باحث يدعو صنّاع القرار إلى الإفادة من التجربة اليابانية والألمانية

قيادة متقدمة وراء نفض رماد الهزيمة والتحوّل للبناء الناجح

باحث يدعو صنّاع القرار إلى الإفادة من التجربة اليابانية والألمانية – بغداد – تمارا عبد الرزاق

دعا باحث في بيت الحكمة الى الافادة من نهوض اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية في ما يتعلق بالحالة العراقية، وقدم محموة علي الداود مقترحات لصانع القرار العراقي للاستفادة من التجربة اليابانية الناجحة في مجالات الصناعة والزراعة والصحة والتعليم الجامعي وقضايا المياه والطاقة المتجددة والبيئة والمناخ. وركز الباحث محمود علي الداود خلال محاضرة القاها في نادي الصيد العراقي في اطار برنامجه الثقافي على سؤال وصفه بـ(الكبير) وهو (لماذا نجحت اليابان والمانيا بعد خروجهما من رماد الحرب العالمية الثانية ببناء حداثة حقيقية وتحقيق معجزات فريدة في مضمار التقدم العلمي والتكنلوجي والصناعي؟ مع العلم ان كليهما يفتقر الى موارد الطاقة من نفط وغاز والكثير من المواد الاولية)، مستعرضاً (الظروف الداخلية المعقدة التي مرت بها كل من اليابان والمانيا بعد خسارتيهما للحرب العالمية الثانية وتعرضهما لشروط قاسية تمثلت بالاستسلام لشروط الحلفاء وقيود احتلال لازالت ماثلة للعيان واحتلت الولايات المتحدة اليابان عام 1945 كما احتلت المانيا اربع دول هي الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وفرنسا وبريطانيا وتم تقسيم العاصمة برلين الى اربع مناطق نفوذ). واوضح ان (اليابانيين والالمان بدأو بتشغيل ماكنة الاعمار منذ اليوم الاول لايقاف القتال ووسط دمار شامل شمل المدن والموانئ وطرق المواصلات والمطارات والقدرات العسكرية والصناعية والزراعية)، مشيراً الى ان(الرجال والنساء اسهموا برفع انقاض الحروب وكانت ملايين الاطنان ثم بدأوا الاعمار وفق برامج علمية اعادت الثقة بين الشعب والقيادات الجديدة).

معجزة حقيقية

وأكد ان (معجزة اليابان الحقيقية تكمن في استطاعتها بناء مواطن قومي وبناء أمة ذات ارادة جماعية قادرةعلى دعم الدولة، مواطن مصمم على المساهمة بنهوض بلاده لايعرف التشاؤم او اليأس او الاستسلام). ولفت الى ان(اليابان تعد من أكثر دول العالم من حيث نسبة الاتفاق السنوي على البحث العلمي وهي شديدة الحرص على نشر ثقافة معرفية تكاد تنفرد بها من خلال توجيه المعرفة الى تنمية الانتاج الذي يقوم عليه الاقتصاد الياباني)، مضيفاً ان (اهتماماً واسعاً بالتعليم والثقافة والفنون والاداب قد برز فتحولت اليابان في إطار سياسة سلمية الى دور الدولة الثانية في العالم في حجم التقدم العلمي والتكنلوجي والصناعي).

قيادات مقتدرة

واشار الداود الذي يتولى الاشراف على قسم الدراسات السياسية ولاستراتيجية الى ان (انتقال اليابان من رماد الهزيمة الى بناء المؤسسة اليابانية الناجحة لم يكن ليتحقق إلا بفضل قيادات مقتدرة ومخلصة وهم رواد الانخراط في عملية التحديث والحداثة مع المحافظة على جذور اليابان التاريخية المميزة وقد نجح هؤلاء الرواد من القادة بجعل المواطن الياباني أكثر وطنية وأوفر كبرياء وأشد حرصاً على زيادة الانتاج وتحسينه)، مبينا ان (اليابان والمانيا تمكننا من اعمار ماخربته الحرب العالمية الثانية خلال عشر سنوات وفي عام 1956 بدأ الانتعاش على اقتصاد كل منهما)، مشدداً على (معرفة سر هذه النهضة يكمن في دراسة تجربة كل منها في الاعمار والافادة من الدروس المستنبطة).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here