الشهادات المزورة

عبدالحميد العباسي
اولا. ماذا تعتي الشهادة الدراسية, مزورة او غير مزورة. الشهادة: هي تعهدٌ مِن مان\حها بأن حاملها لديه خبرة ضمن مدىً بين الاقصى والادنى, وفي ميدان معرفي تعنونه الشهادة. يظهرجليا, بادىء ذي بدء, ان حاملي الشهادة الواحدة تتفاوت معارفهم بين عالٍ ودانٍ. من هذا ياتي: خطل تعيينهم جميعا, بنفس الدرجة الوظيفية (والمرتب) وصواب تنسيبهم في باب*تحت التجربة* ثانيا: الشهادة المزورة هي كل شهادة نالها حاملها في ظروف غير سوية أوغيرمعيارية ولا عبرة لهوية المؤسسة التي صدرت الشهادة عنها, سواء كانت من كبريات الجامعات العالمية ام من سوق مريدي ولا عبرة لوجود ختم الجامعة الاصلي أو عدمه. أما ما هي تلك الظروف الاستثنائية أوغير السوية, فمنها الغش والواسطة والرشوة والحصول على اسئلة الامتحان او فكرة عنها وتزوير نتائج الامتحان والضغوط والدوافع السياسية والإجتماعية. بما في ذلك الانتماء لحزب السلطة أو مُنح الشهادة, لتاهيله لموقع وظيفي تقرر سلفا, خدمة لمصالح داخلية اوخارجية. في مختلف العهود *ضَخت* المعاهد التدريسية في العراق, سهاداتٍ مزورة (وفق المقاييس اعلاه) بأعدادَ ومستويات اختلفت من عهد لاخر.
وفي ظروف التزوير, نجد ان ختم المعهد التدريسي أصيل وهذا هو الفاصل الوحيد الذي نعتمده, الان, بين الاصيل والمُزوَر. وقد شكل هذا التوجه غطاءً, بوعي أو غير وعي, لاساليب التزوير الأخر. وشهادات التزوير تختلف في درجاتها إختلاف الشهادات نفسها, من. شهادة الدكتوراه. وشهادات الدراسات العليا بعد التخرج: من هم الذين يرنون ويتوقون إليها وينخرطوا في الدرس لنيلها: (1) انسان يريد تحسين موقعه الوظيفي او للتمتع بفترة إستجمام في بلد آخر ويكون اكتساب المعرفة, مهمة ً جانبية. وفي هذا الصنف تنضوي نسبة عالية ٌمن الموفدين على نفقة الدولة في العراق (2) شخص يريد ان يتعمق في موضوع مُحدد يحضى باهتمامه جاعلا من هذا الموضوع ميدانا لتطلعاته المستقبلية. ومن هولاء قد يكون بعض من توفدهم الدولة ويكونوا عادة ممن تميزوا في الدراسة الجامعية الاولية وتكونت لديهم خبرة بدرجة او اخرى في المجال الذي يود ان يوفد للتعمق فيه ويكون عادة ( ويلزم دائما) ان يكون للبلد حاجة ماسة لذلك التخصص وان يكون هناك تصورٌ واضح لما سيكون عليه عمله بعد ان يعود, اي ان يكون هناك تخطيط مُسبق لهذه الإيفادات وان يتقرر المعهد الذي سيوفد للبحث فيه وفق المتطلبات اعلاه. اذكر عندما كنت في لجنة تخطط لكلية طب تكريت , ان عرضت قائمة 30 دكتوراه في الكيمياء الحياتية كانت اوفدتهم جامعة البصرة ووجدت أنهم *فائضون* عن حاجتها.
(3) شخص يعمل في ميدان مُعين ويريد (أو تريد مؤسسته) تطويراو إحداث نقلة نوعية في جانب من مجال عمله.
ماذا تعني درجة الدكتراه: 1. تعنى كلمة دكتور التي رُمِزّ لها في الجامعات الغربية ب ال Ph.D وتعني,Teacher of Philosophy تعني مُعلمُ الفلسفة لان كلمة *دكتور* تعني في اللاتيني, *معلم* ومن المتوقع ان هذه التسمية ستعني الشيىء نفسه في كل جامعات العالم في المستقبل ويبقى هذا معنى الدكتوراه حتى في الفروع العلمية, كالكيمياء او العلوم الحياتية وغيرها, فضلا عن العلوم الإنسانية. ان حامل شهادة الدكتوراه في مقدوره (أوهكذا يفترض) تناول ما يَتعرض له أو يُعرض عليه من معضلات وخطط ومشاريع وإفتراضات (حتى لو كانت في غيرميدان بحوثه), أن يتناولها بنظرة منفتحة وبفكرمنضبط, هادف, قادرعلى إنتقاء المناسب الانسب من الخيارات المرشحة, التي يطرحها المختصون من معيته. مستعينا بمعلوماته في الدراسة الجامعية الاولية, لكي لا يَضيع, هو في المفردات التي قد تملأ الطروحات المقدمة اليه. فهو لا يمكن (ولا يجب ان يدعي) ان يكون خبيرا في كل أمور مؤسسته وإلا صارالكادر الفني في المؤسسة أو التشكيل مشلولا, غير ان هذا هو عين ما يجري ( وجرى) في بلدنا ووراء بعض مآسينا. ومع هذا يبقى رأس المؤسسة هو المسؤول قانونا عن خياراته بغض النظرعن توصيفه دكتور, ام لا.
