الديمقراطية والإفلاس السياسي والعنصرية ……

1

معظم الأنظمة الحاكمة في العالم تنادي بالديمقراطية وتدعو الى الشفافية والاستقلالية بعيدا عن مظاهر الاضطهاد والطغيان لكنها في الحقيقة تمارس ابشع وسائل القهر والاستبداد تجاه شعوبها في الجانب الاخر هنالك نظم ديمقراطية حقيقية تعلم ما يجري خلف الكواليس في الركن الاخر من العالم لكنها تتخذ الحياد في طرح مواقفها بخصوص ما يجري من فوضى هنا المعيار الزمني يتصدر الموقف فعندما تنتهي صلاحية النظام انطلاقا من مصالح الكتل الكبرى التي تدير دفة القيادة تبدأ الملفات الخفية بالظهور ويتضح مفهوم الحجة والذريعة في مواقفها التي تتغير وفق مصالحها فصدام حسين وعلي عبدالله صالح وحسني مبارك وزين العابدين بن علي كانوا زعماء لنظم تنادي بالديمقراطية بينما الحقيقة كانت عبارة عن تأريخ دموي خفي مليء بالكوارث والمصائب وما ان انتهى العمل بهم كبيادق شطرنج في اللعبة العالمية اصبحوا مطاريد في خانة الاعدام والقتل والسجن والنفي .

2

عندما تفشل الحكومة في توفير مقومات الحياة للمواطن حينها يجب ان تعلن إفلاسها سياسيا وتعيد حساباتها من جديد لكشف الخلل والعطل في اعمالها وخططها ففي الغرب الفشل الحكومي امر وارد وحدوثه لا يستلزم مباحثات وحوارات بل يصدر موقف رسمي ثابت بخصوص عدم كفاءتها وقدرتها على التعاطي مع حاجات ومتطلبات الشعب وتعلن الحكومة استقالتها انطلاقا من موقع المسؤولية التي تحاذي افق سيادة الدولة بينما في الشرق لا يوجد اي تعريف للنكسة الحكومية وبدلا من اعادة وصياغة الامور بجدية وواقعية تبدأ المشاكل والازمات بالظهور مخلفة ورائها ضحايا لا تعد ولا تحصى فهي تعتمد سياسة المصالح المجردة من المحاسبة وتعزو اسباب الاخفاق الى قضايا وامور خارجة عن ارادتها في نهاية المطاف يدفع الشعب فاتورة اخطاء الحكومة وما يحدث في سوريا خير دليل حيث يسعى بشار الاسد للبقاء في السلطة مدى الحياة فتحول سوريا الى ركام وانقاض فوق اجساد الابرياء ليست قضية ذات شأن لنظام البعث السوري لأن الغاية هي الحفاظ على السلطة والقوة والمال .

3

العنصرية داء لا دواء له ففي معظم مراحل الحضارة البشرية كانت حاضرة على طاولات الاحداث فقيم الحرية والعدالة حبر على ورق وفكرة تقبل الاخر واحترام ثقافته لطالما كانت صبغة مزيفة للوصول الى الاهداف فاللغة والمعرفة والفكر والفلسفة والثقافة عموما من ضحايا العنصرية فبينما وسائل الاعلام تنقل نقاء وعذوبة المثل الانسانية ففي الخفاء توضع خطط ومشاريع لطمس وتهميش واقصاء كل مظهر لغوي معرفي فكري فلسفي ثقافي وبما ان المبدع ايا كانت صفته كشاعر او كاتب او مفكر الكيان الذي يتقمص اللغة والفكر والفلسفة كثوب حضاري متمدن فهو يعاني سرطان العنصرية فالخطأ هنا لا يمت بالابداع والمبدع بصلة بل هو نابع من عدم وعي ونضوج وادراك يمكن وصفها بمعاني الكراهية والحقد والضغينة من الجانب التأريخي الصرف وهذا ما يجعل المكونات الشرقية القومية في صراع مستمر لا نهاية له .

ايفان علي عثمان

شاعر وكاتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here