نائب امين عام الحزب الاسلامي: العلمانية سبب دمار العالم العربي والاسلامي وهذا سبب انسحابنا من الانتخابات ( مقابلة خاصة )

اتهم بهاء النقشبندي، نائب الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي، التيارات العلمانية بأنها السبب في خراب العالم العربي والإسلامي، وفيما اشار الى ان انسحاب حزبه من الانتخابات القادمة، سيُحافظ على البيت السُنّي من التشظي، أكد أن العلاقة مع الأعضاء الداخلين في قوائم انتخابية أخرى ستكون “لا مركزية”.

النقشبندي تحدث خلال مقابلة خاصة مع (بغداد اليوم)، عن وضع حزبه في الانتخابات المقبلة، ودخول اعضاؤه في قوائم مختلفة، والشأن العربي، حيث وصف ما يحدث في سوريا واليمن بـ “الجريمة”، و “العار” على جبين العرب والعالم. أمّا فيما يخص علاقة الحزب مع العالم – خاصةً أمريكا، فقد رأى ومن ضمن تحليلاته بهذا الخصوص ” إنّ أمريكا تُفضّل التيارات العلمانية”، مُهاجماً العلمانيين بالقول “التيارات العلمانية هي السبب في خراب العالم العربي والإسلامي”.

كما تحدث عن الطريقة الأمثل التي يرى إن “على العالم والولايات المتحدة الأمريكية أن تأخذها في الحسبان عند التعامل مع الشأن العراقي، وقد وضع مسألة النفوذ التركي والإيراني في إطارات رؤية الحزب، إضافة الى تقييمه لحجم الدور العربي في العراق.

وفيما يلي نصّ المقابلة التي أجرتها (بغداد اليوم) مع النقشبندي:

سؤال: السيد اياد السامرائي يرى أن بعض السياسيين “صراصير”. هل انسحابكم من الانتخابات القادمة يعني أنكم لم تعودوا تتحملون أولئك الصراصير في العملية السياسية!؟

جواب: حاشا. لا يمكن أن يصدر مثل هذا الكلام عن السيد الأمين العام. غير ممكن تماماً أن يصدر منه مثل هذا القول. ممكن أن يكون هذا القول تعبير يخص جنابك..

المحاور: انا لا أتكلم من عندي. هذا موجود على موقع السيد أياد السامرائي تحت عنوان قصة وعبرة. لم أأتي بأي حرفٍ من عندي!؟

جواب: قد يكون التفسير فيه مشكلة..

المحاور: ليس تفسيرا.. هذا الكلام بالنص!؟

جواب: أن لم أطلع على هذا النص لكني استبعد هذا تماماً ومطلقاً..

المحاور: كيف وأنت الرجل الثاني!؟

جواب: نعم. لا يمكن أن أطلع على كل تصريحات السيد الأمين العام، لكن انا أعرف الأستاذ أياد السامرائي إنساناً متوازناً جدّاً، ولا يمكن أن تصدر منه مثل هكذا تعبيرات عن السياسيين العراقيين. هناك سياسيين عراقيين فاسدين. صحيح، لكن هل يجوز إطلاق مثل هكذا وصف على السياسيين العراقيين.

سؤال: هو لم يقل الجميع بل بعض!؟

النقشبندي: ولا حتى من الممكن أن يطلق على بعضهم هكذا. ممكن أن تقول أن هنالك سياسيين عراقيين فاسدين.

(يقهقه النقشبندي قليلاً) ثم يكمل: لا أعرف. هذا التعبير غريب جدّاً، ولا يمكن ان يصدر عن الأستاذ أياد السامرائي.

سؤال: يعني أنت الآن تدافع!؟

النقشبندي: أنا لا أدافع، لكن أنا اعرف السيد الأمين العام، أعرف مستوى اتزانه العالي، عقليته الراجحة، تعامله مع الأطراف السياسية الأخرى، واحترام الآخرين الى أبعد الحدود. مسيرتهُ في مجلس النواب العراقي، وفي الساحة السياسية العراقية تشهدُ له بذلك.

سؤال: هل مازلتم تؤمنون أن أمريكا تتعاون مع الشيعة لشقّ وحدة صفّ العالم الإسلامي!؟

النقشبندي: لا طبعاً. لا توجد مثل هكذا نبرة عند الحزب الإسلامي العراقي، لكن أمريكا الآن كباقي الأطراف السياسية الكبرى أو الدول الكبرى- أو قلّة من الدول الكبرى، تتعاملُ وفق مصالحها فقط. مصالحها أعلى من كل شيء. نحنُ نظرتنا أن القوى الكبرى يجب أن تتعامل وفق مبادئ، فوق المصالح. يعني أن القوى الكبرى في العالم(Super Power)  مثل الولايات المتحدة يجب أن لا تسكت على ظلم الشعوب. يجب أن لا تسكت على استبداد المستبدين. يجب ألا تسكت على الاعتداءات التي تتعرض لها الشعوب، لكن هذا لا يحدث مع الولايات المتحدة..

