بروكسل : حض الاتحاد الاوروبي الاربعاء روسيا وتركيا وايران على التدخل لدى النظام السوري لوقف المعارك في الغوطة الشرقية للسماح بنقل المساعدات والقيام بعمليات اجلاء.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في رسالة الى وزراء خارجية الدول الثلاث اطلعت عليها فرانس برس ان «المدنيين في سوريا وخصوصا في الغوطة الشرقية عانوا في شكل كبير. انهم بحاجة الى وقف المعارك».
فيما شب خلاف جديد بين واشنطن وانقرة ، حيث انتقدت تركيا الاربعاء بشدة فرنسا والولايات المتحدة لمطالبتهما بأن يشمل وقف إطلاق النار في سوريا عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، وسط تصاعد حدة التوتر بين أنقرة ونظرائها في حلف شمال الأطلسي.
وأقر مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك روسيا، اتفاقا لوقف إطلاق النار مدته 30 يوما في انحاء سوريا، رغم أن العنف لا يزال مستمرا في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
ورحبت تركيا بقرار وقف إطلاق النار لكنها أصرت مرارا على أن أي هدنة لن تؤثر على عمليتها المستمرة منذ أكثر من شهر في منطقة عفرين ضد قوات كردية تعتبرها أنقرة «إرهابية».
وخلال مكالمة هاتفية الاثنين مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إن قرار وقف إطلاق النار يجب أن يطبق على كامل أنحاء سوريا «بما في ذلك عفرين»، وفقا لما ذكرت الرئاسة الفرنسية.
لكن وزارة الخارجية التركية اتهمت باريس الاربعاء بتقديم بيان كاذب عن المحادثة مشيرة إلى أن ماكرون لم يأت على ذكر عفرين خلال مناقشة وقف إطلاق النار.
وأفادت أن تركيا أبلغت السلطات الفرنسية بأن بيانهم «يفتقد إلى الصراحة» وارتكبوا خطأ «تضليل الرأي العام».
من جهتها، أصرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت على أن قرار وقف إطلاق النار ينطبق على عفرين كذلك. وقالت «بإمكان تركيا معاودة قراءة النص الدقيق لقرار مجلس الأمن الدولي هذا. واقترح عليهم القيام بذلك». واعلنت موغيريني الاثنين انها بعثت بالرسالة في ختام اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل.فيما دعت فرنسا الاربعاء روسيا الى ممارسة «ضغوط قصوى» على النظام السوري لاحترام الهدنة في الغوطة الشرقية بعدما حملت موسكو مقاتلي المعارضة مسؤولية الخروقات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية انييس فون دير مول «تعهدت المجموعات المسلحة الموجودة في الغوطة الشرقية امام مجلس الامن الدولي احترام القرار 2401 وقبول الهدنة. لكن نظام بشار الاسد لم يتعهد ذلك».
واضافت «نطلب بالتالي من الجهات الداعمة للنظام السوري ممارسة ضغوط قصوى عليه ليحترم واجباته» في اشارة اولا الى روسيا.
وقالت «في وقت تستمر المعارك ويدعو قرار مجلس الامن الدولي الى وقف لاطلاق النار بدون تأخير نطلب منكم كجهات ضامنة لعملية آستانا اتخاذ كافة التدابير الضرورية للتحقق من وقف المعارك وحماية الشعب السوري واخيرا نقل المساعدات الانسانية بشكل عاجل والقيام بعمليات الاجلاء الطبية اللازمة».
وينص اتفاق آستانا الموقع في الرابع من ايار/مايو 2017 من قبل روسيا وايران وتركيا على انشاء اربع مناطق لخفض التوتر في سوريا. ومنطقة الغوطة الشرقية بين هذه المناطق.
واضافت موغيريني «سيستمر الاتحاد الاوروبي في الاضطلاع بدوره الكامل واستخدام كافة الادوات السياسية والانسانية المتاحة».
واوضحت «ان الاتحاد الاوروبي يتعهد الافادة من مؤتمر بروكسل الثاني حول سوريا في 24 و25 نيسان/ابريل المقبل لتحقيق هذا الهدف».
وكانت روسيا اعلنت الاثنين هدنة يومية من خمس ساعات للسماح بنقل المساعدات او اجلاء سكان او جرحى من الغوطة الشرقية لكن الاطراف المتناحرة سرعان ما تبادلت الاتهامات بخرقها.
والاربعاء دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مقاتلي المعارضة و»الجهات الداعمة لهم» الى التحرك لانجاح الهدنة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط