التسامي والعمق الروحي ..طور الشور أنموذجًا!!

أحمد الركابــــي

إن الأقلام برغم الجهود المكثفة التي بذلتها لمعرفة هذا النور الرباني، و رغم التفافها حول هذا الوجود لاستلهام المزيد من القوة منه لتبيينه حتى تصفه بكل ما تمتلك من قوة في التعبير، و رغم غوصها في بحر معارف و فضائل هذا الكيان النوراني، اعترفت أنها ما زالت في مراحلها الابتدائية والأولية في هذا المجال!!! لأن لكل كلام بداية و نهاية و حدود في التعبير عن المعنى المقصود سوى كلام و حديث مولاتنا الزهراء عليها السّلام، و إن لكل بحر ضفاف ما عدا بحر فضائل فاطمة و أبيها و بعلها وبنيها المعصومين (عليهم السّلام).
الزهد والعبادة صفة طبيعية واضحة في حياة أهل البيت عليهم السلام، فهم المثل الأعلى والقدوة الرائدة، والشخصيات الإسلامية القيّمة. ومنهج أهل البيت عليهم السلام في الزهد والعبادة هو منهج الإسلام، بصفائه وأصالته، كما بلّغه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فليس الزهد والعبادة في منهجهم انقطاعاً عن الحياة، أو فراراً من مسؤوليات الإنسان الاجتماعية، بل الزهد والعبادة عندهم تعالٍ على مُتع الحياة، وتسامٍ على أوطارها الفانية.
والعبادة في منهجهم صياغة الحياة وملء أبعادها وفق مشيئة الله تعالى، وصفاء العلاقة معه، وشدة الارتباط به سبحانه وتعالى، لذلك نجد الزهراء عليها السلام العابدة الزاهدة المتبتلة التي سُميت البتول لكثرة عبادتها وتبتلها، نشاهد حياتها جهاداً وعملاً وكفاحاً وزهداً وعبادة وتبتيلاً.
ومن خلال ذلك كان التسامي والعمق الروحي في صياغة الشعور النفسي في الغوص نحو طور الشور والبندرية الذي يأخذ بنا الى التأثير بعمق المصيبة و المظلومية التي وقعت على آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكان دور الشباب المسلم الواعي بتوجيه المحقق الأستاذ الصرخي في إحياء وفاة (الزهراء سلام الله عليها ) وإعطاء الصورة الواقعية عن ألم المصاب.
فإنّنا نرى أنّها تمثّل النموذج الكامل للإنسانية المسلمة التي انفتحت على الله تعالى بكلّ عقلها وبكلّ روحها، وبكلّ حركيتها وبكلّ مسؤوليتها، ومن خلال انفتاحها على الله تعالى انفتحت على الإنسان وعلى كلّ القضايا الحيّة التي تتصل بمسؤوليته في الحياة. فاطمة الزهراء (عليها السلام )الإنسانة التي تمثّل المثل والنموذج والقدوة للإنسان المسلم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here