سؤال: أصبح السُنّة شعب ونحنُ لا ندري.. نعرف أنهم طائفة وليسوا الشعب!؟

النقشبندي: لا.. لا لم أقصد الشعب. السُنّة ليسوا طائفة. من قال إنهم طائفة. السُنّة شعب عراقي. جزء من الشعب العراقي. الشيعة جزء من الشعب العراقي. الأكراد جزء من الشعب العراقي، والمسيحيين، وهكذا كل بقية أطياف الشعب العراقي. ليسوا طوائف. الطائفة تطلق على أقلّية ضمن مجموع كبير.. من الممكن أن نُسمّيهم طائفة. الحزب الإسلامي العراقي يتمنى من الولايات المتحدة أن تأخذ دور القوي العادل. أن تتدخل في الشأن العام.

سؤال: أنكم إذاً تعترفون بأنها تتعاون مع الشيعة!؟

النقشبندي: أنا لم أقل هذا.

المحاور: أنا لم أقل هذا.. أنه موجود في أدبيات حضرتكم. الأستاذ محمد أحمد الراشد، وأنت قبل قليل قلت لي أنهُ يخصُّنا!؟

النقشبندي: الراشد كان مُنظّراً إسلامياً. الحزب الإسلامي العراقي يستقي من كل المُنظّرين الكِبار لكنه لا يسلّم بكل طروحاتهم. يعني يأخذ من أفكارهم. يستفيد من هذه الأفكار.

سؤال: لكنهُ عندما نظّر. ذكر أن الرئيس السابق الأمريكي – ريتشارد نيكسون، نصح الرؤساء الذين سيأتون من بعده، أن يستغلوا مسألة الخِصام ما بين الشيعة والسنة لمزيد من التحكم الأمريكي في سياسات الشرق الأوسط. هو لم  يبنِ تنظيره على فكرة في دِماغه وإنّما على حقائق!؟

النقشبندي: أنا قرأت كل كتب ريتشارد نيكسون. لم أقرأ مثل هذا النص أبداً.

المحاور: لا بدّ إذاً من العودة ثانية له.

النقشبندي: إن شاء الله.

سؤال: كيف ترون المذهب.. هل أنتم من دُعاة المذهب أم من دُعاة الوسطية في المذهب أم اللا مذهبية!؟

النقشبندي: المذاهب هي اجتهادات ضمن الفقه الإسلامي، جاءت لخدمة الناس بالتأكيد. لإيجاد طُرق للتعامل مع الحياة.. في مسائل العبادة، في مسائل المعاملات، وفي مسائل العقيدة الى آخره، وإن كان يمكن فصل العقيدة عن الفقه.

سؤال: أنا أريد تعريفكم للمذهب!؟

النقشبندي: المذهب هو اجتهادات فقهية للتعامل مع هذه المسائل.

سؤال: لا تُخرجهُ من ملّة المسلمين إذا كانت هذه الاجتهادات ليست بالضرورة متطابقة مع الآخرين!؟

النقشبندي: لا، طبعاً. شخص يصلي هكذا أو هكذا. ما هو الفرق، فهو يُصلي. الشكل ليس له قيمة. الإسلام دائماً لا يهتم بالشكل. إن الله ينظرُ الى قلوبكم وليس الى أجسادكم، لا ينظر للشكل وإنّما للقلب. أنتَ صلّي بأي شكلٍ من الأشكال الموجودة ضمن الفقه الإسلامي. المذاهب الفقهية متعددة. المذاهب السُنّية، المذاهب الشيعية، الزيدية والى.. آخره، كلها صيغ مقبولة عند الله سبحانه وتعالى إذا توفر الإخلاص والنيّة الصادقة طبعاً.

سؤال: قبل انسحابكم من الانتخابات القادمة، قررتم ان تدعموا كلّ القيادات البارزة في الحزب الإسلامي، مثل السيد سليم الجبوري، محمد إقبال. هنالك من أوصل الرقم الى ستة أجنحة للحزب الإسلامي.. أي انسحب القلب وبقيت الأجنحة!؟

النقشبندي: هذه ليست أجنحة للحزب الإسلامي. الحزب الإسلامي ارتأى أن الحياة السياسية العراقية، خصوصاً الآن، سواء أكان في الطيف الشيعي أو السُنّي.. هناك تشظيات كبيرة جدّاً. لا نريد ان نكون سبباً في زيادة هذا التشظي بين الأطراف السياسية، السُنّية والشيعية، لذلك ارتأى الحزب الإسلامي العراقي أن ينسحب، وأن يترك لأعضائه حرية الدخول في أي قائمة من القوائم، وحرية تشكيل حتى كيانات سياسية وتنطلق العملية بهذا الشكل.

سؤال: تنصلتم منهم.. أم بقيتم المحور الأساس لهم!؟

النقشبندي: نحنُ أعطيناهم حرية الدخول في أية قائمة من القوائم، أو تشكيل كيانات، كي لا نزيد تشظي الحالة السياسية في العراق كما تشاهد.

