يوميات القبطان ٢٤

اقتربت الانتخابات ولم يبقى عليها غير ١٠ أسابيع او اكثر بقليل لكنها فعليا بدأت منذ اكثر من شهرين بسب التسابق بين التحالفات ومضاداتها وإنحلال البعض منها وبالانضواء تحت تحالفات اخرى، وَمِمَّا يثير الانتباه ان بعض هذه التحالفات وبحجة حكم الأغلبية او العبور على مصطلح الطائفية بدأ البعض الانخراط في كتل لم يفكروا بها من قبل كردي في تحالف شيعي، سني في تحالف كردي اما الصدريوين فقد حسموا امرهم في تحالف مع الشيوعيون والمدنيون وهكذا استمرت التحالفات والتقاطعات لحين انتهت الفترة الزمنية لتسجيل تلك التحالفات. وهذه اعتبرها حالة جديدة في الانتخابات المقبلة ولكنها ليس ظاهرة والسؤال الى متى تستمر تلك التفاهمات بين المتحالفين ما بعد الانتخابات؟

١-المُثير للانتباه ان البعض بدأ يُثير الغبار حول نفسه قبل غيره وبدأَ يُهدد بالقتل ويرتعش لمجرد شعوره بانه ،ربما، يفقد كثير من المزايا التي تعوّد عليها خلال ١٤ عام منذ سقوط نظام الطاغية الأوحد والذي خلّف بعده اكثر من طاغية ومستبد(الشاعر الجبوري قال چان صدام واحد لكن صاروا الف صدام) وهذه إشارة بليغة من مُتضرر ومخدوع لمدة ١٤ عام بسبب الشعارات الدينية وكُثرة العمائم التي تدير الدولة من فوق وتحت الطاولة. ولذلك ظهر لنا عامر الكفيشي يُهدد بالقتل لكل علماني وشيوعي ومدني ،يعني لكل وطني تحديدا، بسبب نشاطهم”متخفين”بين الشباب ويأثروا عليهم، وقد تعدى الكفيشي في خطبه في ايّام الجمع الملازمة لتظاهرات التغيير في ساحات التحرير العراقية بدأً ببغداد وباقي المحافظات، ويبدو ان الكفيشي لم يلتفت الى الاحتجاجات على كلامه ولم يعير أية أهمية للأصوات الوطنية بترك هذه الأسطوانة المشروخة والبالية ضد الشيوعيين والوطنيين العراقيين وتماديه لأكثر من مرة فقد اشتعل ألفيس والقنوات الفضائية أمس والاول منه حول تصريحاته المتخلفة، وعلى حد تعبير الكاتب غالب الشابندر بانه احدى النكرات والفاشل بكل المقاييس، وكذلك ما قاله ألسيد علي النعيمي بان التيار الوطني والشيوعي والمدني ظهر قبل ولادة الكفيشي نفسه،مما حدى بالأكثر من الوطنيين الإعلان عن تقديم شكوى ضده لانه اعتبر استعمال السلاح ضد الشيوعيين والوطنيين المدنيين اصبح ضرورة وخطرا على مسيرته الفاشلة بامتياز والحرب ضد داعش اسهل من الحرب على الآخرين من العلمانيين والمدنيين والشيوعيين، كل هذا جعل ان تقدم البعض بشكوى رسمية قدمها احد المحامين الى القضاء ضد الكفيشي لانه يُحرض علناً بالقتل لمناؤيه وتصفيتهم وهذا خلافاً للدستور الذي يقر بحرية التعبير وحرية الأحزاب المعترف بها حسب قانون الأحزاب الذي وضعوه بأنفسهم، وعلى القضاء ان يُثبت نزاهته للمحاكمة وينال جزاءه العادل ان لم يتدخل من أعطاه الضوء الأخضر لتصريحاته والكفيشي عضو قيادي في حزب السلطة التي تقود البلد من فشل الى آخر.لكن ما يُثير استغرابي بان الجميع من انتقد تصريحات هذا المتخلف، حسب تعبير الشابندر،لم يُظهروا اسم القناة ولا اعلم ألسبب لكنه ظهر في قناة آفاق التي يديرهارئيس حزب الدعوة المالكي.لكن وهم يعلمون ان قانون الانتخابات المُجيّر لهم وهم ، يعتقدون، انهم اكثرية فلم التخوف من صعود الشيوعيون والوطنيون الى البرلمان ؟لماذا هم مفزوعين الى هذه الدرجة وهم من قالوا “منو گلكم نطيها”وهم يعتقدون انهم الأكثرية فلم الخوف والفزع من صعود البعض المناوئ لهم ومعارض لفسادهم الذي استمر منذ ٢٠٠٣ ليومنا هذا؟ ولكن السؤال الأهم ما هو موقف العبادي من هذا التهديد بالقتل؟ أهي غزوة إسلامية لتثبيت الدين ام لقتل “الملحدين” المتخفين تحت أجنحة الظلام؟. لقد تناسى الكفيشي المتخلف والمحمي من قبل سيده المالكي ان الوطنيين العراقيين ليسوا متخفين في الظلام انهم معروفين بمقراتهم العلنية والرسمية والمستقلين متواجدين في كل مكان وليس هناك ما يخفوه عن الشعب انهم وببساطة ضد الفساد والبطالة والعوائل التي سيطرت على الدولة ومع حقوق المرأة واحترام حقوق الانسان وتوفير العمل للعاطلين وضد تزوير الشهادات ليتبؤا المناصب العليا والتي أصبحت فضيحة في العالم أسره مما جعل الجامعات العراقية في أسفل السُلّم في التسلسل العلمي، وكيف لا حيث كان الكفيشي احد أعضاء لجنة التعليم العالي البرلمانية!!

