الاعتداء على سماحة السيد حسين الشيرازي اعتداء على المرجعية الشيعية كافة

لقد سئمنا التصرفات الساذجة والغير عقلانية من قبل مجموعة تهدد وحدة البيت الشيعي بين الفينة والأخرى ، وتقوم بأعمال وأفعال المجرمين الذين تعدوا على العلماء والمراجع أمثال الشاه وصدام وتخطوا خطاهم وتستعمل طرقهم وأساليبهم في انتهاك حرمتهم وتشويه سمعتهم من أجل تسقيطهم ومن ثم الانقضاض عليهم بعد أن تبعد الناس عنهم ، فتقوم بالتسقيط من خلال نشر الإشاعات الكاذبة والمغرضة كالخيانة والتعامل مع أعداء الأمة وعدم العلمية وتشويه الإسلام والخروج على تعاليمه وغيرها من الأكاذيب والإدعاءات التي لم يخلص منها حتى الأنبياء والرسل وجميع ألمصلحين فطريق الرسالة والتبليغ وتوجيه الناس الى الحق مملوء بهذه المضايقات والمعاملات الغير إنسانية ، ولكن هذه الأفعال إن خرجت من أناس لا يدَّعون التدين والانتماء لطريق أهل البيت عليهم السلام فهذا يقبل على صعوبته وشذوذه لأن طريق المعاندين صفاته هكذا ، ولكن صعوبة الأمر وغرابته أن يصدر ممن يدَّعي التشيع بل يحمل عنوان كبير وخطير ومقدس وهو تبنيه قيادة الدولة الإسلامية المتخذة من طريق أهل البيت عليهم السلام اسس ومنهج لهذه الدولة ، فقد أعطى الإسلام ورسوله الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) وأهل البيت عليهم السلام المكانة المرموقة للعلم والعلماء قال الله سبحانه وتعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء) ، قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ( العلماء أمناء الله على خلقه) وقال (صلى الله عليه واله وسلم) ( العلم وديعة الله في أرضه والعلماء أمناؤه عليه فمن عمل بعلمه أدى أمانته) وقال (صلى الله عليه واله وسلم)( العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء ويستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا الى يوم القيامة) وقال (صلى الله عليه واله وسلم)(من أستقبل العلماء فقد استقبلني ومن زار العلماء فقد زارني ومن جالس العلماء فقد جالسني ومن جالسني فكأنما جالس ربي) وقال الإمام الصادق (عليه السلام)( إن العلماء ورثة الأنبياء) وقال الإمام الباقر(عليه السلام)( عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد) ، وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي أكدت على الدور المهم والمنزلة الرفيعة للعلماء الصالحين أمثال السيد حسين الشيرازي (حفظه الله) ، فالتعدي على هذا السيد الجليل تعدي على جميع العناوين التي تحملها هذه الأحاديث الشريفة اي بعبارة أخرى تعدي على طريق الهدى وما يحوي هذا الطريق من عناوين مقدسة الذي يريد هذا العالم وجميع علمائنا ومراجعنا العظام تبيِّنه وتوضيحه للناس ، فالتعدي على هذا العالم الجليل تعدي على جميع المرجعيات الشيعية شاء المعتدون أم لم يشاءوا ، فهذا العالم ربيب العلم والعلماء والجهاد والمجاهدين والشجاعة والشجعان الذين دافعوا عن التشيع وأهله وبذلوا الغالي والنفيس من أجل إعلاء وإظهار طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين في جميع الساحات والمواقع والأوقات والظروف ، وتشهد لهم المواقف الآنية الكبيرة التي دافعوا فيها عن التشيع والشيعة في مختلف بقاع المعمورة وسجلت لهم كتب التاريخ فتاويهم المقدسة التي هزمت إمبراطوريات لا تغيب عنها الشمس وأصبحت هذه الفتاوى الشمعة المضيئة التي يقتدي بها العلماء في مواقفهم في الدفاع عن التشيع والشيعة ، والقيام بهذا الاعتداء الأثيم على سماحة السيد حسين الشيرازي في هذا الظرف المعقد الذي يمر فيه الشيعة والمنطقة والعالم من حرب طائفية وإرهاب قد يخلط الأوراق على المؤمنين من أجل إيجاد الذريعة والعذر لهذا الاعتداء الآثم والطلب منهم الصبر وتقبل الموضوع بشكل هادئ بسبب هذه المخاطر التي تحيط بالتشيع والشيعة ، فالمؤمن الفطن لا تلبس عليه اللوابس وخلط الأوراق ليس من صفات العقلاء فالظرف التي تمر به المنطقة والحرب الطائفية لا تبرر الاعتداء على حريم المرجعية وإيجاد العذر المسوّغ لهذه الأعمال الشنيعة التي لا تمت لمذهب أهل البيت عليهم السلام بأي صلة فسيرتهم لا تظهر إلا احترام العلماء والتأكيد على مكانتهم وأهميتهم ومنزلتهم العالية ومن يقول بغير هذا فلم يتبع طريق وأخلاق أهل البيت عليهم السلام ، لهذا نقول ونطالب باحترام المرجعية الدينية وعدم التعرض لها تحت أي عذر أو سبب والترفع عن استعمال طرق الأنظمة الظالمة في الحكم من تسقيط وتشويه للسمعة وإفشاء الأكاذيب والإشاعات والاعتقال بحق العلماء الأعلام والتوقف عن هذه الأعمال السيئة بحق الأسرة الشيرازية الكريمة التي قدمت للتشيع والشيعة كل ما تملك من نفس ومال وجاه وعلم ، فهذه الأعمال لم يفلح من عملها من قبل مهما كان مقامه أو منزلته ولم يحصل منها إلا على الخزي في الدنيا والآخرة ، فالتعرض للعلامة السيد حسين الشيرازي تعرض للمرجعية الدينية ويهدد وحدة البيت الشيعي وليس من الحكمة والعقل الإستمرار بهذه الأعمال .

خضير العواد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here