سؤال: يبقون مرتبطين بالحزب الأم.. الحزب الإسلامي، يرجعون لكم!؟

النقشبندي: لا. لديهم استقلالية. مثل اللا مركزية الموجودة في الكثير من الدول، كل واحد يأخذ قرار مستقل. الحزب قرر أن يعطي هؤلاء الاستقلالية والحرية في دخول أي قائمة من القوائم.

سؤال: هنالك مسألة مُحيّرة.. دائماً مع اقتراب الموسم الانتخابي تبرز دعواتكم الى منع الشعارات واللافتات الطائفية التي تؤدي الى استفزاز طائفي، ولكن مع الأسف الكثير من أدبيات المُنظرين الذين يتكلمون باسم الحزب الإسلامي، فيها مصطلحات الشعوبية، فيها مصطلحات الرافضة، فيها مصطلحات أخرى!؟

النقشبندي: أتحدى أي أحد أن يجلب لي أحد الأدبيات المتعلقة بالحزب الإسلامي أو الصادرة عن الحزب الإسلامي، فيها مثل هكذا مصطلحات.. أتحدى.

سؤال: والأفراد الذين يمثلونه ليس لهم قيمة!؟

النقشبندي: حتى الأفراد لا يتكلمون بمثل هذه المصطلحات قطعاً. هذه المصطلحات أصلاً ليست مصطلحات إسلامية. وإنما مصطلحات قومية وغير قومية.

سؤال: بهذا المعنى.. هل أنت الآن أمامي تُعلن البراءة من محمد احمد الراشد.. أنهُ لا يمت لكم بصلةٍ.. لا من قريب ولا بعيد.. أقصد براءة فكرية طبعاً!؟

(بعد ضحكة)- يجيب النقشبندي: محمد احمد الراشد، أحد المُنظّرين الإسلاميين. لا طبعاً. لا يمكن أن نتبرأ من أي مفكر إسلامي، قدّم الكثير للفكر الإسلامي، لكن نتبرأ من أي خطأ يقع به مُفكّر مُعيّن.

سؤال: حيّرت المشاهد والمتابع.. أنت لا تقف معه ولا تتركه.. كيف!؟

النقشبندي: أنت تنتقد الخطأ فقط. عندك بحر فيه نقطة فقط فيها تلون. أنت تترك البحر. إذاً من أين تشرب الماء. لا بدّ أن تشرب منه. فقط هذه النقطة تتركها أو مجرد ساقية صغيرة منه تتركها. لا يمكن ان تتبرأ من المُنظّرين والمُفكّرين الكِبار. كل إنسان له خطأ. قد يُخطئ أو يصيب. بالتأكيد نحن كحزب إسلامي منهجنا أن نأخذ الصواب من المُصيب، ونترك خطأ المُخطئ فقط، لكن لا نقف بوجهه أو نعاتبه.

سؤال: طيب.. إذا كنتم بهذه النقاوة، وكما عبتُم على التحالف الشيعي أنهُ يثير شعارات طائفية من أجل أن يجمع جمهوره في سلّة واحدة. لم نرَ الحزب الإسلامي وهو لديه علاقات طيبة إقليمية وعربية، يخاطب مثلاً شقيقتنا الكبيرة، المملكة العربية السعودية، ويقول لها دعي هيئة علماء المسلمين لديك تكف عن استخدام مصطلحات مثل الرافضة والنصيرية!؟

النقشبندي: أنت الآن ذكرت طرفين. المملكة العربية السعودية كدولة، وهيئة علماء المسلمين.

سؤال: أنا أقصد هيئة علماء المسلمين التي تخص المملكة!؟

النقشبندي: منذُ فترة طويلة. منذُ وقت الشيخ حارث الضاري رحمهُ الله. الحزب الإسلامي في حواراتهِ مع الهيئة. كنا دائماً نحاول أن نجعل خطاب الهيئة خطاب وسطي مؤثر، غير تصعيدي، لكن الهيئة لديها منهجها، وطريقتها في التعامل، وليس لدينا سيطرة على الهيئة. أمّا السعودية هي دولة، ولا يمكن لحزب مثلنا أن يؤثر على دولة مثل المملكة العربية السعودية. دولة كبيرة جدّاً. ولها طريقتها وعملها الخاص بها.

المحاور: لكن باعتبار أنكم موجودون على الأرض العراقية، لديكم قدرة على أن تقنعوهم وتفهموهم أن الوضع ليس كما يبدو!؟

النقشبندي: طبعاً من ناحية تقديم النصح، الحزب الإسلامي لم يتوانَ قط عن تقديم النصح للدول العربية. كلّ الدول العربية.. من أجل تبني الخطاب المعتدل، والدخول في الشأن العراقي بشكلٍ إيجابي، مثلما حدث في مباراة العراق والسعودية. كانت خطوة مباركة أن يأتي الفريق السعودي ويلعب مباراة كرة قدم مع الفريق العراقي في البصرة. هذا أثلج قلوبنا وأفرحنا جدّاً، أن ينفتح العراق على محيطه العربي، وعلى كل دول الجوار، بما فيهم المملكة العربية السعودية وإيران والأردن وتركيا والكويت.

