الفقيه بغداد، وغيرهم يعتبرون كتلهم مثل اهل الكساء، ومن هم الامناء على الامانة العراق.. وذاك يعتبر العراق جمهورية خالدة وزعيمه الخالد.. وذاك يعتبر العراق ساحة و جبهة لمحور الممانعة التي تتزعمها دولة اجنبية ايران.. الخ من الالقاب والاوصاف الخنفاشية).. فالعراق باقي (ما زال هم باقين).. وليس (العكس)..
(فهم يعتبرون) (اوهام الاوطان اقدس من الدماء والسماء معا).. وهم لا يدركون بان (اوطانهم ليست اوطان.. بل مشاريع استعمارية رسمها المستعمر الانكليزي والفرنسي بمباركة روسية قيصرية ببداية القرن الماضي) هي (اوطان سايكيس بيكو).. التي يراد ان يكون لها (كلاب حراسة تحمي حدود الشرق الاوسط الانكلو فرنسية.. اي تحمي حدود من رسمها المستعمرين للمنطقة .. المتمثله بالقوى الكبرى الاستعمارية).. بعد انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من المنطقة.. فكان لا بد من نشر (ثقافة حب وهم الاوطان).. ليكونون (كلاب الحراسة المخلصين لخرائط المستعمرين).. الذين من المفارقات ايضا.. هؤلاء الكلاب .. (يهاجمون المستعمر، وبنفس الوقت يدافعون عن نتائج سياساته).. وينطبق عليهم (أأخبركم الاخسرين اعمالا الذين يسعون بالارض ويعتقدون هم يحسنون صنعا.. وهم في الاخرة بالعذاب)..
والمصيبة الاخرى .. بان (من يحبون العراق) هؤلاء. .مشبعين بنظرية المؤامرة.. (فدليهم كل خير يأتي من داخل العراق، وكل شر ياتي من خارجه).. والمفارقة بان (هؤلاء تناسوا بان كل اديولوجياتهم القومية والاسلامية.. جاءت من خارج الحدود وليس من داخله.. كالناصرية من مصر.. والبعثية من سوريا.. وولاية الفقيه من ايران.. والشيوعية من روسيا.. والخلافة الاخوانية من مصر).. الخ.. ويعتبرون جميعا.. (اي نشاط داخل العراق ضمن داخله فقط.. شعوبية صهيونية.. واقليمية ضيقة).. والمفارقة ايضا (بان اصحاب نظرية المؤامرة من قوميين واسلاميين ومقاوميين ومجاهدين) اختزلوا كل شيء (بان وراءه اسرائيل) ليكونون من حيث لا يعلمون (ادوات لخدمة اسرائيل ومصالحها).. من حيث (الاتهامات الموجهة لاسرائيل من قبلهم).. مثال:
1. بوقت اتهام اسرائيل تريد اثارة الطائفية، نجد المعادين لاسرائيل (كاتباع ولاية الفقيه الايرانية، يتبعون نظام طائفي ديني بطهران).. (ودعاة دولة الخلافة الاسلامية السنية “الاخوانية” التي طبقها تنظيم الدولة داعش، كذلك يتبنون مشروع طائفي سني).. (القومي العربي، يتبنى مشروع عنصري يرفض الاخر على اساس قومي).. (الاحزاب الفاسدة ببغداد، اسلامية وقومية) تتبنى المشروع الطائفي السلبي.. والعنصري معا .. الخ.
2. يتهمون اسرائيل بانها تريد تدمير المنطقة ومدنها.. لنجد من دمر حلب وحماة وحمص والموصل والفلوجة الخ.. هم اعداء اسرائيل بصواريخهم وطائراتهم ودباباتهم (كالنظام السوري البعثي القومي العربي، ومليشيات ولي الفقيه الايرانية كحزب الله ومليشيات بالحشد، والمعارضة السورية، وداعش).. الخ.. وهؤلاء (هم امثلة لاعداء اسرائيل).. وهم سبب خراب شعوبهم ودولهم..
