المخدرات تخيف ( الاهالي ) وتقلق الجهات المسؤولة في العراق !

د . خالد القره غولي

بعد أن كان اهالي مدن العراق كافة لا يسمعون بموضوع ( المخدرات) الا من افلام المافيا اصبحت

( اليوم ) شبحا يطارد الشباب والمراهقين ويخيف الاهالي ويقلق الجهات المسؤولة لا سيما بعد ضبط كميات كبيرة منها وازدياد اعداد متناوليها لوفرتها في اماكن عدة من مدن العراق في ( العاصمة بغداد ) بشكل خاص والبلاد بشكل عام وعزا مراقبون اسباب انتشار المخدرات الى ضعف اداء ( الاجهزة الامنية ) وانشغالها بمطاردة المجاميع المسلحة ووجود جهات داخلية وخارجية مستفيدة من انتشارها في البلاد بالإضافة الى ضعف الرقابة من قبل الأهل واهمالهم لاولادهم فضلا عن البطالة التي تعد السبب الرئيس للانحراف … وتعد هذه الظاهرة الخطيرة التي بدأت تخيم على ( المدن العراقية ) وان هذه المخدرات تأتي على شكل حبوب في أكياس رسم عليها شكل طائر جارح , وتدخل هذه الحبوب عن طريق دول الجوار وتعد مركز التقاء العراق بالأردن عن طريق الرطبة والتي بدورها توصل إلى السعودية وهناك طريق آخر قريب من هذه المنطقة يوصل بالجارة سوريا ومن السهل تسلل المهربين لهذه الحبوب عبر المناطق الحدودية فضلاً عن ذلك دخول مواد مخدرة عن طريق تركيا وايران والكويت وهذا ( الموضوع ) بات يشغل كثير من أولياء الأمور وخوفهم على ابنائهم وان هذه الحبوب التي تم ضبطها داخل المدن العراقية هي مستخلصة من مواد مخدرة لا تختلف كثيرا عن الهيروين والخشخاش والكوكايين والحشيشة , وان هذه المواد بطبيعتها تصيب الخلايا الرمادية الموجودة في الدماغ بأضرار جسيمة بل وحتى تقضي عليها مما يعطي المدمن شعورا بالنشوة والسعادة الزائفة التي ما تلبث أن تزول بزوال المؤثر, وان هذه الخلايا تولد وتعود من جديد بعد مضي اقل من 24 ساعة ولكنها لا تعود بنفس العدد بل اقل بكثير مما يعني أن متعاطي المخدرات يكون عرضة لأمراض الرعاش والشلل وفقدان الذاكرة والتركيز في سن مبكر, واصحاب الشأن (المدمنون) يعترفون بالخطورة الجسيمة لما يفعلوه ولكن بعد فوات الاوان اذ قال احد مدمني المخدرات (رفض الكشف عن اسمه) (25سنة ) انا مدمن منذ خمس سنوات وانا الوحيد لوالديه واتعاطى باستمرار حتى وصلت إلى هذه الحالة المزرية , واضاف ان زوجتي هجرتني بعد أن ولدت مولدوها الأول حيث توفي الطفل بعد سبعة أيام فقط من ولادته نتيجة تشوهات خلقية في قلبه ومن جانبه افاد مدمن اخر ( 38 سنة ) بانه مهندس متزوج وله ثلاثة أطفال ولم يحصل على تعيين رغم انه دفع كل مدخراته لأحد المسؤولين لغرض التعيين . وقال اخذ خال أولادي زوجتي وأولادها لأنني لم اعد قادرا على أعالتهم بسبب المخدرات والبطالة ولا استطيع التوقف عن تعاطي الحبوب المخدرة رغم معرفتي بمضارها , واخيراً اوجه الدعوة الى ضرورة ان تؤخذ مشكلة المخدرات على محمل الجد واتخاذ الاجراءات السريعة والعاجلة للحد منها , واقامة الندوات التثقيفية والعلمية والدينية ممكن ان توضح مدى خطورت تعاطي المخدرات بمختلف انواعها وإقامة مراكز تاهيلية لمعالجة مدمني المخدرات والقضاء عليها في المجتمع قبل ان تكون مشكلة مستعصية يصعب علاجها …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here