سؤال: لكنكم لم تخاطبوهم وتقولوا لهم إن مثل هذا يثير الضغائن!؟

النقشبندي: لا بالطبع. كان هنالك خطاباً. اثناء اللقاءات التي كانت تحدث مع المسؤولين الحكوميين التابعين لنا.

المحاور: لم نقرأه في أدبياتكم !

النقشبندي: لا. موجودة. إذا أحببت أخرجت لك تلك الأدبيات. مثلاً من ضمن أدبيات الحزب؛ كنا نكتب لفترة طويلة ولسنوات رسالة اسمُها “رسالة الثلاثاء”. كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، وصلنا الى مئة رسالة، وهذه كلها فيها مخاطبات.

سؤال: ماهي التنازلات الحقيقية التي قدّمها الحزب الإسلامي اليوم من أجل عبور أزمة الثقة بجدوى الانتخابات القادمة!؟

النقشبندي: عدم مشاركته في الانتخابات باسمه الصريح. حتى لا يزيد التشظي داخل الساحة السياسية العراقية.

المحاور: داخل الساحة السياسية أم البيت السُنّي تحديداً!؟

النقشبندي: لا. الساحة السياسية كلها. طبعاً إذا زاد التشظي في الساحة السياسية السُنّية. بالتأكيد سوف يؤثر على البلد كله. اعتقد أن الحزب الإسلامي يختلف عن بقية الأحزاب. حقيقةً نحنُ يهمُنا مصلحة العراق فقط، وليست المناصب والمراكز الحكومية، قدّمنا الكثير من أجل مصلحة العراق وتنازلنا عن الكثير.

بالمناسبة، هذا المكان الذي تجلس فيه أنت الآن، هذه الساحة.. كانت تشهد إن القوى السياسية جميعها خرجت من هذه العباءة.. من هذه المظلة.. من هذه البناية..

سؤال: لكن أنتم اليوم تبحثون عن كل المناصب، بدليل إنكم اليوم أنتشرتم!؟

النقشبندي: لا. نحاول أن نُقدّم الآخر. هذه الساحة، والقاعة التي تحتنا. كل السياسيين العراقيين، خصوصاً السُنّة خرجوا منها. صالح المطلك، عدنان الباججي، ونصير الجادرجي. كل السياسيين السُنّة، أسامة النجيفي.. كلُّهم خرجوا من هذه القاعة، عندما تأسست الجبهة الوطنية سنة 2005 كما أذكر.

أضرب لك مثلاً، أسامة النجيفي أوّل ما رشّح، كان عن طريق الحزب الإسلامي العراقي. استمارتهُ موجودة.. عن طريق مركز الموصل للحزب الإسلامي العراقي. الآخرون كذلك، خلف العليان، صالح المطلك.. الى آخره. كلّهم. كان هذا هو مقر التيارات السياسية السُنّية. حتّى المالكي كثيراً ما جاء الى الحزب الإسلامي العراقي، وبقية قيادات حزب الدعوة والمجلس الأعلى والفضيلة، والى آخره من الأحزاب السياسية الشيعية. كان هذا هو بيت لكل الأطياف السياسية. حقيقةً. لأن منهجنا يرتبط بالله سبحانه وتعالى. لا نهتم بالمناصب، لأننا نعرف إن هذه المناصب شيء زائل. اليوم أنت وزير، غداً تنتهي الدورة سوف تخرج من الوزارة.

سؤال: قلت إنك تتمنى لو أن الجميع يرتفع الى مستوى الحزب الإسلامي بالتفكير.. أليس ذلك غرور إيديولوجي؟

النقشبندي: أنا لا أتذكر مثل هكذا تصريح.

المحاور: قناة بغداد.. أنت اليوم معي لا تتذكر شيئاً!؟

(بعد قهقهة) – يجيب النقشبندي: نحترم الأطياف السياسية العراقية جميعها. نعتقد أنها جميعاً محترمة، ولديها مستوى عالٍ من التفكير، لكن لدينا نحن أيضاً اجتهادنا ومنهجنا الخاص في التفكير، أم هل نتمنى أن ترتقي كلها الى مستوى تفكير الحزب الإسلامي العراقي.. أنا اعتقد إن هذا الطرح صعب، واستبعد أن يصدر مني هكذا تصريح.. وبأي سنة وبأي ظرف. قد تكون بدايات الكلام في مسألة معينة.. في موضوعٍ مُعيّن أمّا بشكلٍ مطلق فهذا غير صحيح.