3. يتهمون اسرائيل بانها تريد تقسيم دول المنطقة.. والمضحك ان (اعداء اسرائيل دعاة الوحدة) هم سبب كوارث المنطقة.. واي وحدة.. (دولة الخلافة الاسلامية الكبرى.. لوحدة المسلمين من الصين للاطلسي).. (دولة ولاية الفقيه الكبرى، من طهران للمتوسط للمندب).. (دولة عربية كبرى من المحيط للخليج القومية من بعثية لناصرية.. الخ) وجميع هؤلاء اقترفوا ابشع الجرائم ضد شعوب المنطقة.. ولا ننسى (دعاة وحدة العراق.. ودعاة وحدة سوريا).. دمروا تلك الشعوب و مدنها وطوائفها بابشع الطرق بفوهات المدافع والدبابات والصواريخ والبنادق.. تحت شعارات الوحدة.. (فوحدة الدول التي تعادي اسرائيل .. تتوحد قسريا بفوهات الدبابات.. وليس بارادة شعوبها.. ).. ليتبين بان (تقسيم دول المنطقة بتمزيق خرائط الشرق الاوسط القديم.. هو ما يهدد اسرائيل.. وليس وحدة تلك الدول).. ان كانت اسرائيل تريد الشر لشعوب المنطقة..
4. يتهمون اسرائيل بانها (وراء الانظمة الدكتاتورية كنظام صدام والقذافي وحسني الخ).. ليتم اسقاط هؤلاء بدعم غربي، وبعد سقوطهم.. ايضا يتهمون الغرب بوصول الطائفيين، بوقت من انتخب الاخوان الشياطين ومرسي بمصر هم عشرات الملايين من المصريين، ومن انتخب الفاسدين الاسلاميين ببغداد ملايين من الاصابع البنفجسية.. ليتبين بان الشعوب مصابة بوباء نظرية المؤامرة.. ليعلكون فشلهم على علاكة الاخرين..
5. يتهمون اسرائيل بان دخول امريكا للعراق لمصلحتها.. في وقت اسقاط صدام مكن شيعة من المشاركة بالحكم.. ودعم عملية ديمقراطية انتخابية حرفتها ايران عن مسارها لمصالحها .. وقضى على نظام دكتاتوري.. (في وقت اعداء اسرائيل كانوا يقيمون علاقات مع صدام كايران وسوريا وحماس.. الخ). . واعداء اسرائيل هم من دعموا الارهاب والمليشيات باسم (المقاومة) باعتراف المالكي الذي اتهم سوريا بدعم الارهاب وتدريبه وجذبه من كل دول العالم لسوريا الاسد منذ عام 2003 لعام 2011.
والمفارقة العجيبة الاخرى.. (انهم ينادون بالعراق، ويرفضون اقلمته لفدراليات.. وبنفس الوقت هم باديولوجياتهم يعتبرون العراق اقليم بحد ذاته.. تابع للغير، فالقومي العربي الناصري يعتبر العراق (اقليم تابع لمصر باسم الجمهورية المتحدة) يتزعمه اجنبي مصري جمال عبد الناصر زعيم مصر بزمنه، والبعثي يعتبر العراق (قُطر) من (الاقطار) التابعة لاوهام (الوطن العربي والامة العربية)، والاسلامي الشيعي والسني .. يعتبرون العراق (ولاية) تابعة للامة الاسلامية (ودولة الولاية الخامنئية).. والسني يعتبره (ولاية تابع لدولة الخلافة الاسلامية).. بمعنى (الاسلامي الاصرة الوطنية لديه الاصرة الدينية).. (القومي الاصرة الوطنية لديه.. هي الاصرة القومية).. ((القومي يعتبر وطنه هو الوطن العربي الوهمي.. والعراق مجرد اقليم او قُطر.. تابع له).. (الاسلامي يعتبر وطنه هو الدولة الاسلامية الكبرى (الخلافة او ولاية الفقيه)… والعراق مجرد ولاية او امارة تابه لدولهم الوهمية الخارجية)..
ومن المفارقات الاخرى.. بهذا السياق.. (النظرة لداعش نفسها).. فمشكلة الشيعة مع داعش.. ليس لانه كفر المسيحيين واليهود واليزيديين .. بل مشكلته ان داعش كفرة الشيعة انفسهم تحت وصف (الرافضة).. ومشكلة السني المعارض لداعش السنية.. ليس لانه كفر اليزيدي والشيعي والمسيحي واليهودي وغيرهم.. بل مشكلتهم انه كفرهم لمجرد معارضتهم للتنظيم بوصف (المرتدين).. اي لو داعش لم تكفر الشيعة.. ولم تصف معارضيها من السنة بالمرتدين.. (لما وجدنا اي معارضة شيعية سنية لداعش).. (فالقران مفرخة التكفير.. فكل غير مسلم اما كافر او مشرك.. حسب القران نفسه).. (فلماذا نلوم داعش والقاعدة على تكفير من كفرهم الاسلام والقران نفسه)..
