أنا ومهوال الحكيم والتسقيط الإعلامي

عباس الكتبي

منذ اسبوع، كتبت مقالا بعنوان:( إنما الفاسدون نجس فلا تنتخبوهم حتى يتطهروا)، وختمته بفقرة:( رسالتنا لأنفسنا… حتى يتطهروا).

لكني تفاجئت ببعض مواقع النشر الإعلامي العراقي، زادت في المقال كلام–لا ينسجم تماما مع ما كتبناه– يمجّد ويثني على مسؤول فاسد في الحكومة العراقية!! في حين هناك مواقع عراقية وعربية نشرته بكل أمانة كما هو.

هذا التدليس والكذب والإفتراء في مقالات الكتّاب، تكشف عن مستوى التدني لدى بعض وسائل الإعلام العراقي، ومدى إنحطاط الاخلاق لبعض الإعلاميين، وأيضا شخصّت هذه الحالة لنا مواقع إعلامية تحت هيمنة حزب تابع لذلك المسؤول الفاسد، الذي عاث في العراق الفساد والدمار على المستوى الأمني والسياسي والإقتصادي، وبإمكانكم متابعة مقالنا لتتعرفوا على تلك الجهات الإعلامية المحرفة، بعد ملاحظة تواريخ النشر.

اقول: إذا كان مقال كاتب بسيط خشوا منه وحرّفوه لصالحهم بعد أن كان ضدهم، فما بالك بسياسي منافس لهم وقادم بقوة؟! ذلك هو السيد الحكيم، وقصة القتل المزعومة للمهوال الجبوري، التي أخذت مساحة إعلامية واسعة على الصعيد العربي والعراقي، قصة نسجت من خيوط الوهم والخيال الإعلامي المفتري، وصدقها البسطاء من الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ماذا فعل السيد الحكيم حتى يمارس ضده كل هذا التسقيط والتضليل السياسي؟! هل لديكم شخصية سياسية حكيمة ومتزنة بالفكر، ومنفتحة على الجميع، ومقبولة على الصعيد المحلي والخارجي؟ هل لديكم شخصية قامت وسعت بجد للتغيير، فأسست تيار شبابي: مؤمن–مرجعي– وطني–معتدل–مثقف ذو شهادات جامعية وعليا، ومكّن المرأة وأعطاها مساحة كبيرة في المجال السياسي؟

هل لديكم شخصية سياسية، جمعت في تيارها السياسي، على المستوى التنظيمي والإنتماء مكونات المجتمع العراقي؟ هل لديكم حزب أو تيار طرح مشروع سياسي وبرنامج حكومي؟ هل عندكم من غير الوجوه وبدلها؟ دلوني عليه!!

هذا كله قام به السيد الحكيم، فأتوني بمثله! بدل أن تحسدوا الرجل وتقومون بتلفيق الأباطيل ضده، أذهبوا وأصنعوا مثل ما صنع، أقنعوا الناس بمشروكم السياسي وبرنامجكم الحكومي، وأشطبوا الوجوه الفاسدة التي ما زالت موجودة معكم، ونافسوا في الأنتخابات منافسة شريفة، وأبتعدوا عن التسقيط السياسي، الذي شهدناه منكم في كل دورة أنتخابية.

إلى الإعلام الحزبي السياسي: مهما تماديت في ممارسة الكذب والإفتراء والخداع والتضليل، سيُرتد عليك ويفتضح أمرك، لإنّ القانون الإلهي الذي سن في هذه الحياة يقول:(مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here