سؤال: وجد السيد أياد السامرائي سنة 2014 إن ما يحصل في سوريا و المنطقة هو من أجل تسقيط التيار الإسلامي الذي صعد على انقاض فشل التيار العلماني والقومي لإتاحة المجال لصعود تيار علماني لا يؤمن لا بالوحدة الإسلامية ولا بالقومية.. كيف سوف تدافعون!؟

النقشبندي: طبعاً. أمريكا لا تُفضّل الخيار الإسلامي بالتأكيد، وإنما تفضّل الخيار العلماني. لا بدّ أن تفهم القوى الكبرى في العالم أو الخارجية، إن الإسلام جزء من مكوّن الشخصية داخل العالم العربي أو الإسلامي، لا يمكن في يومٍ من الأيام أن يُغيّب الإسلام في حياة كل عربي، وفي حياة كل مسلم، لذلك الذي يريد أن يُغيّب بالإسلام هو بالتأكيد كـ ” ناطح صخرة يوماً ليوهنها”، كما يقول الشاعر. من غير الممكن أن تُغيّب الإسلام. الإسلام يعيش معنا في كل جزء من أجزاء حياتنا، حتى عندما نأكل ونشرب، لكن القوى الكبرى ترى أن التيارات العلمانية هي الأقرب، وفي الحقيقة؛ ان التيارات العلمانية كانت السبب في خراب العالم العربي والإسلامي.

سؤال: إذاً، هل تجرون اتصالات مع أمريكا مثلاً.. مع القوى العالمية المؤثرة كي تفهمونها بهذه النظرة، ماذا تفعلون تحديداً!؟

النقشبندي: بالتأكيد، في اللقاءات التي تجري مع المسؤولين الأمريكان والسياسيين الأمريكان يتم شرح هذه المسألة لهم بشكل ٍ جدّي، في الولايات المتحدة، وهنا في العراق، كان يتم شرح هذه المسائل لهم.

سؤال: آخر لقاء.. كي نؤمن بأن هنالك جدّية من قبل أمريكا في فتح الحوار مع القوى العراقية!؟

النقشبندي: لا أتذكر آخر لقاء، أو متى تمّ آخر لقاء. لدينا لقاء مع معهد السلام الأوروبي، قد يكون من ضمن محاور اللقاء، كلام من هذا القبيل.. بالتأكيد محاور كثيرة. مسألة الحوار مع الطرف الآخر ومع كل الأطراف هي غاية بالنسبة لدينا وقضية أساسية.

سؤال: في إحدى التصريحات، وجدت إن قضية فلسطين وإعلان الرئيس الأمريكي- دونالد ترامب القدس، عاصمة أبدية للكيان الإسرائيلي، مؤامرة أمريكية- إسرائيلية، مدفوعة من جهات إقليمية ودولية.. سمّي لنا تلك الجهات؟

النقشبندي: بالتأكيد ما حدث، كان قرار الرئيس الأمريكي ترامب، بدليل أنهُ عندما عرض الموضوع على الأمم المتحدة،164 دولة من مجموع 194 دولة صوّتوا ضدّ القرار، ولم يكن مع الولايات المتحدة إلّا دول أميبية، تلك التي يتناولها علم الأحياء.

هل سمعت دولة أسمها ناورور، ميكرونيزيا. ثمانية دول أميبية فقط، كانت مع الولايات المتحدة، وفقط إسرائيل وأوغندا.

سؤال: هل تستبعد أيادي بعض الدول العربية!؟

النقشبندي: قد تكون بعض الدول العربية، لكن لم يحدث ذلك.

سؤال: ألا تستأهل منك “أمة محمد” قولاً فصلاً!؟

النقشبندي: لا أستطيع أن أسمّي، لأن كل الدول العربية صوتت ضدّ القرار قاطبةً، لم تكن هنالك أي دولة.

سؤال: ليس لديكم معلومات.. من كان يدعم الموضوع من تحت الطاولة!؟

النقشبندي: هذا كله كلام إعلام، مواقع تواصل اجتماعي، صحف، ومواقع إعلامية، لكن حقيقةً ليست هنالك وثائق أكيدة. الوثيقة الوحيدة التي من الممكن اعتمادها، هي كما قلنا التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والدول العربية بأجمعها، قاطبة، بدون أي تخلف من دولة عربية، صوتت ضدّ هذا القرار، قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

سؤال: هل أنتم مع إنشاء الأقاليم بحسب الدستور العراقي الذي لا يطبقهُ التحالف الشيعي كما تقولون أنتم!؟

النقشبندي: الدستور العراقي أعطى حرية إنشاء أقاليم لأبناء المحافظات. مادامت مسألة دستورية لا يستطيع أحد مهما كان، أكبر رأس في الدولة الى أصغر رأس فيها، أن يُعارض شيء جاء في الدستور، وتوافق عليه الجميع، فإذا ارتضت بعض المحافظات ان تكون إقليماً أو تُشكّل إقليماً.

سؤال: أنتم داعمون!؟

النقشبندي: لا، لسنا داعمين، إذا اختارته الناس، والدستور سمح به.

سؤال: لكن رجل الدين السني، الشيخ عبد الملك السعدي، رفض هذا الموضوع واعتبر أن من يدعمه ثلّة من الانتهازيين الذين يودون مصالحهم الخاصة!؟

النقشبندي: والدستور “وين أوديه؟”. العقد كما يقال شريعة المتعاقدين. العراقيون تعاقدوا على هذا الدستور، أصبح الدستور بالنسبة لهم شريعة، عقد.