فالمشكلة القران نفسه.. هو المنبع (التكفير) والقران منبع الارهاب (وارهبوا عدو الله وعدوكم)؟؟ (يعني ليس فقط عدو الله ان نعاديه؟؟ بل عدوكم؟؟ ) اخذ راحتكم وحملوها ما تريدون.. كل ذلك لان الاية (غير محكمة اصلا) رغم خطورتها.. التي تجب (ان تكون محكمة).. وليس (متشابهة)..
ومن المفارقات كذلك .. (النظرة للقوات الامريكية بعد عام 2003) بالعراق.. فهناك من يعتبره (احتلال)؟؟ بوقت (غالبية الشيعة والكورد) يعتبرون سقوط صدام (يوم تحرير) وليس يوم (احتلال).. (فتصبح الاداة التي اسقطت صدام.. احتلال.. ولكن سقوط صدام بحد ذاته تحرير)؟؟ ليدخل هؤلاء بالتناقضات والكيل بميكالين.. في وقت لا يمكن الفصل بين الاداة وسقوط صدام.. فكلاهما واحد.. ليدخل المجتمع بتناقضاته.. ليصبح من يعتبر يوم اسقاط صدام تحرير (خائن).. ولكن (من يعتبر يوم سقوط صدام او 9 نيسان احتلال) وطني ؟؟ ومجاهد؟؟ومقاومة؟؟ لرفعهم السلاح ضد القوات الامريكية التي سقطت صدام.. ويتم تخوين من فرح بسقوط صدام بتهم العمالة والخيانة.. اي (من يحب العراق.. يعتبره احتلال.. ومن يحب الشيعة والكورد يعتبره تحرير)..
اي من لا يحترم مشاعر المظلومين الكورد والشيعة.. يعتبره (احتلال) ومن يحترم مشاعرهم (يعتبره تحرير).. ويمكن معرفة ذلك بطرح سؤال (الم يكن الشيعة والكورد مضطهدين).. الجواب نعم فماذا كنتم تعتقدون من المظلوم ان يعتبر من (اسقط من ظلمه)؟؟ اليس تحريره.. لندخل بمرحلة (التناقضات داخل كل فئة نفسها.. ).. فنجد الشيعة والكورد يعتبرون سقوط صدام بداخلهم تحرير.. ولكن نجد على لسان بعضهم يعتبرون امريكا التي اسقطت صدام “احتلال” ويعادونها.. في وقت العداء ضد امريكا.. لم يكن منطلق من مصالح الشيعة العرب ومنطقة العراق (بل من مصالح الطامعين ايران والقاعدة وداعش .. والمتضررين من اسقاط صدام من جهة اخرى كالسنة الذين كانوا بالحكم.).
بمختصر القول يتهمون الاخرين بالخيانة ومشاريعهم هم انفسهم خيانية.. وليس من يتهمونهم.
تنبيه:
نشير (بان المصريين الذين هم العن كارثة حلت على العراق.. هؤلاء يدعون بانهم يحبون العراق.. ولكن اي عراق يحبون.. يحبون عراق الثمانينات حيث شباب ورجال العراق بالحروب والجبهات والسجون.. وتم تسليم الداخل بالعراق واعداد كبيرة من نساءه.. اضافة لسوقه الداخلية لطوفان مليوني مصري جارف، كسنومي تعرض له العراق بالثمانينات، مقابله شباب ورجال العراق يعودون بتوابيت للمقابر من الجهبات) ، ليعيث المصريين الجريمة و انتهاك الحرمات والجرائم و المخدرات والمصائب على شعوب منطقة العراق والعراق نفسه.
واليوم ايضا يحلم المصريين (لعودة ملايين المصريين بعنوان عمالة.. ضمن شروط مصرية).. (شباب ورجال العراق يجندون كجنود وشرطة ومرتزقة بمليشيات، ويتم تسليم المصريين العقود وفرص العمل.. كما تخطط لذلك تحالف شركات مصرية وسعودية، بهذا الشان.. بهدف التلاعب الديمغرافي مجددا بالعراق ضد الاكثرية الشيعية العربية فيه).. وايران تحب العراق (كحارس البوابة الغربية لايران بالمنطقة).. (والدول العربية السنية، تحب العراق .. كحارس البوابة الشرقية لما يسمونه الوطن العربي).. وهكذا.. ليتبين بان محبي العراق هم الشيطانين.. وهم الداء وليس الدواء.
………..
واخير يتأكد لشيعة منطقة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة منطقة العراق)…. بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
https://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
………………………
سجاد تقي كاظم
&n 2:