2. وتعني( درجة الكتوراه), أن حاملها يعرف أكثرَ فأكثر عن أقلٍ فأقل وهو كمن يحفر لنفسه قبرا مَعرفيا يضيق كلما عَمُق. فحامل الدكتوراه في الفيزياء الذي كانت اطروحته او رسالته في الإلكترونات, مثلا, يعرف اكثرعن هذا المكون الذري الذي هو اقل من الذرة التي هي اقل من الجزيء وهذا جانب ضئيل من الفيزياء فهو لايعرف في موضوع الفيزياء, عموما, اكثر مما قد يعرفه خريج الدراسة الجامعية الاولية في فرع الفيزياء والقول انه خبير في مادة الفيزياء هو كلام مضلل ولكنه شائع ويصير خطيرا إن إدعاه حامل تلك الدرجة الاكاديمية, نفسه.
والذي رسالته في الدكتوراه عن *الحطيئة* ( وقد شهدت هكذا اطروحات في جامعات غربية), يعرف الكثير عن شعر الحطيئة الذي هو جزء ضئيل من الشعر عموما الذي هو جزء أقل من الادب العربي والقول, عن هذا, أنه خبير(دكتور) في الادب العربي فيه تمويه وإغفال شديدان. وهكذا الحال فيمن رسالته عن التضخم المالي, لا يجعل منه خبيرا في امور المال اوالإقتصاد او التجارة وهلم جرا في ميادين البحث الأخر. وعندما تشكل ما تسمى *وزارة تكنوقراط* وعادة معظمهم من حملة الدكتوراه, فهذا لا يعني ان البلد يقوده فريق من الخبراء وهو في أمان, إلا إذا ُجنِد كلُُ وزيرٍ خبراءَ وزارته للعمل كوحدة متكاملة. الواقع اني شخصيا اعتقد ان اهم ميزة لوزارة التكنوقراط هو ابتعادها عن المقايضات والمضاربات السياسية ولو ان الاصل في مجلس الوزراء ان يكون فريقا من السياسيين. أما القضايا الفنية فتناط ُبمن دونهم من كادر الوزارات. 3. هل ان محدودية نطاق رسالة الدكتوراه, على عُمقها, يَحول بين حامل الدكتوراه وبين تزوده بواسع المعرفة في اختصاصه العام؟ والجواب: كلا.
1() خلال فترة البحث واعداد الرسالة يكون الدارس, عادة, في محيط اكاديمي رفيع ولو احسن أستثمار موقعه هذا وقلما يفعل (تقول خبرتي في كثير ممن عرفت وعرفت الكثير منهم), فانه سيكتسب معرفة قيمة ومن منابعها الاصلية. (ب), تعتبر الدراسة الجامعية الاولية اكبر مَعين لاغتراف المعرفة في الميادين العريضة في اختصاصه وتشكل الاساس الذي يُعول عليه في فهم وتمشية العمل في المؤسسة التي يُنسب اليها, حسب الكلية التي تخرج منها
فالتعليم الجامعي الاولي مع التأهيل المستمر هو الاساس في اعداد الكادر الوظيفي والانتاجي للدولة وليس الدرجات الاكاديمية العليا أو الايفادات والاخيرة لازمة, فقط, اذا كانت للتدريب على تقنية معينة .
ج. اين هو المكان المناسب لحملة الدكتوراه؟. مكان هولاء, هو الميدان الاكاديمي ( التعليمي والبحثي) لتناط بهم النقلات النوعية للبلد ورسم الخطوط العريضة لتطلعاته, خاصة في ميادين التنافس الفكري والتقني بين الامم. واعداد جيل يكمل المسيرة. وأذا انيطت بهم قيادة مؤسسة ( وزارة أومشاريع) فيكون ذلك لخبرتهم واخلاصهم وليس, فقط, للدرجة الاكاديمية التي يحملونها. _(ت). لماذا هذ التكالب على تزوير الشهادات خاصة العليا منها وبالاخص الدكتوراه.
(1). ساد في وقت وما زال, مفهوم يُقرن الشهادة بالخبرة والمقدرة, رغم ان تراثنا وأعرافنا لا تقول هذا. اي شهادة كان يحملها الامام علي (رض) أو يحملها بن عباس أوالرازي وغيرهم (ناهيك عن موسوعيين عالميين آخرين امثال افلاطون وطاغور) والقائمة لا تنتهي. وتسمع في حديث العامة من يقول اسمع مُجِرب (أي خبير) ولا تسمع حكيم (اي فيلسوف, معلم فلسفة, دكتوراه). ولا ننسى ان المرحوم الشيخ رايح العطية كان لا يقرأ ولا يكنب (هكذا قيل) أخرَج العراقَ من ضائقة اقتصادية عندما عُين وزيرا للتجارة او الاقتصاد (لا اذكر) في العهد الملكي. لقد ترتبت على هذه المقاربة بين الشهادة والخبرة. هذا التكالب على
الشهادت العالية الى حد التزوير لكي تُعين الشهادة المزورةُ حاملَها على تسنم (او تبرير تسنم ) موقع لا يجوز له. المطلوب:1. الشهادة *مُهمة* ولكنها ليست *أهم* وقطعا ليست *الأهم* 2. الخبرة والتجربة السابقة هي *الأهم* 3. التقويم الدقيق والعميق لمؤهلات المُزمع إناطة مسئولية به ومقابلته قبل ذلك من لجنة مختصة ُتحاسب (وهذا مهم) إن لم تُحسن الإختيار. 4. لا تسند مهمة أو مسئولية لشخص الا لفترة (تجريبية) لا تسمح بأضرا رَ بالغه, في حال ثبُت عجزه. 5. الاهتمام بالتعليم الجامعي الاولي الذي تقهقر مستواه الان الى مستوى التعليم الثانوي وان لايكون بين المخططين للارتقاء بالتعليم جهلة بافاق التعليم, الجامعي, أوأميون.
أ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here