سؤال: رغم ما فيه من ألغام!؟

النقشبندي: رغم ما فيه من ألغام. إذا تعاقدوا على هذا الدستور أصبح مُلزماً لهم جميعاً. مثلاً تبيع لي سيارة وتفاهمنا، إن هذه السيارة أسلّمُها لك بعد شهر..

سؤال: الحزب الإسلامي ملتزم بالدستور.. بقضّه وقضيضه!؟

النقشبندي: بالتأكيد، لكن لدينا وجهات نظر في بعض قضايا ومسائل الدستور. هنالك أخطاء في الدستور. هناك مواد تستوجب التعديل.

سؤال: وفق هذا الطرح هل الأقاليم مسألة جيدة أم سيئة في الدستور!؟

النقشبندي: إذا الشعب العراقي أراد الأقاليم، نحن مع خيار الشعب. الشعب العراقي لا يريد الأقاليم، نحن مع خيار الشعب. خيار الشعب هو المُقدم، نحن كحزبٍ سياسي لا نستطيع أن نقفز على خيارات الشعب. الشعب فوق الجميع. كما يقال في الفقه الدستوري، الأمةُ هي مصدر السُلطات. الأمة هي مصدر السُلطة، هي تعطي السُلطة للحاكم.

مثلاً غداً حدث استفتاء أو جرى تعديل على مادة دستورية والعراق يريد أن يصبح ملكي، والشعب أراد ذلك، هل نقول لا. لا نقدر أن نقول لا. لأن الشعب يريد ذلك، الأمة والشعب هو من يقرر ماذا يريد، وبالتأكيد نحنُ مع خيارات الشعب.

سؤال: بحسب الدستور، أهم أخطائه، أن كل ثلاث محافظات ونسبة عشرة بالمائة تستطيع تشكيل إقليم.. هل من الممكن في دستور وضع تحت حِراب الأحتلال كما قلتم أنتم وقال الكثيرون، أن يُمرر هذا الدستور!؟

النقشبندي: لم نقل أنهُ وضع تحت حِراب الاحتلال. الدستور وضعهُ عراقيون. أبناء الشعب العراقي وافقوا على هذا الدستور، ولهذا صُوِّت عليه من قبل أبناء الشعب العراقي.

سؤال: ما هو رأيك إذا قلت لك أن هنالك سياسياً عراقياً قال: جاءوا بنا ووقعنا على هذا الدستور!؟

النقشبندي: لا يوجد مثل هكذا شيء. أتحدى هذا السياسي وغيره إذا استطاع أن يأتي بوثيقة تقول أو تثبت هذا الشيء. كان لدينا ممثلون.. كانوا في لجنة كتابة الدستور من الحزب الإسلامي العراقي. الأستاذ أياد السامرائي، الدكتور سليم الجبوري، وشخصيات أخرى.

المحاور: كنتم حاضرين كصورة في بداية العملية السياسية، وهذا ينطبق على الجميع!؟

النقشبندي: صحيح. لكن بعد ذلك دخلنا في موضوع كتابة الدستور. في البداية كانت لجنة الـ 55 أذا كنت تذكر، ثمّ أضيف لها خمسة عشر شخصاً. كان من ضمنهم صالح المطلك، وأياد علاوي كان موجوداً. أي شخص يقول لك أنا ليس لي أي علاقة بالدستور، لا تصدّقه. كلهم شاركوا في كتابة الدستور. صالح المطلك كان عضو في لجنة كتابة الدستور. أياد علاوي كان عضواً أيضاً، أو لديه ممثلين. الآخرين كلهم كان لديهم ممثلون في لجنة كتابة الدستور.

سؤال: ماذا تعني إيران في قاموس الحزب الإسلامي العراقي؟

النقشبندي: إيران دولة جارة، ويجب أن تكون العلاقة معها معتدلة ومتوازنة، مبنية على المصالح المشتركة، ليس فيها عدوان لأي طرف على أي طرف آخر. ليس فيها تدخل من طرف في شؤون طرف آخر. تُبنى العلاقات بيننا وبينها على الثقة.

سؤال: هذا كلام للاستهلاك.. أنا أريد ما يقولهُ الواقع!؟

النقشبندي: الواقع شكلهُ آخر. هنالك مسائل كثيرة. تَدَخُل في الشؤون الداخلية. هناك علاقة غير متوازنة مائة بالمائة، والكل يعتقد أن العلاقة المتزنة والمعتدلة هي في مصلحة الكل، في مصلحتنا ومصلحة إيران. لكن هل يجوز أن نقفز على هذه العلاقة. إيران بلد جار، لا نستطيع أن نتغافل أو نتجاهل هذه الدولة.

سؤال: إيران قالت لن نسمح بعودة العلمانيين!؟

النقشبندي: إذا كان هذا التصريح بهذا الشكل، لأنّي سمعت هذا التصريح بشكلٍ سريع، فلا ينبغي لمسؤول إيراني أن يتكلم بهذه الصيغة.. لن نسمح بعودة العلمانيين أو غيره. الشعب العراقي هو الذي يختار، يختار علمانيين، إسلاميين. يختار أي سياسي من السياسيين، لهُ الحرية المطلقة بذلك، وليس لأحد الوصاية على الشعب العراقي إلّا الشعب نفسه.