٢-ما معنى قرار البرلمان وبعد غفوة ال ١٤ عام ان يصدر قراره بالاستيلاء على ممتلكات النظام السابق وعلى امواله المنقولة وغير المنقولة؟ماذا تبقى لنظام صدام وباسم صدام نفسه او باسم عائلته من أموال خارج العراق بعد ١٤ عام؟ الم يكن هكذا قرار فاقدا لتأثيره؟ ثم هل المطلوب من هكذا قرار ان يُترجم لصالح من استولى على قصور وبيوت ازلام النظام السابق ، على سبيل المثال وليس الحصر كما صرّح زياد طارق عزيز بان قصرهم استولى عليه الحكيم، ليُشرعن هذا القانون الاستيلاء على هذا القصر وغيره.

٣- عند بدأ تحرير نينوى وباقي المدن العراقية التي استولى عليها داعش شن العبادي حملة ضد الفاسدين وتهديدهم بالعقاب واسترداد أموال الدولة بعدما اكتشف ان عشرات الآلاف من الفضائيين في الجيش والشرطة وخيانة وجبن القادة العسكريين وكرر مرارا وتكرارا مكافحته للفساد والفاسدين وتقديمهم للقضاء لكنه انتظر وانتظر الى ان زالت أسباب اصلاحه بتشكيل كتلة انتخابية من داخل حزب الدعوة باسم النصر ليضم الفاسدين من بين أعضاءه. ولذلك فقد المصداقية في محاربته الفاسدين وفقد الأمل المرجو فعلاً في اجتثاث الفاسدين. وياليته لم يقبل بانضمام البياتي وعلاق والشهرستاني وهم قمم الفساد والدفاع عنه في كيان الدولة.

٤- الان الدعوة لتكثيف الحراك المدني ليس فقط في ايّام الجمع وإنما كل الأيام مادام الحملة الانتخابية بدأها المسيطرون على السلطة. الملفت للنظر ان عدنان الأسدي يدعو الى عدم استخدام أموال الدولة وعجلاتها في الدعاية الانتخابية ويدعو الى الأكثرية النيابية لان حكم المحاصصة فشل!! أليس غريبا ان يدعي وكيل وزارة الداخلية في انتخابات ٢٠١٤ الى هذا الامر وهو وعبر مقاطع الڤيديو كانت سيارات الداخلية توزع الحصص الغذائية للفقراء وتدعو لانتخابه مخالفا بذلك كل تعليمات مفوضية الانتخابات ولم يتخذ اي اجراء ضده حينها؟

وهكذا اختتم ما اكتبه من بلد الثلوج اليوم لالتحق بعد ايّام بالحراك المدني وأعمال الخيمة الطبية الانسانية لاقدّم جزءاً بسيطا ً من الواجب الوطني.

د.محمود القبطان

٢٠١٨٠٣٠٦

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here