الثامن من مارس ثورة نسوية

فضيلة مرتضى

يوم الثامن من مارس يوم المرأة العالمي يوم التضامن مع قضية جوهرية للمرأة وأحتجاج من تقليل قيمتها الأنسانية داخل اطار المجتمع والمطالبة بعدم هدر طاقاتها وعدم الأستهانة بجنسها . قضية المرأة مرتبطة بالنظام الرأسمالي وسبله الأقتصادية والأجتماعية بصيغتها الأستبدادية والأستغلالية وجني الأرباح على حساب الجهود الأنسانية والمرأة تحتل بالدرجة الأولى في التميز الجنسي والتهميش الوظيفي وفي الحسبان في الدونية. المرأة في جميع بقاع الأرض لازالت تعاني وتكابد وخصوصآ في دول الشرق الأوسط حيث هناك نظرة دونية سائدة للأنثى في تلك المجتمعات التي طابعها طابع ذكوري أكثر من غيرها من المجتمعات الأخرى ولذلك حريتها للأنطلاق لممارسة دورها الفعال شبه معوق . ففي الكثير من الدول العربية المرأة لازالت محصورة في المطبخ والسرير ولا يجوز لها تخطي السجنين المفروضين ولا يجوز لها الأنعتاق من العبودية خصوصآ في عمق الأرياف تكابد المرأة أضعاف ماتكابدها النساء في المدن .ففي الثامن من مارس في كل عام المرأة تطالب المساواة والحرية لأستبعاد العبودية وكل أشكال الأضطهاد ورفع الظلم عنها وبالأخص النساء الكادحات والوقوف بوجه سلطة الرأس المال المستغل لجهود المرأة والأحتجاج على أرغامها على الوقوف في أدنى الدرجات وأستنزاف قوتها لأجل الربح المادي وتحاول تخليد هذا اليوم العالمي كمنفذ للحرية والخلاص من التهميش. النساء مضطهدات في سوح العمل ويمارس ضدهن كل أنواع المظلومية, بالأضافة الى شبح الأمية المتفشي بين الكثير منهن والهشاشة في أوضاعهن{الصحية والثقافية والأجتماعية والأقتصادية} وهناك أيضآ ممارسة الوحشية الذكورية من أجل سحقها وتحطيم قدراتها ووضعها دائمآ في خانة ضعيفة متردية في المجتمع الذكوري. نلمس هذا العام تصاعد أرقام العنف الجسدي والفكري والتحرش الجنسي وكثرة البطالة ووتفشي التخلف وزيادة الفقر في جميع المجتمعات وعلى وجه الخصوص المجتمعات الشرقية وهذا أيضا من تبعات الحرب الدائرة في الشرق الأوسط ونتاج ذلك تعنت الذكور وممارسة جميع أنواع الفكر التخلفي والوحشية والهمجية الطاغية على أسلوب المجتمع المضطهد كل هذه العوامل ساعدت على تردي حالة المرأة لكونها الضلع الهام في جسد الأمة وفي المحصلة تعطل دور المرأة في بناء المجتمع حيث أنها ركيزة وكيان مهم وتفاقم الأوضاع في البلدان هو تفاقم المفاهيم الخاطئة بحق المرأة.

كلما ولد الحماس الثوري لدى المرأة تتسارع الأمبريالية البرجوازية على تشويه هذه الحماسية وأخمادها ومنع رئتها من التنفس ولذلك لازال شبح الأمية وتخلف المرأة وتهميشها ساري المفعول والتحرش الجنسي والعنف الأسري مستمر وفي تزايد . نضال المرأة من أجل الحرية والمساواة هو لبناء مجتمع أشتراكي تتساوى فيه الحقوق والواجبات والتعايش السلمي بين جميع الأجناس فلا رقي في المجتمعات دون أطلاق الحرية للنساء وأفساح المجال لهن لممارسة دورهن في بناء المجتمع لرفاهية الأسرة والكرامة في الحياة.الأحتفال كل عام وبالتحديد في الثامن من مارس بحد ذاته هي ثورة نسوية على الظلم والممارسات الأستبدادية ضد أرادتها وسلب حريتها وهدر طاقاتها الأنتاجية وثورة ضد العبودية.

08/03/2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here