سؤال: هل تعرف إن الحزب الإسلامي، ليس كلّه، متهم إن هنالك اليوم الكثير من رجالاته موالون لإيران مائة بالمائة؟

النقشبندي: سألت أحد السياسيين كان معي في أحد الدول. لماذا جماعتكم يتكلمون عنا، فأجابني؛ ليس لدينا عمل، فكيف نُظهر إن لدينا إنجاز، نتكلم عنكم، حتى يصبح لدينا إنجاز.

سؤال: تدعون الى أن يكون هنالك نفوذاً تركياً وعربياً كي يوازن النفوذ الإيراني.. هل هذه الدعوة تصل الى حدود ألا يمس هذا النفوذ بالمصالح العُليا للبلد والسيادة.. كيف تضمنون ذلك؟

النقشبندي: من قال لك إننا ندعو الى نفوذ، لا نقبل بأي نفوذ لأيّة دولة داخل العراق.

سؤال: النفوذ كلمة مطاطة.. النفوذ يعني علاقات جيدة وفعّالة.. كيف إذاً يولد النفوذ!؟

النقشبندي: هذا لا يُسمى نفوذاً، هذا يسمى علاقات مبنية على مصالح مشتركة، أمّا نحن كحزب إسلامي فلا نقبل بأي نفوذ لأيّة دولة مهما كانت.

سؤال: حتى لو كان نفوذاً ثقافياً إذا صحّ التعبير!؟

النقشبندي: ليس هنالك نفوذاً ثقافياً. تفاهم ثقافي، بروتوكولات ثقافية، أمّا نفوذ ثقافي فلا يوجد مثل هكذا تعبير. نحنُ لا نقبل بأي تأثير على الشعب العراقي إلّا ما يتعلق بمصلحة الشعب نفسه.

سؤال: تقييمكم إذا للدور العربي والتركي.. جيد أم سيء؟

النقشبندي: الدور العربي مع الأسف تأخر كثيراً. العرب تركوا العراق منذ 2003 ولفترات طويلة جدّاً مما أدى الى أن تتفاقم المشاكل، وعانى العراق كل هذه الفترات. العلاقات التركية العراقية شابها الكثير من الإشكاليات والمعضلات، ولكنها الآن أفضل من قبل.

سؤال: برأيك، ما هو جذر الخلاف بين الدول العربية، خاصةً دول الخليج العربي الشقيقة والإخوان المسلمين.. ماعدا قطر؟

النقشبندي: الخشية على السُلطة. الخشية من أن يكون الإخوان المسلمون بديلاً عن الأنظمة الحاكمة. طبعاً الإخوان المسلمين لم يكن لديهم تطلع أن يكونوا بدائل عن الأنظمة الموجودة في الخليج. ليس موجوداً. مجرد ما صعد الإخوان المسلمين الى السُلطة في مصر، حدث ضدّهم إنقلاب، وتآمرت عليهم الكثير من الدول.

سؤال: هل نستطيع أن نقول إن هاجس التجربة المصرية أصبح يؤرّق مضاجع الأنظمة الخليجية؟

النقشبندي: طبعاً حدث تحرك بعد التجربة المصرية. التجربة المصرية ظُلم فيها الشعب المصري. قُتل الناس الابرياء في ميدان رابعة والنهضة، وهذا شيء مؤسف أن يقتل الناس بهذه الطريقة.

سؤال: كيف تعرفون ما جرى وما زال يجري في سوريا.. خاصةً وأنتم لكم علاقات عتيقة مع النظام السوري والإخوان المسلمين في سوريا؟

بعد أن أبدى استغرابه من وصف (علاقات عتيقة) – يجيب النقشبندي: من أين لنا علاقات عتيقة؟

سؤال: هذا الوصف مرادف للعلاقات القديمة والمتجذرة ما بين الحزب الإسلامي والنظام السوري!؟

النقشبندي: جد لي لقاء. لم تكن هنالك علاقات بين الحزب الإسلامي العراقي والنظام السوري قطعاً. ليست هنالك علاقات. ممكن أشخاص مسؤولين داخل الحكومة العراقية يزورون سوريا.

سؤال: هذا عندما كنتم في المعارضة.. بدليل إن الإخوان المسلمين في سوريا جعلوكم واسطة لمحاولة التفاهم مع النظام لكنه رفض.. أكان السيد أياد السامرائي في عالم آخر وهو يقول هذا!؟

النقشبندي: أين قال هذا الكلام. لا بدّ أن تكون هنالك وثيقة أو في مقابلة. حتى لو ذكرته صحيفة. أحياناً الصحف تختلق هذا. الأطراف السياسية المعارضة جميعها لديها علاقات مع النظام السوري. خصوصاً الأطراف الشيعية، الأطراف الكردية. جلال الطالباني رحمه الله، مسعود البارزاني، لكن الحزب الإسلامي لم يكن لديه أي علاقة مع النظام السوري في ذلك الوقت.. أبداً.

