تصريح للجعفري حول شراء منظومة الدفاع الروسيّة يُحـرج بغـداد أمـام واشـنـطن

بغداد / وائل نعمة

أحرج وزير الخارجية إبراهيم الجعفري حكومته حينما قال أمس إنّ العراق ينوي شراء منظومة الصواريخ الروسية S 400 بعد يومين من نفي بغداد.
وكانت واشنطن قد هدّدت الأسبوع الماضي، باستخدام عقوبات ضدّ العراق ودول أخرى في حال قررت شراء منظومة الدفاع من موسكو.
بالمقابل انقسمت لجنة الدفاع في البرلمان حول أهميّة إبرام صفقات أسلحة في هذا التوقيت، خصوصاً أن البلاد تواجه أزمة اقتصادية وديوناً خارجية.
لكنّ أطرافاً متحمسة للصفقة الأخيرة، أكدت أنّ السلاح الروسي رخيص، كما أنّ العراق بحاجة الى منظومة دفاعية ومراقبة، خصوصاً أن البلاد شهدت نحو 28 حالة خرق جوي خلال 3 سنوات.
ونقل الموقع الإلكتروني لوزير الخارجية إبراهيم الجعفري، تصريحاً عن الأخير أكد فيه “نيّة العراق شراء منظومة صواريخ دفاعيَّة من روسيا حيث أن النـيَّة مُنعقِدة على الاستفادة من هذه الفرصة، ونحن ندرس الإشكالات كافة، وما يُحيطها من صُعُوبات، ونعمل على تذليلها”.
وأضاف الجعفري الذي يزور موسكو منذ يومين أن “العراق له الحقُّ في أن يبحث عن أفضل الفرص لتعزيز وضعه الدفاعيِّ بعد أن دفع ثمناً غالياً في مُحارَبة الإرهاب، وما تعرَّضت له ثرواته، وإنسانه من تدمير”.

صفقة الجعفري !
كذلك نشر موقع روسي، أمس تصريحات أدلى بها الجعفري للموقع، وقال فيه إن “الجانب العراقى ما زال يتفاوض، وعندما يتم اتخاذ القرار النهائي، سيتم النظر فيه”. وأشار الوزير إلى أن الفيتو الأميركي قد يشكل عقبة تحول دون شراء أنظمة إس -400.
وعلى وفق الموقع فإن” S-400 تريومف” هو أحدث نظام صواريخ مضاد للطائرات بعيدة المدى في روسيا، وهي مصممة لتدمير الطائرات وكذلك صواريخ كروز وصواريخ باليستية، بما في ذلك صواريخ متوسطة المدى.
ويستخدم السلاح أيضا ضد الأهداف الأرضية. ويصل نطاق S-400 الى 400 كيلومتر، وهي صواريخ قادرة على تدمير الأهداف على ارتفاع 30 كيلومتراً.
بدوره، أكد عبد العزيز حسن الباجلاني، عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب لـ(المدى) أمس، أن “وزارة الخارجية غير معنية في إبرام صفقات السلاح، وهو أمر من مسؤولية وزارة الدفاع”.
وقال الباجلاني إن “الجعفري يمكن أن ينقل وجهة نظر العراق في مسألة التسليح، لكن لا يمكنه الحديث في تفاصيل الصفقات”.
وكان سعد الحديثي المتحدث باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي، قد نفى الإثنين الماضي عقد صفقة بين العراق وروسيا بشأن منظومة أس 400 الروسية، مؤكداً أنّ ما أثير هو مجرّد كلام في الإعلام.
وقال الحديثي في بيان صحفي إن “العراق لم يتلقَّ أي تحذير أو رفض من الجانب الأميركي بشأن الصفقة حتى الآن.” لكنه أشار أيضاً الى أن العراق “منفتح على مصادر عديدة للتسليح”.
وجاءت تصريحات الحديثي في وقت كان فيه الجعفري قد وصل إلى العاصمة الروسيَّة موسكو لترؤُّس وفد العراق في اجتماعات الدورة السابعة لأعمال اللجنة المُشترَكة بين البلدين.
وفي وقت سابق ذكر رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد (الشيوخ) في البرلمان الروسي، فيكتور بونداريف، أن سوريا والعراق والسودان ومصر مرشحين للحصول على منظومات “أس-400” الروسية.
كما كان السفير الروسي لدى بغداد، ماكسيم ماكسيموف،قد قال في وقت سابق إن الجانب العراقي بصدد توجيه طلبات جديدة لشراء أسلحة روسية الصنع وقد تشمل منظومات “أس-400” أيضا.
وقال ماكسيموف “إنه في إطار التعاون العسكري التقني، روسيا سلمت بالفعل الحكومة العراقية “كميات كبيرة من المعدات العسكرية، التي أثبتت جدارتها بشكل جيد في ساحات المعارك ضد تنظيم داعش”.

