اشــترِ منـزلاً بــدولار واحـد فـقــط!

إن كانَ حلمك أن تعيش في بلدة إيطالية وسط أحضان الطبيعة الساحرة، فالآن فرصتك، فبإمكانك شراء منزل في هذه البلدة بأقل من جنيه إسترليني واحد! (أولولاي)، تقع حسب صحيفة ديلي ميل في أحضان منطقة بارباجيا الجبلية على جزيرة سردينيا، وهي تقدم 200 منزل حجري مهجور للبيع بسعر زهيد لا يقاوم: يورو واحد لكل منزل! فعلى مدار العقود الـ3 الأخيرة، انخفضت أعداد سكان البلدة إلى النصف، وبحسب موقع thelocal.it فإن البلدة لم يبقَ فيها سوى 1300 نسمة، معظمهم أزواج في أواسط العمر بلا أطفال. تعاني البلدة انخفاض نسبة المواليد فيها كل عام؛ ولهذا قرر عمدة أولولاي أن يحول دون انخفاض عدد السكان أكثر من ذلك، فأطلق حملة “بيوت بـ1 يورو” عام 2015. لكن، لا تفرحوا كثيراً بهذا الخبر، فبعدما تدفع تكلفة الشراء تلك، على المشتري أن يلتزم بتجديد كل منزل، فهي جميعها في حال يرثى لها، وذلك في حدود مدة أقصاها 3 سنوات وبتكلفة 30 ألف يورو، من بعدها وبعد مرور 5 سنوات، للمشتري أن يبيع بيته إن شاء. برغم كثرة التكاليف الإضافية، فإن عمدة أولولاي واثق بأن جمال بلدته وسحرها وعبق ماضيها سيجذب السكان الجدد إليها. يقول العمدة إيفيسيو أرباو لمحطة سي إن إن: تهدف حملتي إلى إنقاذ تقاليدنا الفريدة من الاندثار في طي النسيان. إن فخرنا بماضينا هو مصدر قوتنا، فلقد كنا دوماً أناساً عتيدين، ولن نسمح لبلدتنا بأن تموت. في الماضي، كانت أولولاي عاصمة منطقة بارباجيا وكانت ساحاتها تضج بالحركة، أما الآن فقد سكنت هذه الساحات وأقفرت بعدما هجرت العائلات منازلها، فيما غادر الشباب للعيش في المدن الكبرى. كثير من البيوت هُجِرت، وتركت ليأكلها الإهمال لعقود عدة. ولهذا، عمد أرباو إلى الاتصال بملاك المنازل السابقين، ومنهم رعاة خراف وفلاحون، وطلب منهم التوقيع على تسليم بيوتهم وممتلكاتهم لعهدة سلطات البلدة. وبعد الموافقة على مرسوم خاص، تم طرح تلك المنازل للبيع في السوق. ويبدو أن النجاح يحالف خطته الرامية إلى إحياء الاقتصاد المحلي، فقد كان أول زبون يقتنص منزلاً من طابقين بسعر أرخص من رغيف الخبز، وهو البنّاء المتقاعد فيتو كاسولا وزوجته، في ربيع 2016، فهما يعيشان على مقربة في سردينيا وكثيراً ما يزوران أولولاي، حيث استغل الزوجان الفرصة السانحة بعدما شاهدا إعلاناً في جريدة محلية. وقد أعاد كاسولا تجديد المنزل وتأثيثه بمواد صديقة للبيئة، بيد أنه حافظ على الديكور القديم. هذا وينصح كاسولا بالانتقال إلى هذه البلدة لكل من يريد “حياة مسالمة صحية” بعيداً عن الضغط. وأضاف أن البلدة تتمتع بمطبخ لذيذ وبسكان ودودين لطفاء. بعدما كثرت التقارير الإعلامية عن البلدة، بدأت السلطات فيها تتلقى طلبات شراء البيوت من شتى أنحاء العالم. فمع نهاية 2017، كانت البلدة قد تلقت 120 طلباً من بلدان عدة؛ كالولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وروسيا، ويقول أرباو إن العديدين منهم ينحدرون من الجيل الثاني لأبناء مهاجرين يريدون منزلاً في وطنهم الأم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here