سؤال: المهم أنت تنفيه!؟

النقشبندي: طبعاً. أمّا ما يحدث الآن في سوريا، فهو عار على كل من يقف مع هذا النظام، كائناً من كان، لأن الشعب السوري يقتل يومياً، وهذا لا يمكن أن يقبل به إنسان، لديه ذرة بسيطة من ضمير وأخلاق، أو من دين أو عرف.

سؤال: فقط النظام من يقتل؟

النقشبندي: التكفيريون.. أنهم مجرمون. داعش عصابة مجرمة، لكن النظام كان مفروضاً عليه أن يدافع عن شعبه.

سؤال: ألا تجد أن بشار الأسد أصبح شماعة مُفضّلة لجميع من يريد أن يمارس خطابات إنسانية!؟

النقشبندي: أستاذ مسار.. هل تسمع ماذا يحدث في الغوطة، هل رأيت ما يحدث في حلب وادلب؟

المحاور: أنا أراقب.. أحاول برصدي الإعلامي أن أقدّم رؤية موضوعية متوازنة لا تتماشى مع العواطف السائدة!؟

النقشبندي: الجماعات التكفيرية الجميع متفق على تجريمها، مثل داعش.. هل هنالك من يدافع عن داعش في العراق، أو في العالم كله.. الذي يدافع عن داعش مجرم مثلهم. إنها جماعة إرهابية متطرفة.

سؤال: أنا لا أدافع.. أنا أقارن، أنا أفهم أن هنالك صراعاً عالمياً؟

النقشبندي: من أدخل كل دول العالم الى الداخل السوري من أجل الحفاظ على السُلطة. هو بشار الأسد. لو من البداية تفاهم مع شعبه. حدثت ثورة سلمية ضدّه. بقيت ستة أشهر سلمية، لم تُطلق فيها رصاصة واحدة، لكن هو استخدم القوّة وقتل الناس. نصف مليون سوري مقتول.. نصف مليون إنسان.. يقتلون بهذه الطريقة، بالبراميل المتفجرة، بالأسلحة الكيميائية. لا يمكن السكوت عن هذا. هذا عار على جبين العرب جميعاً، وعلى جبين المسلمين، وعلى جبين العالم، وعلى جبين كل من موجود في هذا العالم.

سؤال: كذلك ما يحدث في اليمن؟

النقشبندي: طبعاً جريمة.

سؤال: الرسول رفض بنفسه أن يكون في موضع شبهة. اليوم مثنى السامرائي بديلاً عن مطشر السامرائي، رغم ما يحيط من شُبهات فساد بشخصية السيد مثنى السامرائي، وأنتم تدعون الى أن يكون معكم أناس نزيهون، فكيف قبلتم!؟

النقشبندي: المسألة كلها كانت مرتبطة بمرض الأخ النائب مطشر السامرائي. قدّم استقالته. أصلاً ليس مثنى السامرائي المفروض أن يصعد، إنما شخص آخر هو جاسم ممتاز، أحد شيوخ العشائر في سامراء.

سؤال: أنتم لم توافقوا عليه.. تركتم الموضوع للمنافسة!؟

النقشبندي: الدورة الانتخابية بقي لها شهرين، ماقيمتُها. لأن هذا الرجل مريض استقال وخرج من البرلمان، أمّا من يأتي بعده، فهو حسب تعليمات المفوضية، وحسب الشروط. كان من المفروض أن يأتي بعدها جاسم ممتاز، وهو شخص لم التقِ به.

سؤال: سليم الجبوري جعل مسألة التصويت على مثنى السامرائي أولوية.. سبب ذلك، وما زال يُسبب، ضجة!؟

النقشبندي: حقيقةً أنا لا أعرف والله. المسألة غير مهمة. لو كانت هنالك مدة طويلة، لكانت المسائل مختلفة.

سؤال: كلمة أخيرة توجهونها للشعب العراقي وهو مقبل على الانتخابات القادمة؟

جواب: الشعب العراقي أمام مسؤولية تاريخية كبيرة جدّاً. أن ينتخب الأصلح والأنزه والذي يخاف الله، والذي لا يسرق، لا يغدر، لا يخون. يجعل مصالح الشعب العراقي هي الأساس، وهموم الفقراء هي الأساس. هذا هو المفروض أن يُنتخب من قبل أبناء الشعب العراقي، وهذه مسؤوليتهم.

الوجوه التي كان معروفاً عنها الفساد، والبعد عن هموم الشعب، المفروض ألا تأتي مرّة أخرى. أعتقد ان الشعب العراقي أخذ الدرس، وإن شاء الله، سنرى في الانتخابات القادمة تغييراً وإصلاحاً حقيقياً في الحياة السياسية العراقية، وإن شاء الله نرى في المستقبل حكومة جديدة، فيها أُناس صالحون، نزيهون، وأكفاء، يستطيعون أن يخدموا هذا الشعب.

حاوره: مسار عبد المحسن راضي

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here