مجازر الأفراح…

حسن حاتم المذكور

[ارحمنا وارحم اسمك يا رب, ارفع عنا عتمة وسطائك, لا يشبهونا في شيء ونختلف عنهم في كل شيء, سئمناهم بيننا, نريد ان نفرح ونبتسم للحياة, لا يزيدونا ولا بنقصونا خردلة, لكنهم جعلوا من وطننا مقبرة للأحياء وشعبنا مؤجل الدفن, خلّصنا منهم وخلّص اسمك الكريم “امين”].

1 ـــ الشعوب التي لا تفرح ويُحرم عليها سماع الأغنيات وتجفف على وجوهها الأبتسامات, تفقد قدرتها على الموهبة والتفكير والأبداع, وتصبح كئيبة لا تفرق بين الحرية والعبودية, ولا يوجعها اذلال العوز وتستحسن اطعامها من لحمها عبر مكرمات الحصص التموينية او صدقات لذوي الحاجات الخاصة, ويتناسوا انهم اصحاب الأرض والثروات, العراقيون ونحن ابنائهم نتذكر تاريخهم الوطني الغني بثقافة الرفض وهدم الذي لا يُصلح واعادة بناء الجديد, كم مرة اسقطوا المستحيل بضربات الأنتفاضات والثورات الوطنية.

2 ـــ جنرالات السياسة والدين والمال, حريصون على افقار ابناء الأمة واذلالهم عبر تدمير ارواحهم ومطاردة افراحهم وتفريغ معنوياتهم وجعلهم ملتق لمجاري الكآبة ومفتعل المآتم ومحميات للأوبئة, هنا يسهل تجنيدهم لحروب المذاهب وتكريس ثقافة الأحقاد والكراهية كوقود فتنة جاهزة للأشتعال, كل مذهب له تاريخه لتبرير تمثيله للأسلام, مخولاً لألغاء الأخر واجتثاثه, حرب لا يعرف الضحايا من المنتصر فيها, فتنة عمرها مئآت السنين وسيواصلها مستورثي العاهات الى ما لا نهاية, عبثية وضعت الأسلام ذاته في دائرة الشك.

3 ـــ جنرالات السياسة والدين والمال كل على ظهر الآخر يسوقون بعضهم الى مشترك مصالحهم, ويتخذون من اسم الله وسيلة للعبور على ظهر الأمة, حتى وضعوا الرب في مأزق وسطائه وتسائلات الضحايا, هل حقاً ان الأسلام دين سماوي, اذن لماذا يدعي تمثيله على الأرض هذا العدد الهائل من المحتالين, وهل حقاً خُلقناً عبيداً وملهاة للوسطاء في الدنيا قبل ان يعوضهم عنا غلمان الآخرة, وان قسمة المهانة واذلال العوز كتبها الله على جباهنا ولدافعي الخمس عصارة حياتنا… ولماذا؟؟؟.

4 ـــ عراقيون تمتد جذور انتمائنا وعراقة ولائنا بعيداً في التاريخ الوطني, ابناء جنوبنا ووسطنا تتجاوز عراقتهم حضارة اجدادهم في بابل وسومر, اذن كيف يجوز لبعض السماحات المتطفلة ان تتعامل معنا بأذلال واستحقار وتثلم ادميتنا وهم يعلمون اننا ورثة الأرض وما عليها وما تحتها, وبأي حق يشرعنون تجهيلنا وافقارنا وتغييب ادوارنا والتَجًرُءْ على نهب وتهريب ثروات اهلنا, ايحق لهم ان يقرروا مصير اهل الدار وطريقة حياتهم او يصادرون حرياتهم ويحددون مساحة افراحهم ويمسحون فلكلورهم الشعبي المتوارث ويفرضون عليهم تعاطي الخانق من شرائعهم الميتة, انه شذوذ المراحل عن قاعدة التعامل الأنساني بين البشر, وهنا لا يصح الا الصحيح.

5 ـــ لا زالت النصيحة لم يفت اوانها, على الذين تورطوا بسوء فهم العراقيين, ان يتعلموا من حكمة حقيقتهم, ان من يسحق ارضهم يُسحق عليها ومن يلعب اوراقهم مع الله يخسر بها, وان غبار الشعوذات لا يثبت فوق صخور المعرفة, ومن صمتهم تنفجر كلمتهم الأخيرة لتهدم الخطأ وتعيد الصح الى نصابه, وان لم تعجبهم النصيحة فليغادروا ارضنا ويعلنوا حرب مذاهبهم وطائفيتهم في مكان آخر, فنحن شعب ورث عن اجداده بناء الحياة ولا نريد ان نكون قتلى او قاتلين والسلام طريقنا الى بعضنا والآخر.

08 / 03 / 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here