صحيفة: داعش كدس مبالغ طائلة استعداداً لخوض معارك أخرى

كشف تقرير لمجلة ايكونوميست البريطانية، الاثنين، ان تنظيم داعش كدس ملايين الدولارات عبر المناطق التي كان يسيطر عليها واستثمر أمواله في العراق، واشترى الذهب في تركيا، وواصل تحويل الأموال إلى فروعه، استعدادا لخوض معارك اخرى.

وجاء في التقرير الذي نشر اليوم (26 شباط 2018)، انه “رغم انهيار خلافتهم المزعومة في سوريا والعراق، كدس جهاديو داعش مبالغ طائلة استعداداً لخوض معارك أخرى فقد دأب التنظيم منذ بداية العام الماضي الى نقل مبالغ مالية كبيرة خارج مناطقه نحو تركيا، وقد تدفقت تلك الأموال عبر نظام الحوالة”.

واضافت المجلة، انه على الرغم من سحق داعش في الميدان ومقتل نحو 70 الفا من مقاتليه الذي قدر عددهم في اوج انتشار التنظيم بـ 100 ألف، فقد هرب آلاف من هؤلاء، فيما بقي بعضهم في العراق وسوريا، وتسلل آخرون إلى تركيا، أو التحقوا بفروع لداعش في مصر وليبيا وجنوب شرق آسيا، ويعتقد أن نحو 10 آلاف من مقاتلي التنظيم الأجانب قد غادروا الشرق الأوسط وما زال العازمون على الجهاد يملكون وسائل تساعدهم على تحقيق إرهابهم، فقد كدس داعش ملايين الدولارات عبر المنطقة، واستثمر أمواله في العراق، واشترى الذهب في تركيا، وواصل تحويل الأموال إلى فروعه”.

ويقول تاجر أسلحة سابق شارك في تحويل أموال إلى جهاديين، انه “لن تصدق حجم الأموال التي خرجت من مناطق داعش فيما قدر نائب عراقي أن داعش تمكن من تهريب ما يقدر بـ 400 مليون دولار، خلال انسحابه من العراق وسوريا”،دون ان تكشف المجلة عن اسمه.

وتشير إيكونوميست، ان داعش بنى احتياطا من الأموال النقدية عند سيطرته على مناطق في العراق وسوريا، فقد باع النفط من حقول استولى عليها، وفرض ضرائب وسرق من حكمهم، واستولى على ما يقدر بـ 500 مليون دولار من مصارف عراقية، ما جعله أغنى تنظيم متشدد في التاريخ، وفي عام 2015، قدر إجمالي دخل “خلافته” بنحو 6 مليارات دولار”.

وتلفت المجلة لفشل الوسائل العادية المتبعة في تجويع اعضاء داعش عبر منع التبرعات الخارجية، ولذا قاد الأميركيون تحالفاً ضد داعش، وقصفوا مصافي تكرير وناقلات نفط خاصة بالتنظيم، ودمروا مخازن لأمواله، واغتال مسؤوليه الماليين، فيما توقفت الحكومة العراقية عن دفع رواتب موظفين في الحكومة في مناطق سيطرة داعش، لمنع الجهاديين من الحصول على حصة منها.

وتقول إيكونوميست إن “تلك الاستراتيجية حققت أهدافها، فقد أجبر داعش على تخفيض أجور مسلحيه، ولكنه ظل قادراً على الاستفادة من موارد مناطق خاضعة لسيطرته، ويقول مسؤول أمريكي في مكافحة الإرهاب اتضح لنا أن أهم وسيلة للتصدي لتمويل داعش تكمن في طرده من مناطق سيطرته”.

واوضحت المجلة، يبدو ان “الجهاديين توقعوا هزيمتهم، فقد أمر التنظيم في شهر(أيار) الماضي باستخدام عملته الخاصة في شرق سوريا، وهو أمر امتد لأصحاب محلات الصيرفة والتحويلات المالية، مما سمح له بجمع مبالغ كبيرة من الليرات السورية والدولارات، كما مول داعش في العراق مئات المؤسسات الصيرفة وشاركت عشرات من تلك المؤسسات في مزادات أجراها المصرف المركزي العراقي لبيع الدولار بين عامي 2014 و 2015، ما سمح للتنظيم بتحويل دينارات عراقية إلى دولارات، قبل أن تتمكن الحكومة من وقف تلك العمليات المالية”.

وتنقل المجلة عن تجار العملة، في مدن تركية محاذية للحدود مع سوريا، أن داعش دأب، منذ بداية العام الماضي، على نقل مبالغ مالية كبيرة خارج مناطقه نحو تركي، وتدفقت تلك الأموال عبر نظام الحوالة، الذي يتم عبر شبكة من محال الصيرفة غير المرخصة والتي يصعب تنظيمها.

الجدير بالذكر ان تقارير غربية كانت قد ذكرت ان داعش يحاول نقل نشاطاته الى فروعه في مصر وافريقيا وافغانستان والفلبين وجنوب اسيا بعد دحر مقاتليه في العراق وسوريا.

ا.ح

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here