أحزاب لا تخوض الانتخابات بأسمها خالد القره غولي

د . خالد القره غولي ..
أن قلق الناخب في العراق اليوم وهو يتطلع الى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة , والتي ستنطلق في الثاني عشر من شهر ايار المقبل , لا يكمن مصدره في ذات قيمتها الفضلى أنما يكمن في عملية ممارسة الديمقراطية , رهن بسلوكه نحوها وممارسة دوره الريادي بصدد هذا الموضوع والتي يوظفها لحراستها والذود عنها ويعد اغتراب هذا السلوك عن المضمون أو المعنى الفكري لمجموع قيمها انفصال الإنسان عن باب الحضارة التي ينتمي أليها , كلمة الديمقراطية لها في نفوسنا وقع مكين وإذا لم نكتب عنها بقلم جريء وشجاع فسوف تبقي نغمة منفصلة عن بعضها فالديمقراطية كما يتصورها الآخرون ، أصبحت ألان لا تسد رغبات وطموحات المواطن العراقي الذي يجهل معنى الديمقراطية قبل صنوفها وأشكالها , ولا حتى له خبرة فيها , أن الديمقراطية لا تزدهر ألا في ظل العدالة , لا نريد تكرار أخطائنا الماضية التي ساقتنا إلى أفران الحريق والقتل ، وبالرغم من الديمقراطية التي جاءت من الخارج فإننا نحب الوطن ونحب العراقيين لنعيش فيه بسلام وامن واستقرار دون تمييز أو فارق , فالعراق بلد عنيد وقيادته صعبة ما لم يكن من صلب الشعب العراقي الذي يعرف جيداً ماذا يريد العراقي وماذا يحب وأي شيء يكره , فعندما يحصل هذا فأننا عندها يمكن أن نحتفظ بالديمقراطية لكي ننصر العدالة , أن حديقة الأمن في العراق اليوم تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع على الجميع دون الرجوع الى الحقبة الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدى على الأمل يعتدى على الحياة , ويشوه الإنسان ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ، فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل وتحمي موقفه , في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية , والسؤال هنا يطرح نفسه ما هو الحل وأصدقاء الأمس من السياسيين المرشحين الذين وقد تحولوا الى أعداء بل إلى وسطاء بينهم وبين دول إقليمية , هؤلاء ( السياسيين الجدد ) هم آخر من يتكلمون بالحق والفضيلة وآخر من يرتديون لباس الحكماء وآخر الطيبين وإياهم أن يتحدثوا أو يجالسوا أو يعاشروا إنسياً عليهم الجلوس والحديث إل أمثالهم من المرضى والمهووسين والشياطين , هؤلاء السياسيين الذي كان ينمقون ويرتشون أقاويل أسيادهم من الّذين انهزمت أرصدتهم قبل أجسادهم من المحتلين ، يحاولون جاهدين أن يقتربوا من التوبة لكنهم فشلوا في كل مرة ، فللتوبة شروط لعل من أبرزها الندم على ما فعلوا من فعلٍ محرم وعدم تكراره وأنتم الآن في بحر الحرام ، ولا يعرفون معظم الناس انكم نهبتم وسلبتم مال أهلكم وأشقائكم ووطنكم وتحايلتم على أخوتكم وسطوتم على ميراث العراقيين , فكيف الحال إذن مع بقية خلق الله في هذا العالم , إذا كنتم صادقين وتمتلكون الشجاعة وقّعوا على اعترافكم بتدمير العراق والابتعاد عنه .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here