الأسلحة الروسيّة
من جهته يؤكد إسكندر وتوت، وهو عضو آخر في لجنة الدفاع في البرلمان في تصريح لـ(المدى) أمس أن “منظومة الدفاع الروسية (أس 400) أثبتت جدارتها، وأنّ تركيا وإيران قد اشترتا من نفس المصدر”.
وانتقد وتوت الشروط الاميركية مقابل إعطاء العراق للسلاح. وأضاف قائلا: “طريق أمريكا في التسليح طويل، كما أن السلاح الروسي أرخص”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد حذرت الأسبوع الماضي، السلطات العراقية ودولا أخرى من تبعات عقد صفقات لشراء أسلحة روسيّة، وذلك وفقاً لقانون مواجهة أعداء أمريكا عبر العقوبات (جاستا).
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقع، في آب الماضي، قانون “مواجهة أعداء أمريكا عبر العقوبات” الموجهة ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية.
وقررت حكومة المالكي في 2012، إعادة التفاوض مع موسكو بشأن صفقة أسلحة بـ 4.2 مليار دولار، دارت حينها شبهات فساد.
وكشفت جهات عراقية وقتذاك عن تورط شخصيات حكومية وعسكرية رفيعة المستوى في الصفقة التي كانت تضم طائرات، وصواريخ بانتسير-‏ أس1 ‏أرض- جو.
ولم يكشف الجانب العراقي بعد ذلك فيما لو تمت الصفقة أو توقفت. لكنّ تصريحات روسيّة أكدت أن موسكو مستمرة في توريد السلاح.
وفي الشأن نفسه يقول النائب وتوت إن “العراق شهد خلال فترة احتلال داعش، 28 خرقاً جوياً بطائرات سمتية ومدنية غير معروفة، يعتقد أنها أنزلت مساعدات الى التنظيم”. وأشار إلى أنّ العراق لا يعرف هوية تلك الطائرات ومن أين جاءت أوإلى أين ذهبت.
وعزا وتوت ذلك الى عدم امتلاك العراق منظومة دفاعية ومراقبة. وتابع: “نحتاج الآن إلى 4 رادارات لمراقبة كل الأجواء العراقية”.
لكنّ عبدالعزيز الباجلاني، وهو نائب كردي في لجنة الدفاع، يقول إنّ العراق ليس بحاجة الى منظومة دفاع الآن “علينا أن لا نهدر الأموال على التسليح وأن نتوجه للبناء”.
وكان العراق قد عقد صفقة لشراء 36 طائرات “أف- 16” أمريكية بقيمة 4.5 مليار دولار، سعر الواحدة منها 64 مليون دولار، فيما قال عضو لجنة الدفاع إن “10 طائرات بقيت من الصفقة لم تصل العراق”، متوقعاً تسليمها خلال عامين.
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت في (أيلول 2011)، عن تسديد الدفعة الأولى من قيمة الصفقة ثمناً لشراء 18 مقاتلة من هذا النوع، في حين أكدت وزارة الدفاع، في (الثالث من تموز 2012)، رغبة الحكومة العراقية بزيادة عدد هذه الطائرات في “المستقبل القريب” لحماية أجواء البلاد.
وأكد الباجلاني أن صفقة التسليم تتضمن شروطاً منها تهيئة القواعد الجوية وتدريب الكوادر، كما قال إن “تسليم المبالغ يؤثر على تاريخ إكمال الصفقة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here