حوار الاديان ماذا يعني

اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان مثل هذه العبارات التي تطرح في اجتماعات ومؤتمرات تحت اسم حوار الاديان لا قيمة لها ولا معنى سوى انها تزيد عمق الخلافات والصراعات بين معتنقي هذه الاديان والمعتقدات لا ادري كيف لرجل الدين الاسلامي ان يدعوا الى الحوار بين الاديان وهو يرى كل مجموعة متمسكة وملتزمة بطقوسها ومعتقداتها وتكذب وتكفر طفوس ومعتقدات الاخرى لا ادري كيف يقوم ال سعود ومنظماتهم الارهابية داعش القاعدة ومئات المنظمات الاخرى التي تدعوا الى تكفير المسلمين وذبحهم وسبي نسائهم ونهب اموالهم وتفجير منازلهم ورموزهم الدينية والتاريخية والحضارية كما يقومون به في الكثير من البلدان العربية والاسلامية وبلدان اخرى عالمية وخاصة في العراق سوريا لبنان اليمن البحرين مصر الجزائر فهم يكفرون كل الناس حتى بعضهم البعض
لهذا يجب على هؤلاء الذين يجتمعون بمثل هذه الاجتماعات والذين يدعون الى مثل هذه الدعوات ان يتفقوا اولا على تعريف الدين فهم الدين ما هو الدين ما هو الله ويجب ان يكون هذا الاتفاق على قيم ومبادئ ثابتة لا تتغير بتغير الزمان ولا المكان لهذا على رجال الدين الاسلامي ان يجتمعوا ويتفقوا على فهم الاسلام اليس الاسلام رحمة للعالمين لا اكراه في الدين الفقر والجهل الظلم هو الكفر الثورة على الحكام الظالمين الفاجرين يا ترى كيف غيرنا تلك المبادئ الى خلافها ولم نعد نذكرها فحولنا الاسلام الى دين شقاء واكراه الاخرين على اعتناق الدين واعتبرنا الجهل والمرض والظلم والفقر من الله لا يجوز تغييره والحاكم الظالم الفاجر يمثل الله الويل لمن يقول له اف مهما فعل لا ادري كيف يسمح لال سعود ومن معهم يمثلون الاسلام وهم معروفون بعدائهم لله والدين والحياة والانسان
فالدين الله هو الصدق الامانة التضحية نكران الذات رحمة للعالمين حب الانسان والحياة والعمل على سعادة الانسان وبناء الحياة فهذه فيم ومبادئ انسانية ثابتة في كل مكان وفي كل زمان ويجب ان يكون حكم اهل الدين الذين يؤمنون بالله على الناس بالكفر بالايمان من خلال تمسكهم والتزامهم بهذه القيم او عدم تمسكهم والتزامهم بها
الدين الله ليس طقوس دينية وليست عبادات منعزلة وعلاقات خاصة بين الانسان والله بل الدين حب وتضحية للأخرين الدين الله مساهمة الانسان في بناء الحياة في سعادة الانسان الدين الله علاقة الانسان الصادقة المخلصة بأخيه الانسان

فالكافر بالله والدين هو الكاذب هو السارق هو القاتل هو الذي يتعاطى الرشوة هو الذي يستغل نفوذه
الفقر كفر الجهل كفر المرض كفر اذلال الانسان قهره كفر عدم الاهتمام بالحياة الاهمال التقصير بعمله كفر
اما المؤمن بالله بالدين فهو الصادق الامين الصادق بقوله وعمله المهتم بحماية كرامة الانسان ومساهمته في بناء حياة حرة كريمة لكل بني البشر
فالله يرى في كل بني البشر ابنائه احبائه اودع روحه في نفوسهم وهي العقول فمن يهين عقل الانسان يهين الله فمن يحتل عقل الانسان ويذبحه يقتل الله
لهذا كل الطغاة في كل مكان وفي كل زمان هم اعداء الله لهذا اول خطوة يخطوها احتلال عقل الانسان يعني الغاء الله ويفرضوا الشيطان بدله
لا يمكن ان ننظر للدين من خلال الزمن الماضي وما حدث فيه من خلافات وصراعات ومن سلبيات بل على اهل الدين تجاهل كل ذلك والتخلي عنها تماما واعلان البراءة منها والانطلاق من حالات المساهمة في بناء الحياة وسعادة الانسان ونشر السلام والحب بين الناس وكذلك يجب الانطلاق من الحاضر والمستقبل
التقى الامام السيستاني بمجموعة من اهل الكفاءات العلمية فقال لهم انتم انبياء هذا العصر لم يقل انا او رجال الدين وانما اعتبر اهل العلم اهل العقول العلمية اصحاب الاكتشافات والاختراعات التي تزيل متاعب ومعانات والم وحرمان الانسان في الارض وتخلق منه انسان عزيز كريم محبا للحياة
فالانسان الان يعيش عصر العلم وانبياء عصر العلم هم العلماء وهذه الحقيقة على اهل الدين الاقرار فلكل عصر اسلوب معين الا ان هدف كل الانبياء هو هدف واحد هو خلق انسان حر كريم وحياة حرة كريمة
من هذا يمكننا القول محبة الله دين الله من خلال محبة الانسان لاخيه الانسان ومساهمة الانسان في سعادة الانسان واحترامه وبناء الحياة الحرة الكريمة وكره الله ودين الله من خلال كره الانسان لاخيه الانسان ومساهمته في شقاء الانسان وقهره وتدميره للحياة
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here