رغم التغيرات الكثيرة والكبيرة التي طرأت على وضع المرأة في العراق بعد تحرير العراق في 2003 مشاركتها في العلم والعمل والعملية السياسية ووصولها الى مراكز مرموقة في الحكومة في البرلمان العراقي ودوائر ومؤسسات الدولة المختلفة لكن لم يدفعها الى الامام ويرفعها الى الاعلى لا تزال في نفس النقطة وفي تلك الدرجة لا تزال تستجدي حقوقها استجداءا لانها لم تصل الى ذلك و لم تحصل عليه بقوتها وارادتها وتفرضه فرضا نتيجة لصرختها وتحديها للظروف التي تعيق تقدمها وتحول دون الوصول الى تحقيق انسانيتها وانها عقل مستقل بل وصلت الى ذلك بأوامر مفروضة من قبل الامم المتحدة فأسرعت بعض الجهات السياسية الى تطبيق تلك الاوامر لا يعني انها مؤمنة ومقتنعة بدور المرأة ومساواتها في العملية السياسية وفي بناء الوطن وسعادة الانسان بل ارادت ان تزين وجهها وتبيضه ان تظهر بمظهر العصر فسمحت للمرأة بالترشيح ووضعتها من ضمن القوائم الانتخابية وفعلا وصلن اكثر من 83 امرأة وكان وجودهن في البرلمان مجرد ديكور لتجميل البرلمان ليس الا وتجميل القائمة ورئيس القائمة لانهن وصلن الى كرسي البرلمان فأسرع بعض قادة القوائم الى ادخال زوجته بنته شقيقته وبعضهم ادخل عشيقته الخاصة
لو كانت المرأة التي دخلت البرلمان حرة غير خاضعة لرئيس القائمة وتنطلق من مصلحة المرأة وحقوقها الانسانية والتعامل معها كأنسانة مسئولة عن سلبياتها و أيجابياتها وهذا ما أكده الله في كتابه العزيز فالمرأة تحاسب على ما تقوم به من سلبيات ومن شر وتثاب على مل تقوم به خير وايجابيات وهذا يعني ان الله الاسلام ينظر الى المرأة كانسان حر مستقل كما الرجل حر مستقل ولم ينظر لها كما صورها الجهلاء بأنها ناقصة عقل
لا شك ان هذا الوصف هذا الاتهام مخالف لارادة الله ورسالته الانسانية لان ناقص العقل لا يحاسب ولا يثاب على اي تصرف مهما كان لانه ناقص العقل
نعم هناك اختلاف بين نضوج العقل ومستوى وعيه فليس كل البشر متساوون سواء كانوا رجال او نساء فهناك نساء يملكن عقولا اعلى مستوى في الوعي والادراك من كثير من الرجال وهذا يتوقف على اهتمام المرأة او الرجل بالعلم بالعمل والمساهمة في بناء الحياة
والعقل ينموا وينضج ويتم كماله من خلال الحرية التي يتمتع بها ومن خلال الاطلاع على افكار وآراء الاخرين وكلما كان الاطلاع اكثر كلما كان العقل اكثر نضوجا واكثر ادراكا يقول الامام علي اعقل الناس من جمع عقول الناس في عقله وهذا لا يقتصر على الرجل دون المرأة بل انه يطلب من المرأة والرجل لهذا فان العلم والعمل هما اللذان صنعا الانسان وكان الامام علي يدعوا الى الاهتمام بالعقل من خلال تقديم الطعام اي العلم والمعرفة اكثر من اهتمامه ببطنه وكان يستغرب من اهتمام الانسان ببطنه دون الاهتمام بعقله فالعقل يشكوا الجوع كما يشكوا البطن الجوع
لهذا على المرأة العراقية ان لا تنتظر من الأخرين من الرجل ان يحقق مطالبها ودعوتها للحرية وحقوقها الانسانية ولا تطلب منه ان يمثلها ولا تكون خلفه ابدا مهما كان ذلك الرجل
بل ان تأخذ الأمر على عاتقها وتكون في المقدمة وتطلب من يؤيدها ان يكون خلفها ويردد ما تقوله هي
ان تشكل تيار تجمع قائمة خاص بها حيث اثبت ان دخول المرأة في قوائم متعددة لم تحصل على اي فوز خاص بها كما عليها ان ترفض نظام الكوته انه تنازل على حساب كرامتها وقيمها ومبادئها ويجعلها جارية بيد رئيس وقادة القائمة التي اختارتها
في البرلمان العراقي اكثر من 83 امرأة لو توحدت هذه المجموعة في البرلمان على خطة واحدة تدافع عن حقوق المرأة الانسانية لتمكن من اصدار قوانين مهمة ورئيسية في صالح المرأة والشعب الا ان ارتباط كل نائبة برئيس القائمة وقادت القائمة وخضوعها لهم حال دون ذلك بل جعلها بالضد من مصلحة المرأة وهكذا جعلوا من المرأة وسيلة في البرلمان لتحقيق مصالح وقضايا خاصة لهم
وهذا يتطلب من اللواتي هدفهن تحرير المرأة من الظلام والظلم والتخلف ان يتوحدن في تجمع واحد وينزلن الى مستوى المرأة الى واقعهن ويذهبن اليها في الحقل في المعمل في السوق في المدرسة ويشاركن في افراحها واحزانها ومناسباتها وينصب اهتمامهن بتعليم المراة وعملها والابتعاد عن الامور التي تخلق حالة من الرفض والانزعاج
فتعليم المرأة وعملها يقضي على كثير من السلبيات والقيود التي تواجه المرأة والتي تعرقل مسيرتها
فالتغيير والتجديد والتطور لا ياتي بالتمني والرغبات انما يأتي بالنزول الى الميدان ووضع الخطط والآليات الجديدة والعمل بصدق واخلاص
فالانسان سواء كان رجل او امرأة لا يصنع واقعه وانما الواقع هو الذي يصنعه فعلى الذي يريد تغيير الانسان عليه ان يغير واقعه
كما يتطلب الكف عن لوم المجتمع وشتم فلان واتهام فلتان والعمل على دعم وترسيخ الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية انها الوسيلة الوحيدة لنيل كل انسان حقه ولا وسيلة غيرها حتى وان بدأت بعض السلبيات والمفاسد العثرات العراقيل فهذا امر طبيعي كتجربة جديدة لم نألفها سابقا المهم اننا بدءنا في الممارسة ومن الطبيعي سنكون مبدعين وماهرين في المستقبل
مهدي المولى
Read our Privacy Policy by clicking here