مجلس أمن أم مجلس الدعارة؟

منذ بدأ الهجوم الفاشي والقاتل على مدينة عفرين الأبية من طرف الجيش السفاح والمتعطش للدماء التركي ، ناشدت البعض من جمعيات الحقوق المدنية وبعض الاعضاء البرلمانين من مختلف أوروبا من خلال مطالب ورسالات مباشرة ومظاهرات سلمية تطالب فيها كل من الأمم المتحدة وجمعية حقوق الإنسان والمجتمع المدني التدخل لوقف العدوان الجائر التركي على أبرياء عفرين ، لكن لا حياة لمن تنادي ، لا ضمير ضميرهم نائم في سبات عميق ولم يحركوا ساكنا لجميع هذه المطالب والإستغاثات الإنسانية ، وأحقر وأخبث دولتين كانتا عكس التيار هما السويد وبريطانيا ، كما وقبل اسبوعين طالب بعض البرلمانيين والصحفيين البريطانيين و بعض ممثلي جمعيات المجتمع المدني والبريطاني من بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني ان يتدخل لدى تركيا لوقف الاعتداء الحاصل في عفرين لكن جوابه كان أقبح من وجهه ان تركيا لها الحق في حماية أمن دولتها وأن هذا شأن خاص بهم ، هنا يتبين التأييد الكامل والغير مباشر لتركيا لإعتدائها وقتلها المدنيين ، كما في السويد بعد الهجوم التركي طالب أعضاء من حزبي الوسط والبيئة من وزيرة الخارجية السويدية ماركوت وال ستروم التدخل لإيقاف قتل الأبرياء في عفرين وكان جوابها بالإيجاب أنها ستحاول كل ما في استطاعتها لتعاون لوقف العدوان التركي ، لكن أيضا لا حياة لمن كان وعد كغيره من الوعود الكاذبة لا السويد ولا وزيرة خارجتيها ماركوت حركا ساكنا ولم تطلع لها تصريحات ولم تطالب أيا كان بإيقاف قتل أبرياء عفرين . وبعد رفض الكل لتعاون ومطالبة إيقاف العدوان على عفرين إجتمع كل من الأمم المتحدة وجمعية المجتمع المدني وجمعية حقوق الإنسان وكل الدول وبالأخص هاتان الدولتين الحقيرتين السويد وبريطانيا طالبتا مجلس الأمن بالتدخل والتصويت لإيقاف القصف على الغوطة التي قصفت قبلها عفرين ولم يتدخلو ، لكن تدخلو لإيقاف القصف على الغوطة بمطالبة من السويد والكويت وبتنسيق مع بريطانيا خلال جلسة مجلس الأمن وخلال دقائق قام التصويت وبالاجماع بالتدخل ووقف القصف السوري على الغوطة ، لكن صارت في عداد الموتى ، لهذا السبب أسميتها مجلس دعارة وليس مجلس أمن لأن المفروض أن الكل سواسية، والغير مفهوم أن في نفس الدولة مدينة بأكملها تقصف وأبرياءها يقتلون ويسحلون ولم يحركوا ساكنا لكن وفي نفس الدولة تقصف مدينة أخرى وتقوم الدنيا لها ويطالبو بوقف العدوان عليها ، لماذا هذا التمييز؟ أليس الذين يموتون في كلتا المدينتين هم أبرياء من أطفال ونساء وشيوخ أم أنه أصبحت الأرواح البشرية تباع وتشترى وتميز لديهم ، يال العار على كل من بإستطاعته وقف قتل الأبرياء ولم يحرك ساكنا.

كريم نوروز .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here