الدوافع الخفية لحروب المنطقة

من المعطيات الجارية في منطقتنا العربية يتضح جليا ان ما اصطلح عليه من تصادم الحضارات ماهو الا نظرية جديدة لاحياء مشروع قديم واقصد به استغلال ثروات الشعوب . وان النيوليبرالية ماهي الا نيوامبريالية . . خصوصا وان منطقتنا العربية زاخرة بالثروات الطبيعية الهائلة وعلى رأسها النفط والغاز . هل كانت امريكا حقا حريصة على الكويت واستقلالها عندما تدخلت لابعاد العراق عن ثروتها النفطية . واين هي اسلحة الدمار الشامل التي تسببت في غزو العراق عام 2003 . والتي اعترف الجميع في وقت لاحق زيفها ، بل كانت ذريعة مكشوفة لاحتلال العراق والعبث في المنطقة لاستغلالها وسلب مواردها خصوصا وان العراق يسيطر على 25 بالمائة من احتياطي النفط العالمي

بعد احتلال العراق تم تنصيب عناصر فاسدة وفاقدة لكل تمثيل شعبي لادارة الحكم وضمان استمرارها بشتى الوسائل بما فيها تجاهل عمليات تزوير الانتخابات واسناد الحكومة المزعومة بكل اشكال الدعم السياسي والعسكري . . مع الابقاء على الوجود العسكري الامريكي الى فترة غير معلومة بدعوى حماية العراق من عودة الدواعش او الارهابيين . . فتمت السيطرة على الثروة النفطية منذ الاحتلال الى يومنا الحاضر من خلال عقود التراخيص المجحفة وكف يد الدولة عن اغلب العمليات النفطية . مع الاصرار على بقاء نفس الوجوه الحاكمة في سدة الحكم ، لضمان كبح اي اعتراض او انتفاضة شعبية

وقد جرى ذلك بالتعاون والتنسيق مع ايران قبل عملية الغزو وبعده ثم تمكين الايرانيين من التوسع في العراق وسوريا تحت لافتة المفاوضات النووية . حتى ظنت ايران ان توسعها في العراق وسوريا هو ثمن تنازلها عن المشروع النووي وهي لاتعلم انها كانت مخلب قط لاخضاع شعوب المنطقه وردعها . وان الدور سوف يأتي عليها ايضا ولو بعد حين

كما استفادت ايران اقتصاديا من تواجدها في العراق عن طريق تزويدها بالعملة الصعبة من مزادات البنك المركزي العراقي بدخول شركات مالية تابعة او موالية لها الى المزاد والى يومنا الحاضر . . اضافة الى ان جزءا كبيرا من اموال الفساد السياسي قد ذهب اليها . ناهيك عن التبادل التجاري غير العادل معها والذي اضر

كثيرا بالصناعات المحلية التي كانت متواجدة في العراق

والثورة السورية التي كانت تطمح لنظام حكم ديمقراطي نزيه ومؤتمن كيف تم حرفها وشيطنتها وصبغها بالاسلاموية ثم وصمها بالارهاب لتسهيل التدخل الخارجي في سوريا من اجل تحقيق اهداف استعمارية ونهب ثرواتها ، فاصبحت مسرحا للتدخل السافر لكثير من دول العالم الطامعة فيها

وما تدخل قطر في الحرب الاهلية السورية الا من اجل امداد خطوط الغاز عبرها الى اوروبا . ثم قيامها باللعب على الحبال لضمان تواجدها هناك ولعب دور مؤثر فيها رغم تلكؤ مشروعها في مد انبوب الغاز عبر اراضيها

بعدها تدخلت تركيا بالحرب الدائرة هناك بحجج شتى من اجل مطامع ستراتيجية واقتصادية ايضا ، ومنها ايضا ان تركيا تعتبر الممر الرئيسي لانبوب الغاز القطري المقترح الى اوروبا والعوائد الكبيرة التي ستجنيها من هذا المشروع المقترح . . وحتى لاتخرج بخفي حنين بعد اجراء تسوية سياسية في سوريا

ثم كيف يمكن لنا ان نفهم التدخل الروسي في سوريا بعيدا عن الاطماع الدولية والصراع الذي اصبح مكشوفا بين الامريكان والروس على منابع النفط والغاز فيها . وعلى الاخص حقل كونيكو الاستراتيجي اضافة لحقول النفط الاخرى في دير الزور وغيرها . وقد اوشك الطرفان على التصادم عندما حاول مرتزقة روس مع بعض المقاتلين المحليين من الهجوم على هذه المنطقة الغنية بالغاز والنفط . وتصدت لهم الطائرات الامركية وقضت عليهم . في فضيحة لم يستطع الروس من اخفائها واعترفوا بمقتل خمسة منهم فقط في حين ان عدد القتلى المرجح يزيد على المائتين من الروس اضافة الى اعداد اخرى من انصار النظام

واسرائيل التي تتدخل بشكل خفي في الشؤون العربية الداخلية ولها نفوذ

واسع في كثير من الاطراف المتصارعة في منطقتنا العربية تسعى لضمان التخلص من المقاطعة الاقتصادية العربية . ومن ثم الاستفادة من التبادل التجاري مع الدول العربية وفتح الاسواق العربية على البضائع الاسرائيلية كنتيجة طبيعية لرضوخ هذه الدول لمنطق التطبيع بعد ان جعلت ايران نفسها العدو المباشر للعرب بدل العداء التاريخي مع اسرائيل

والجانب المهم الاخر هو ان الحروب تساهم بصورة مباشرة لترويج تجارة

الاسلحة وشركات السلاح هي المستفيدة دائما من كل الحروب . . والكارتل الصناعي العسكري يساهم في اشعالها لضمان تدفق الاموال الهائلة اليه ، والدول العربية والشرق اوسطية تعتبر من الموردين الاساسيين لهذه الاسلحة لكونها تملك المال اللازم لشرائها على الدوام ، حيث انها دول قلقة غير مستقرة يسهل التدخل بشؤونها او اشعال الحروب فيها اضافة الى جهل وتخلف شعوبها وسهولة خداعهم ودغدغة عواطفهم بشعارات اسلامية او طائفية وهمية ومغرضة

وبعد هذا كله هل يدرك المقاتلون المحليون بكل طوائفهم وقومياتهم

وخصوصا في سوريا والعراق انهم بقتالهم هذا وتضحياتهم الهائلة انما ينفذون

اجندات اجنبية ويحققون مصالح دولية استعمارية بعيدة كل البعد عن طموحاتهم الوطنية والشخصية وطموحات شعوبهم بالعيش في سلام وامان ورفاه تحت شعارات جوفاء ودعوات زائفة . وهل نعي جميعا كم من الارواح زهقت وكم من الاطفال واليتامى اصبحوا بلا مأوى ، وكم من الارامل تركت هذه الحروب . اضافة الى ملايين النساء والاطفال المهجرين والرجال المغتربين . . مع الجوع والحرمان والقهر والمهانة وقلة الاحترام .كل ذلك من اجل مصالح استعمارية ودول طامعة لاتقيم وزنا لاي اعتبارات انسانية

ادهم ابراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here